الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ابن الخليجية ·· مقيم

ابن الخليجية ·· مقيم
28 فبراير 2009 00:38
أحمد هو ذلك الإنسان الذي ولد على الأرض الخليجية الغالية من أم خليجية وأب عربي، يبلغ من العمر ما يربو عن الأربعة عشر ربيعا ويتمتع بذكاء عال، يحلم كغيره من الأطفال بأن يكمل دراسته الجامعية في إحدى جامعات الخليج، أو في إحدى المعاهد أو الكليات الرائدة فيها، ليقدم ولو جزءا بسيطا لوطنه الخليجي ولأبنائه ويخدم بجد واجتهاد هذه الأرض الطيبة كواحد من أبنائها الأوفياء، ولكن هيهات الحلم يتحقق لأن أحمد ليس مواطنا خليجيا بل هو مقيم تتجدد إقامته كل سنة وبكفالة أمه الخليجية · قصة أحمد وأمه الخليجية واحدة من القصص المؤلمة التي مرت علي، فأم أحمد تزوجت وهي لم تكمل العشرين من العمر برجل عربي سافرت معه إلى بلده، وهناك ظهرت حقيقة ذلك الزوج والذي لا يعرف كيف يتعامل مع الإنسانية ومع المشاعر الطيبة على الرغم من أنها لم ترفع صوتها أمامه في يوم من الأيام ·· ودارت الأيام بأم أحمد وهي تتحمل أوجاعها ليأتي يوم الفرج وتحجز تذكره عودتها لوطنها مع أول فرصة، ولكن لن تعود هذه المرة لوحدها بل وهي تحمل في بطنها المولود الصغير· أشرقت الشمس لأول مرة على أحمد في الخليج، ولم يعرف وطنا غيره، فاستنشق هواءه وشرب ماءه وأكل طعامه وسجل أجمل ذكريات طفولته في حارته الخليجية القديمة ومدرسته، لم يكن أحمد يعلم عند ولادته بأن القوانين ستمنعه في يوم من الأيام بأن يعود إلى ذكرياته الجميلة وذلك عندما يطلب والده حق رعايته، ولم يعرف أن الوطن الذي عاش فيه طوال السنين الماضية لم يكن وطنه ''في نظر القانون''، بل هناك وطن آخر في انتظاره لا يعرف عنه الكثير غير اسمه ولا يعرف عن والده، الذي لم يره حتى اليوم بسبب تنازل الأخير عن رعايته لأمه منذ ولادته، غير اسمه أيضا· أم أحمد بدورها لا تستطيع أن تفعل شيئا لولدها إذا ما طلب طليقها حق رعاية الابن بعد سن الثامنة عشرة، فالقوانين لا تعطي حق الجنسية لأبناء الخليجيات المتزوجات من الأجانب، غير أنها تدعو ليل نهار بأن تقوم الجهات المعنية في الخليج بدراسة حالتها وغيرها من الحالات وتقديم الحلول الناجعة والتي تضمن حق الابن في الجنسية، وذلك في إطار القوانين والأنظمة والعلاقات الطيبة والمتميزة التي تتمتع بها الدول الخليجية مع الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة أيضا، وتدعو الجهات الرسمية في دراسة حالات أبناء الخليجيات المتزوجات من الأجانب وذلك في محاولة لإيجاد حلول تمكنهم من الحصول على الجنسية الخليجية· وإذا ما نظرنا إلى حجم معاناة أم أحمد نجد أن هناك تشابها لها في حالات كثيرة سواء من التي تزوجت بتصريح من الجهات المختصة أم تلك التي تزوجت بدون تصريح، ونجد أن أبعاد تلك الزيجات تتعدى مجرد الرغبة في الزواج أو الهروب من العنوسة وتظهر مع أول مولود يجمع الطرفين في حال انفصالهما، فالأب بلا شك له حق الرعاية ولكن في حال إذا ما قام بدوره على أكمل وجه ويفقد ذلك الحق مع تقصيره في أول واجب له تجاه ابنه، أما إذا كانت الأم هي التي تربي وترعى وتصرف على ولدها فلها الحق في رعاية ابنها رعاية كاملة حتى بعد أن يبلغ سن الرشد · البعض غير متفائل بأن يحصل أحمد على الجنسية الخليجية ويعزي السبب إلى القوانين الموضوعة، وآخرون يتفاءلون بأن تكون لأحمد فرصة الحصول على جنسية البلد الذي ولد وعاش فيه، في ظل الرعاية والعناية والحقوق التي تحظى بها المرأة في بيتنا الخليجي الكبير· محمد بن عيسى البلوشي كاتب وصحفي عماني Mohd_craft@hotmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©