الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نافذة أمل للتغيير

18 أغسطس 2013 21:46
إن أهداف التنمية والمحافظة على البيئة وحدة متكاملة، لأن الهدف في النهاية واحد، وهو تحسين مستوى معيشة الإنسان كماً وكيفاً، وقد أطلق كثير من الباحثين لفظ الإدارة البيئية، على عملية المحافظة على البيئة وتنمية مواردها، وعادة، تعتمد الإدارة البيئية على التشريع، وبقدر ما يكون التشريع نابعاً من عقيدة الأمة يكون أكثر فاعلية وجدوى، وفي الواقع لا نستطيع أن ننكر أن الاهتمام بحماية البيئة جاء متأخراً إلى حد كبير، بعد أن تعرضت البيئة لتخريب واسع الأبعاد لكافة عناصرها. كما أن التنبؤات بالتغيرات التي سوف تحدث مستقبلاً في البيئة مخيفة جداً، فسوف تعاني كل الأمم من اختفاء الغابات المطيرة في المناطق الاستوائية، وفقدان أنواع من النبات والحيوان، كما ستحدث تغييرات في أنماط هطول الأمطار، وستواجه البلدان النامية تحديات التصحر وزوال الغابات والتلوث، والبلدان الصناعية سوف تواجه تحديات التلوث بالمواد الكيماوية والنفايات السامة والمطر الحمضي، لذلك أصبحت قضية البيئة وحمايتها والمحافظة عليها من مختلف أنواع التلوث، واحدة من أهم قضايا العصر. أيضاً تعد البيئة بعداً رئيسياً من أبعاد التحديات التي تواجهها البلاد النامية، خاصة في التخطيط للتنمية الشاملة، في ضوء التجارب التي خاضتها البلاد المتقدمة، وتواجه الدول المشاكل البيئية المعقدة، في محاولات مستمرة لإيجاد حلول لها، قبل أن تقضي تراكمات التلوث على إمكان العلاج الناجح، ولم تعد اعتبارات التنمية رغم أهميتها البالغة عذرا لتجاهل المحافظة على البيئة، أو اتخاذ التدابير الفعالة لمكافحة التلوث، فالقضية هي قضية البقاء ونوعية الحياة التي يعيشها الإنسان باستمرار الحياة نفسها. إن الإنسان حالياً يعيش مواسم جفاف حادة وتضرب دولا كثيرة في العالم وآخرها الصومال الذي يعاني الجفاف غير المسبوق منذ سنوات طويلة، وما حل قبلها في مساحات من القرن الإفريقي، ومناطق واسعة من الصين وغيرها، وكثر الحديث عن التغير المناخي، مثلما حدث من ثلوج في مناطق بالمملكة العربية السعودية وفيضانات في سلطنة عُمان، وعواصف رعدية في دول الخليج. إن الحديث عن سبل المساهمة في وقف التصحر في العالم العربي، أصبح مطلباً حيوياً، ولعلَّ الحل يمكن أن يتأتى من خلال ممارسات عملية ولو صغيرة، ويمكن أن تفتح ما يشبه نافذة أمل للتغيير نحو الأفضل، وعلى مستوى الدولة، فالحل جاري العمل به لإيقاف التصحر، ويعد ذلك أحد أهم التحديات التي تعصف بالحلول البيئية، فيما لم يتم القضاء على التصحر، والقضاء على التصحر يعد أكبر تحدٍ بيئي، سوف يؤثر القضاء عليه مباشرة على البيئة، واستقرارها واستدامتها. ونتيجة للتصحر هناك خسائر عالمية تقدر بحوالي أثنين وأربعين مليار دولار سنوياً، حسب إحصائيات منظمة الأمم المتحدة التي تطلقها سنويا، ويعاني ما يقارب من مائتين وخمسين مليون شخص من عملية التصحر، بينما هناك ما يزيد عن مائة وعشر دول مهددة بالتصحر، ورغم ذلك لم تعط هذه المشكلة تلك الأهمية المطلوبة لأجل الوصول إلى حلول جذرية، ولذلك لا تزال مستمرة حيث يفقد العالم ما يزيد عن أربعة وعشرين مليار طن من التربة السطحية، وهناك الكثير من الأراضي التي كانت تستخدم للزراعة قد تضررت، ويقدرها الخبراء بحوالي 70 في المائة من إجمالي الأراضي الجافة. المحررة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©