الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن يصر على استفتاء جنوب السودان في موعده

مجلس الأمن يصر على استفتاء جنوب السودان في موعده
17 نوفمبر 2010 00:05
أعرب مجلس الأمن الدولي المنعقد على مستوى وزاري حول السودان أمس عن قلقه العميق الناجم عن التأخر في تمويل تنظيم الاستفتاء بشأن تقرير المصير في جنوب السودان، وطالب حكومة الخرطوم وحكومة الجنوب المضي قدما في إجراء الاستفتاء في موعده المقرر 9 يناير المقبل من أجل الاستقرار الإقليمي. وانتقد بيان للمجلس تلاه وزير الخارجية البريطاني وليام هيج تأخر الحكومة السودانية في تأمين الأموال اللازمة للاستفتاء في جنوب السودان ودفع كامل الأموال الضرورية للجنة الانتخابات من أجل متابعة الاستعدادات، ودعاها إلى التحرك العاجل من اجل ضمان تنظيم الاستفتاءين في جنوب السودان وأبيي بسرعة وفي أجواء سلمية حفاظا على الصدقية والتعبير الحر بحيث تعكس نتائجهما إرادة السكان”. كما اعرب المجلس عن القلق البالغ بشأن تزايد اعمال العنف في دار فور، حيث ترافقت الاشتباكات المتزايدة بين الحكومة والمتمردين مع هجمات على قوات الامم المتحدة وخطف موظفين تابعين للامم المتحدة. وقال هيج إن تنظيم الاستفتاءين في جنوب السودان وفي منطقة ابيي هو احد التحديات الملحة التي يواجهها مجلس الامن، بينما اشار الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الى ان الوضع في السودان يمكن ان يتحول نزاعا اشمل، قائلا ان المخاطر مرتفعة جدا في ابيي، ولافتا الى ان وجود قوات للامم المتحدة لن يكون كافيا للحؤول دون عودة الحرب”. ولم تخف وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قلقها من تأخر الاستعدادات لاستفتاء يناير، وقالت “ثمة كمية كبيرة من العمل الضخم الذي يتعين القيام به خلال هذه الأيام الـ55 قبل التاسع من يناير”. وأضافت أن “التصويت يجب أن يجرى في اوانه وفي أجواء هادئة”، مشددة على ضرورة احترام إرادة الشعب. وذكرت بأن الحرب بين الشمال والجنوب أسفرت عن مليوني قتيل وملايين النازحين قبل اتفاق السلام في 2005. وقالت إن على السودان أن يسعى لحل وسط حول قضية منطقة أبيي، وكررت القول “إنه إذا ما اختارت الخرطوم السلام من أجل حل صراعاتها الداخلية فسيتم رفع اسم السودان من على قائمة الدول الراعية للإرهاب وإنهاء العقوبات الأميركية المفروضة عليها وتخفيف ديونها”، مشيرة إلى أن واشنطن قامت بتوزيع 200 مليون دولار على برامج للحد من الصراع، بعضها في دار فور ومستعدة لفعل أكثر من ذلك بكثير. وأضافت “ندرك جيدا أن الأمر لن يتطلب فقط مهارات بل شجاعة القادة السودانيين في الشمال والجنوب لتطبيق اتفاق السلام الشامل بكرامة وفي إطار حقوق الإنسان من أجل تخفيف المعاناة والعمل باتجاه السلام الدائم الذي يشمل السلام في دار فور، والعالم سيقف إلى جانبكم، والولايات المتحدة ستساعدكم، والجيل القادم من الأطفال السودانيين يجب أن يتمتعوا بمستقبل بلا حرب”. وقال بان كي مون “إن الاستفتاءين المقررين يجب أن يجريا بشكل منظم”، إلا أنه أبدى قلقا من حدوث تأخير في التحضيرات وقلة التمويل، ودعا الى تذليل العقبات كافة. واعرب عن امل المنظمة في تعزيز عدد أفراد قوات حفظ السلام في السودان، وقال “اننا نعمل مع الجانبين (الشمال والجنوب) بشأن خيارات اضافية محتملة لقوات الامم المتحدة لزيادة الامن اثناء الاستفتاء وبعده بهدف زيادة القدرة على التحقق ومراقبة انتهاكات وقف اطلاق النار وحماية المدنيين”. لكن بان كي مون أوضح انه لا توجد زيادة في قوات الامم المتحدة يمكنها ان تمنع حربا أهلية جديدة في حالة تجدد إراقة الدماء على نطاق واسع. وقال “لن تكون الزيادة كافية لمنع العودة الى الحرب اذا تفجر قتال على نطاق واسع”. وكان البيت الابيض رحب ببدء عملية تسجيل اسماء الناخبين على اللوائح الانتخابية تمهيدا لاستفتاء تقرير المصير في جنوب السودان، وجدد الدعوة الى تنظيم استفتاء سلمي وضمن المهل المحددة. وقال روبرت جيبس المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما “ان الرئيس مرتاح للغاية لان التسجيلات على اللوائح الانتخابية بدات في جنوب السودان ويدعو قادة الشمال والجنوب الى انجاز العمل الذي بدأ بما يؤدي الى ان يكون الاستفتاء سلميا ويحصل كما هو متوقع. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جي.بي كراولي إن المحادثات التي توسطت فيها الولايات المتحدة بشأن منطقة ابيي المتنازع عليها وغيرها من القضايا توقفت لفترة وجيزة، ولكن يتوقع استئنافها في الايام المقبلة. وأضاف “أحرز الطرفان تقدما كبيرا في المحادثات الاسبوع الماضي وتوصلا لتوافق بشأن المبادئ الخاصة بحل عدد من القضايا ومنها رسم الحدود والترتيبات الأمنية والتعاون الاقتصادي”. وقال “نواصل الضغط على الطرفين لحملهما على اتخاذ قرارات سياسية صعبة وضرورية من اجل السلام ونتطلع لاستئناف الحوار في الاسبوع المقبل”. جاء ذلك، في وقت اعلنت اللجنة الخاصة بالاستفتاء في جنوب السودان ان التسجيل على اللوائح الانتخابية تمهيدا لاجراء الاستفتاء جرت امس من دون حوادث لليوم الثاني على التوالي، الا انها اعربت عن القلق من حصول عمليات تزوير وترهيب في الشمال وفي الشتات. وقال الو قرنق الو المتحدث باسم مكتب لجنة الاستفتاء في جنوب السودان “إن مراكز التسجيل الـ2625 في جنوب السودان تعمل باستثناء اثنين منها سيفتحان في الايام المقبلة”. واضاف “لم يسجل وقوع اي عمل عنف، ولم نتلق اي شكوى بشان تدخلات، وهناك مشاركة قوية في الجنوب”. موضحا ان اللجنة لا تزال تجمع معلومات حول المشاركة في المناطق النائية في جنوب السودان. وكان ابناء جنوب السودان بدأوا امس الاول تسجيل اسمائهم على اللوائح الانتخابية للتمكن من التصويت اثناء الاستفتاء حول تقرير المصير المتوقع في التاسع من يناير المقبل، الا ان الاقبال كان ضعيفا جدا في شمال السودان. وقال المسؤول في لجنة الاستفتاء “هناك مخاوف من عمليات ترهيب هناك ويفضل الكثيرون عدم الكشف عن هوياتهم عبر التسجيل. وتقوم منظمة الهجرة الدولية بعملية تسجيل ابناء جنوب السودان في الشتات في ثماني دول (استراليا وكندا وبريطانيا والولايات المتحدة وكينيا واثيوبيا واوغندا ومصر). وبدأ التسجيل امس مع يوم تاخير في الولايات المتحدة واستراليا وفق ما اعلن جان فيليب شوزي مسؤول العلاقات الاعلامية في منظمة الهجرة الدولية الذي اضاف ان مصر في الوقت نفسه لم تسمح بعد لمنظمة الهجرة الدولية بالبدء بتسجيل الناخبين. وقال الو بشأن عملية الاستفتاء في الخارج “لدينا معلومات بأن هناك نوعا من الفوضى يرافق هذه العملية. ويخشى الكثيرون من ان لا تتمتع منظمة الهجرة الدولية بالقدرة على تحديد من هم ابناء جنوب السودان ومن ليسوا منه وبالتالي يخشون ان يستولى اشخاص على هويات عائدة لاشخاص من جنوب السودان لتسجيل اسمائهم. وحسب قانون الاستفتاء سيمنح جنوب السودان استقلاله اذا حصد هذا الخيار غالبية مطلقة (50%+صوت واحد) اثناء الاستفتاء، الا ان 60% من الناخبين المسجلين ينبغي ان يمارسوا حق التصويت كي تعتبر نتيجة الاستفتاء صالحة. وبالتالي اذا سجل أشخاص أسماءهم على اللوائح الانتخابية لكن ليس في وسعهم التصويت فان ذلك قد يؤدي الى الغاء الاستفتاء. وقال الو “في كندا على سبيل المثال يقاطع ابناء جنوب السودان عملية التسجيل لانهم غير متأكدين من انه سيكون في وسعهم التصويت يوم الاستفتاء”. وفي اوروبا، فإن مراكز التسجيل موجودة في بريطانيا فقط الدولة غير العضو في مجال شينجن، وبالتالي فانه يتعين على الجنوبيين الذين يعيشون في اوروبا ان يحصلوا على تاشيرة بريطانية اولا لتسجيل اسمائهم وعلى تاشيرة ثانية للتصويت. وقد يتخلى البعض عن مشروع التسجيل خشية ألا يحصل على تاشيرة ثانية للتصويت. مبيكي: مفاوضات حول «أبيي» الأسبوع المقبل نيويورك (ا ف ب) - أعلن الرئيس السابق لجنوب أفريقيا ثابو مبيكي أمس أن الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جنوب السودان سيلفاكير سيجريان مفاوضات الأسبوع المقبل لمعالجة قضية منطقة أبيي. وقال مبيكي الذي يترأس وفداً للاتحاد الأفريقي في خطاب أمام مجلس الأمن الدولي “إن الرجلين توافقا على أنه بمساعدة وفدنا فإنهما سيبذلان ما في وسعهما لبلوغ اتفاق”. وتعتبر منطقة أبيي قضية خلافية جوهرية بين الشمال والجنوب. ويعتبر العديد من الدبلوماسيين أنه قد لا يتم التزام موعد التاسع من يناير المقبل لإجراء الاستفتاء، انطلاقاً من الخلافات الكبيرة بشأنها.
المصدر: نيويورك، الخرطوم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©