الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بولت «الأسطورة» يدخل تاريخ «أم الألعاب الأولمبية» من «الباب الملكي»

بولت «الأسطورة» يدخل تاريخ «أم الألعاب الأولمبية» من «الباب الملكي»
11 أغسطس 2012
لندن (ا ف ب) - دخل العداء الجامايكي الفذ أوساين بولت تاريخ الألعاب الأولمبية من بابه العريض، بعد أن أصبح أول عداء في التاريخ ينجح في الدفاع عن لقبيه في سباقي 100 متر و200 متر، بعد أن توج بذهبية السباق الأخير أمس الأول في لندن، ضمن دورة الألعاب الأولمبية، مسجلاً 32: 19 ثانية، وحل ثانياً مواطنه يوهان بلايك (44: 19 ثانية)، وأكمل المنصة الجامايكي الآخر وارن وير (84: 19 ثانية). وهي المرة الثانية فقط التي يتم فيها الدفاع عن لقبين في مسافتين مختلفتين في نسختين متتاليتين من الألعاب، بعد أن نجح في ذلك العداء الفنلندي الشهير لارس فيرين في أولمبياد ميونيخ 1972 ومونتريال 1976، وأثبت بولت بأنه أسرع عداء في العالم في السنوات الأخيرة، فمنذ أولمبياد بكين كان بولت رجل المناسبات الكبيرة، ووحده الانطلاق الخاطئ في بطولة العالم العام الماضي في دايجو كلفه ذهبية سباق 100 متر قبل أن ينتزع ذهبيتي 200 متر والتتابع 4 في 100 متر. والذهبية هي الخامسة لبولت في الألعاب الأولمبية، وهو يملك فرصة رفعها إلى 6، حيث يشارك مع منتخب بلاده في سباق التتابع 4 في 100 متر، خصوصا أن جامايكا مرشحة فوق العادة لإحراز اللقب قياساً بالعروض التي قدمها هو وبلايك ووير. وكان بولت توج أيضا بذهبية سباق 100 متر يوم الأحد الماضي، وتلاه بلايك ثم الأميركي جاستين جاتلين. وقال بولت “هذا ما سعيت إليه ونجحت في تحقيقه، أنا فخور بنفسي، فبعد موسم شاق جئت إلى هنا وأنجزت المهمة”، وأضاف “اعتقدت بأن تحطيم الرقم القياسي العالمي ممكن، كنت سريعاً، لكن لست في كامل لياقتي البدنية، لأني أعاني من بعض الأوجاع في الظهر، وكل ما قمت به هو المحافظة على لياقتي البدنية، أنا جدي كثير في عملي، ولندن تعني لي الكثير”. ذهبية السباق وترك العداء الجامايكي أوساين بولت مصيره معلقاً بعد فوزه أمس الأول بذهبية سباق 200، ضمن رياضة العاب القوى في دورة الألعاب الاولمبية، وبعد أن حقق ما عجز عنه أي عداء آخر بإحرازه الثنائية (100 و200 متر) في بكين 2008 ولندن 2012، إضافة إلى ذهبية التتابع 4 في 100 متر في العاصمة الصينية. وقال بولت (25 عاما) في مؤتمر صحفي “حددت لنفسي هدفاً أن أصبح أسطورة، وأنا أصبحت الآن بحاجة إلى شيء يحفزني”، ورداً على أسئلة الصحفيين التي انهالت عليه حول ما إذا كان يريد الاستمرار في مسيرته، ألمح إلى أنه قد لا يذهب إلى ريو دي جانيرو (2016) للدفاع عن ألقابه، أو على الأقل كل ألقابه. وأضاف “تحقيق الثنائية 3 مرات، أعتقد بأنها مهمة صعبة، سيكون عمر هذين الشابين 26 عاماً، بينما أكون أنا على عتبة الثلاثين”، في إشارة إلى مواطنيه يوهان بلايك ووارن وير اللذين أحرزا الفضية والبرونزية على التوالي في سباق 200 متر. وتابع “أعتقد بأني أرغب بالتوقف في وقت مبكر قبل أن يتمكنا من الجري أسرع مني، كان لي عصري وكل شيء ممكن في الحياة، لكن يجب النظر إلى أن هناك شباباً موهوبين يصعدون”. وقال لا أتطلع إلى أبعد من ريو دي جانيرو، إستطعت أن أصنع من نفسي أسطورة وأريد حالياً الاستفادة من هذا الوضع، سأرتاح وأفكر ملياً، وفي كل الحالات أنا على عجلة من أمري”، لكن في الوقت نفسه، اعتبر بولت أنه “ليس متعجلاً بالنسبة إلى الاعتزال”، وقال “أحب هذه الرياضة، وأريد الاستمرار بالاستمتاع بها والاستفادة منها”. وأوضح بأنه يفكر بالذهاب إلى موسكو للمشاركة في بطولة العالم 2013، حيث لا يستطيع أن يدرك ماذا يريد أن يفعل خلالها. ورفض مجدداً الحديث عن المشاركة في سباق 400 متر، وقال للصحفيين “أرجوكم لا تتكلموا عن هذا الموضوع”، دون أن يستبعد خوض تجربة الوثب الطويل”، مؤكداً “رغبت دائماً في أن أحاول القيام بذلك”. وتخيل بولت، أحد مشجعي مانشستر يونايتد الإنجليزي، أن يصبح لاعب كرة قدم، وقال “أعتقد بأني سأكون أفضل في مركز الجناح الذي يشغله عادة أسرع اللاعبين مثل (الإنجليزي) أشلي كول و(البرتغالي لويس) ناني”، ويعشق بولت أيضاً رياضة الكريكت التي تشكل جزءاً من رغباته المستقبلية. حكاية كارل لويس على صعيد آخر، أكد بولت أنه فقد “كل احترام” للأميركي كارل لويس الذي شكك بنتائج العدائين الجامايكيين وأثارت تصريحاته بهذا الخصوص امتعاضهم. وبعد أن أبدى إعجابه الكبير بالعداء الأميركي جيسي أوينز الفائز بأربع ذهبيات في أولمبياد 1936، أكد بولت “أريد أن أقول الآن شيئاً مثيراً للجدل، أنا فقدت كل احترام لكارل لويس، كل احترام”. وأضاف “الموضوع يتعلق بالمنشطات، هل يمكن لرياضي أن يقول أشياء من هذا القبيل ضد الآخرين؟ لقد أثار غضبي بالفعل، أعتقد بأنه يريد فقط جذب الأنظار نحوه لأن أحداً اليوم لا يتحدث عنه”. وكان لويس شكك مؤخراً في مقابلة مع مجلة “سبورت ايلاسترايتد” بنتائج العدائين الجامايكيين، واعتبر أن من مصلحة جامايكا أن تقوي سياستها في مكافحة المنشطات “لأنه من غير المعقول أن يسجل العداؤون 03: 10 ثوان (في سباق 100 متر) في عام و69: 9 ثوان في العام التالي”، وتخطى بولت بعد فوزه بسباق 200 متر لويس الذي كان العداء الأكثر تتويجاً في سباقات السرعة. من ناحية أخرى، أثبتت جامايكا أنها جزيرة السرعة بامتياز، وإذا كان من شك في هذه المقولة، فإن سيطرة العدائين الجامايكيين اوساين بولت ويوهان بلايك ووارن وير على سباق 200 متر وصعودهم على منصة التتويج، يؤكد أن الجزيرة الكاريبية حلت مكان الولايات المتحدة على قمة سباقات السبرينت أقله في السنوات الأربع الاخيرة وفي المدى المنظور. وكان بولت وبلايك حلا أيضاً في المركزين الأول والثاني في سباق 100 متر في حين أحرزت مواطنتهما شيري ان فرايزر برايس ذهبية سباق 100 متر أيضاً وحده لقب 200 متر أفلت من جامايكا والذي كان من نصيب الأميركية اليسون فيليكس، ولا شك بأن سباق التتابع 4 في 400 متر سيكون من نصيب جامايكا أيضاً إذا لم يرتكب أفرادها أي خطأ في تسليم العصا، والأمر ينطبق على فئة السيدات في هذا السباق. ماركة الصنع ولطالما حمل سباق 100 متر ماركة “صنع في أميركا” باستثناء بعض الحالات النادرة عام 1972 عندما توج السوفييتي فاليري بورزوف بذهبية 100 متر أو البريطاني لينفورد كريستي في برشلونة عام 1992 أو الكندي دونوفان بايلي في أتلانتا عام 1996 وللمفارقة، فإن جامايكا لم تحرز أي ذهبية في سباقي 100 متر و200 متر على الصعيد الأولمبي في تاريخ مشاركاتها قبل بكين 2008 علماً أنها دخلت الألعاب الحالية ولها 50 ميدالية منها 49 في ألعاب القوى. وإذا كان الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم ودوري كرة السلة الأميركي للمحترفين يستحوذان بشكل كبير على اهتمام الجمهور الجامايكي على شاشة التلفزيون، فان معظم المحليين يدركون تماماً أن ألعاب القوى هي اللعبة رقم واحد عندما يتعلق الأمر بوضع بلادهم على الخريطة الرياضية العالمية. ولا تعتبر جامايكا حديثة العهد في سباقات السرعة، بل بدأت تفرض نفسها قوة فيها منذ أولمبياد لندن عام 1948 عندما فاز ممثلها ارثر هانت بذهبية سباق 400 متر، فلم يتردد دوق ادنبره في دعوته إلى تناول العشاء معه. وكان بإمكان جامايكا أن تسجل اسمها في سباق 100 متر قبل إنجاز بولت في الدورتين الأخيرتين، لو أنها عرفت كيف تحافظ على إبرز عدائيها قبل أن يدافعوا عن ألوان دول أخرى وأبرزهم البريطاني لينفورد كريستي بطل أولمبياد برشلونة عام 1992 والكندي دونوفان بايلي بطل أولمبياد أتلانتا عام 1996 وحتى الكندي الآخر بن جونسون الذي جرد من ذهبيته في أولمبياد سيول 1988 لتنشطه، وكلهم من جذور جامايكية. واقترب ثلاثة عدائين جامايكيين من الذهب الأولمبي في سباق 100 متر من دون أن ينجحوا في ذلك وهم هيرب ماكينلي عام 1952 ولينوكس ميلر عام 1968 ودون كواري عام 1976، لكن جميعهم اكتفوا بالميدالية الفضية، قبل أن يتوج بولت بالذهبية في بكين. وتعود نجاحات جامايكا في سباقات السرعة الى البرنامج الوطني الناجح وتطلق عليه تسمية “بطل” والذي يعود الى العام 1910 ويجمع سنويا أفضل العدائين في كافة مدارس جامايكا، علماً أن غالبية العدائين الذين أحرزوا ميداليات أولمبية تخرجوا منه. ويستقطب هذا البرنامج سنويا نحو ألفي عداء وعداءة ويقام على مدى 3 أيام ويحضره 30 ألف متفرج يومياً، وبرنامج “بطل” يتضمن سباقات لجميع الفئات العمرية اعتباراً من 5 سنوات، وهدفه اكتشاف المواهب وصقلها لجعلها تنافس على أعلى المستويات. ولطالما كان برنامج “بطل” هدفاً أساسياً لكشافي الولايات المتحدة الذين نجحوا في إقناع العدائين المحليين بالهجرة إلى اميركا من خلال إغرائهم بمنح دراسية يقدمونها لهم ولا يحصلون عليها في بلادهم. غير أن جامايكا تداركت هذا الأمر وقدمت مساعدات كبيرة لعدائيها المحليين في السنوات الأخيرة، وبالتالي فإن أبرز رياضييها وعلى رأسهم بولت وزميلاه أسافا باول ويوهان بلايك يعيشون في كينجستون ويتدربون في ملاعبها، وتحديداً في معهد جامايكا للتكنولوجيا، وهذا ما شجع آخرين لكي يحذوا حذوهم. ويقول مدير المعهد انطوني ديفيس “هناك الآن حوالي 300 عداء يتبعون برنامجاً خاصاً”، وأضاف “لقد زرعنا البذور منذ فترة طويلة، وها نحن نرى الحصاد حالياً”. «الوثبة الثلاثية» حصد الأميركي كريستيان تايلور ذهبية مسابقة الوثبة الثلاثية في رياضة ألعاب القوى أمس الأول، ضمن دورة الألعاب الأولمبية التي تستضيفها لندن، وحقق تايلور (22 عاماً) بطل العالم إنجازه الأولمبي في محاولته الرابعة، عندما سجل 81: 17 مترا، وهو أفضل رقم هذا العام، علماً بأنه اخفق في محاولتيه الأوليين وسجل 15: 17 متر في الثالثة. وكان الرقم السابق بحوزة تايلور نفسه وهو 63: 17 متر، وخلف تايلور الذي أحرز فضية بطولة العالم داخل قاعة مطلع العام الحالي في أسطنبول، البرتغالي نلسون إيفورا الذي غاب عن لندن بسبب الإصابة. وعادت الفضية إلى الأميركي الآخر ويل كلاي بطل العالم داخل قاعة وثالث مونديال دايغو الكورية الجنوبية عام 2011، بقفزه 62: 17 متر في محاولته الرابعة، وهي الميدالية الثانية لكلاي في لندن بعد برونزية الوثب الطويل التي نالها السبت الماضي. أما الميدالية البرونزية فكانت من نصيب الإيطالي فابريتسيو دوناتو بقفزه 48: 17 متر في محاولته الرابعة أيضاً، وهي المرة الأولى التي ينجح فيها الإيطالي (35 عاماً) في بلوغ الدور النهائي للمسابقة في النسخ الأربع الأخيرة للألعاب الأولمبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©