السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبوظبي تستحضر فنون «القارات الست» في متنزه خليفة

أبوظبي تستحضر فنون «القارات الست» في متنزه خليفة
27 يناير 2014 01:26
بمجرد الاقتراب من متنزه خليفة في العاصمة أبوظبي يجد الزائر نفسه أمام لوحة مكتملة الألوان، تتوزع فيها جميع العناصر والظلال بما يوحي بأن مهرجان «القارات الست» يجمع ثقافات العالم في إمارة أبوظبي، ما يرمز إلى أن السياحة في العاصمة تتخذ مساراً عالمياً تجد فيه العائلات المقيمة والزائرة كل ألوان المتعة والترفيه، ومن ثم التعرف على حضارات الشعوب وعاداتها، وأهم منتوجاتها الشهيرة التي تعطي لمحة خاطفة عما يميزها عن غيرها، فتأتلف الأجنحة بدءاً من جناح الإمارات ومروراً بمصر وسوريا والأردن وباكستان وتركيا والهند، وإلى الصين، وكلها تجتمع في بوتقة متنزه خليفة، الذي يتحدث كل لغات العالم. أشرف جمعة (أبوظبي) - شهدت عطلة نهاية الأسبوع الماضي إقبالاً كبيراً من قبل العديد من الزوار الذين تنوعت جنسياتهم وثقافاتهم، لكنهم اتفقوا جميعاً على أن يتفاعلوا مع هذا المهرجان الكبير، الذي يعد من أفضل الوجهات الترفيهية، حيث يجد الزائر ألواناً شتى من الألعاب التي تنسجم مع طبيعة الأطفال، وتلقى قبولاً خاصاً من قبل الكبار، إذ إن كل شيء متوافر سواء لمن أراد القراءة والاطلاع عبر المكتبة، أو مشاهدة التاريخ عبر المتحف الذي يضم حوض الأسماك، أو من خلال الشراء عبر أجنحة المهرجان والجلوس أمام الفرق الموسيقية، ومن ثم ممارسة الألعاب الترفيهية التي تمنح النفس نوعاً من الراحة والاستمتاع. خدمات نوعية حول مهرجان القارات الست، الذي من المتوقع أن تتزايد أعداد زواره بشكل كبير في الفترة المقبلة، يقول مدير إدارة خدمات المجتمع ببلدية مدينة أبوظبي عبدالله ناصر الجنيبي «حرصت بلدية أبوظبي على أن تقدم وجبة ترفيهية متكاملة لزوار العاصمة أبوظبي تلائم جميع الأذواق، عبر هذا المهرجان الذي يهدف إلى إيجاد خدمات نوعية للجمهور»، مضيفاً أن عروض المهرجان مستمرة وبشكل متجدد خاصة أنه مستمر حتى مارس المقبل، فضلاً عن أن بلدية مدينة أبوظبي حرصت على أن تتعدد لدى زائر متنزه خليفة الخيارات الترفيهية بما يتناسب مع طبيعة كل أسرة، وهوايات أبنائها في ظل الثراء الكبير للعديد من الألعاب الترفيهية المتوافرة في كل أركان المتنزه، بالإضافة إلى أن المهرجان نفسه يعد فرصة قيمة للتسوق عبر زيارة الأجنحة الدولية التي تقدم منتوجاتها عبر المحال التجارية، وما من شك في أن الجناح الإماراتي يقدم معروضات قيمة من منتوجات متنوعة منها ما يقدم في قالب الموروث الشعبي والأزياء التقليدية، والمنتوجات اليدوية، ومنها ما يتسم بطابعه العصري الجذاب. ويتابع الجنيبي أن المهرجان يسهم في إبراز الجانب السياحي المضيء الذي تتمتع به العاصمة أبوظبي، فهو ساحة تجمع العديد من الفنون والثقافات العالمية في قالب ترفيهي محبب للجميع، خاصة أننا حرصنا منذ البداية على أن تتعدد الأنشطة والفعاليات، لذا حظي مسرح الأطفال بإقبال كبير من هذه الفئة التي لديها شغف بما يقدم من عروض شائقة، واللافت أن تفاعل الصغار مع هذه العروض كان لافتاً للغاية خلال الأيام الماضية، كما أن القائمين على هذه التظاهرة السياحية في أبوظبي وفروا جميع عوامل الأمن والسلامة للزوار، حتى تكتمل متعة الجمهور في أجواء شتوية تشجع على الخروج من المنازل، ومن ثم التفاعل مع الأنشطة الترفيهية التي بطبيعتها تجدد الإيقاع اليومي للناس، وتدخل عليهم البهجة والسعادة. دمى متحركة أكثر ما يلفت نظر العائلات الزائرة لمهرجان القارات الست في متنزه خليفة أنه فور الدخول إلى ساحته الكبيرة يجد الأطفال من يستقبلهم، ويرحب بهم من الدمى المتحركة، التي اتخذت أشكالاً محببة جداً لهذه الفئة، فيتحرك الأطفال نحوها في تمازج عجيب وتلقائية من أجل احتضانها، ومن ثم التقاط بعض الصور التذكارية، وهو ما يُعمق في أذهان الصغار أن المهرجان يلائم طبيعتهم وأمزجتهم ويغمرهم ببرنامجه المكثف. واللافت أن الذي يقوم بزيارة مهرجان القارات الست للمرة الأولى يجد نفسه في حاجة ملحة لزيارته مرة أخرى على سبيل أنه لم يذهب إلى وجهاته، ولم يمارس الأطفال ألعابهم المحببة خاصة أن الملاهي وحدها تحوي ألعاباً كثيرة وعروض الألعاب النارية تبهر الجميع بألوانها اللامعة، فضلاً عن الكرنفال الذي يأخذ موقعه المتميز في متنزه خليفة، وكذلك السيرك وعروض مسرح الأطفال، كما أن المطاعم المنتشرة تقدم وجبات بعضها تراثية تعبر عن موروث الطبخ الشعبي الإماراتي، وبعضها الآخر تحمل نكهات عربية وأوروبية وآسيوية ومن كل ألوان الطبخ العالمي. يوم ممتع ومن إمارة الفجيرة حرصت أسرة عبدالله الحفيتي على المشاركة في مهرجان القارات الست في أبوظبي، حيث اصطحب الحفيتي أسرته بالكامل من أجل قضاء يوم ممتع داخل متنزه خليفة. ويرى أن هذا المهرجان الذي يقام للمرة الأولى يعطي أبعاداً سياحية عديدة لإمارة أبوظبي إذ إن الفعالية تحتوي على جميع الألعاب الترفيهية التي من الممكن أن يتخيلها أي مرتاد للمدن الترفيهية في العالم. ويورد أن أسرته المكونة من سبعة أفراد عاشت لحظات سعيدة في أحضان متنزه خليفة، الذي يجمع ثقافات قارات العالم الست في مكان واحد، موضحاً: «استمتعنا بالأجنحة الدولية التي كانت تعرض العديد من المنتوجات التي ربما نشاهدها للمرة الأولى، فضلاً عن أن الجناح الإماراتي كان متميزاً للغاية، وبه العديد من المنتوجات التراثية مثل الدخون والعطور والأزياء التراثية»، مؤكدا «أفراد أسرتي طلبوا مني أن نعود مرة أخرى للاستمتاع بالعديد من البرامج الموجودة ضمن هذه الفعالية العالمية». ومن بين الأسر السعودية التي جاءت خصيصاً من المملكة العربية السعودية للمشاركة في مهرجان القارات الست، أسرة محمد الخرس، الذي أحضر أطفاله الأربعة، الذين تتراوح أعمارهم ما بين عامين واثني عشر عاماً. ويوضح الخرس أن أبوظبي دائماً مقصد لأسرته في العطلات، فضلاً عن أنه يحرص دائماً على متابعة عروضها السياحية على اعتبار أنها أصبحت عوضاً عن السفر إلى أوروبا، إذ إنها على حد قوله تجمع كل مقومات السياحة العالمية خاصة في فصل الشتاء، مشيراً إلى أن أطفاله شعروا بسعادة غامرة لحضورهم مهرجان القارات الست، ومارسوا ألعابهم المفضلة، وتناولوا بعض الأطعمة الإماراتية الشعبية. ويؤكد أنه بعد هذه الزيارة للمهرجان فإنه أصبح على يقين بضرورة تكرار المجيء. ارتباط وثيق ومن الأسر السعودية، في المهرجان، عائلة عبدالله السبيعي الذي يقول «لدي خمسة أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 4 سنوات و15 سنة، وهم لديهم ارتباط وثيق بالعاصمة أبوظبي، وكذلك دبي والعديد من إمارات الدولة، نظراً للفعاليات التي تتم بين الحين والآخر، ولا أُخفي أنني أصبحت من الذين يحبون زيارة الإمارات بين الحين والآخر، لكونها اهتمت في الفترة الأخيرة بالسياحة ونشّطت هذه الحركة، وطوّرت كثيراً من مقدراتها الأثرية والسياحية، وهو ما جعلها من أهم الدول الخليجية القادرة على استقطاب العديد من محبي السياحة حول العالم». «أطفال هابي فن» في إحدى زوايا مهرجان القارات الست استقطبت سينما «هابي فن» العديد من زوارها من فئة الأطفال، إذ كانت تقدم عروضاً سينمائية شائقة للعديد من الأفلام العالمية، التي تتميز بالحركة والقصص المسلية والروائية الطويلة، ومن بين الذين قضوا وقتاً في سينما «هابي فن» نايف السعدي، الذي اصطحب إخوته سالم، وضوى وعليا، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 3 و16 سنة. ويورد نايف أنه استمتع كثيراً بزيارة مهرجان القارات الست في متنزه خليفة، على سبيل أنه واجهة حضارية للسياحة في أبوظبي، ويعطي انطباعاً طيباً لدى كل من يزور العاصمة خاصة أن المهرجان متميز ويجمع كل ألوان الترفيه والتسلية. ويشير إلى أنه على الرغم من ممارسته العديد من الألعاب في متنزه خليفة، إلا أن مشاهدة السينما كانت من أمتع الأشياء التي حققها، خصوصاً أن المقاعد كانت مريحة جداً والنظارات لها مفعول السحر في تجسيد الصورة، وتألقها واستقرارها في وجدانه، وكذلك الأمر بالنسبة لإخوته. طفلتان مع طرازان في المكان المخصص لركن «طرازان»، أصرت الطفلة مريم الحمادي (11 سنة) على أن تخاطر قليلاً وتصعد على ارتفاع خمسة أمتار لتقلد طرازان، ومن ثم تضع قدميها على القطع الخشبية المنفصلة بنسب متفاوتة، والموصولة في النهاية ببعضها بعضاً بحبال سميكة من أجل العبور عليها، وتبعتها أختها التي تصغرها بعام - عائشة - وهما من سكان أبوظبي. وتذكر مريم أنها تتابع مغامرات طرازان في التلفزيون وعندما وجدت هذا الركن الخاص بطرازان قررت أن تغامر على الرغم من أن أمها حذرتها لكنها أصرت، وعندما طمأنها القائمون على اللعبة وأن هناك من يقدم المساعدة للأطفال على اجتياز الحلقات، ازدادت إصراراً وفي نهاية الجولة شعرت بسعادة غامرة وكذلك أختها الصغيرة عائشة. في أحضان البلياتشو لا يُخفي سعيد محمود العالي، الذي جاء من مملكة البحرين أنه فور سماعه بمهرجان القارات الست في العاصمة أبوظبي، قرر أن يتشاور مع بعض أفراد عائلته من أجل الحضور، ولم يكن يتوقع أنهم سيوافقونه في الرأي سريعاً من أجل الحضور، ومن ثم التفاعل مع مظاهر الاحتفالات والفعاليات التي تقام بمهرجان القارات الست. ويذكر أن أحد أطفاله الصغار عندما رأى «البلياتشو» طلب من العالي أن يلتقط له بعض الصور ما دعا «البلياتشو» إلى حمل الطفل، ومن ثم أداء بعض الحركات التي أبهجته كثيراً وأشعرته بسعادة بالغة. ويتابع «استطاعت بلدية مدينة أبوظبي أن تحشد كل هذه الألعاب الترفيهية في مكان واحد، فضلاً عن أن الأجنحة كانت تعبر عن حضارة العديد من دول العالم وثقافاتها، إذ إن هذه الأجنحة كان لها وقع خاص في نفوسنا، بالإضافة إلى التعريف بالثقافة الإماراتية وتقاليدها وأعرافها الرحبة التي كانت منتشرة بقوة في كل أرجاء المهرجان، وهو ما جعلنا نشعر بأن هذه الثقافة التي لا تنفصل مطلقاً عن الطبيعة الخليجية بعاداتها وتقاليدها المعروفة، تلقى ترحيباً كبيراً من قبل زوار المهرجان». مسرح الصغار يحفل مسرح الأطفال بالعديد من العروض المسرحية المتميزة والمتنوعة، وهو ما يمثل عامل جذب كبيراً لهذه الفئة التي اخترقت السياج المحاط بالمسرح والتحمت بخشبته، وفي أثناء وقوف العديد من الدمى المتحركة على المسرح حيث كانت تؤدي حركات متناغمة، ورقصات منسجمة انطلقت صيحات الأطفال معبرة عن التفاعل الكبير، فضلاً عن أن الصغار ظلوا يصفقون للدمى، ويرددون معها كلمات الأغاني التي كانت مصحوبة بإيقاع موسيقي خلاب، وهو ما شكل في النهاية لوحة جميلة. وعلى الرغم من تنوع العروض المسرحية، إلا أن الأطفال لم يشعروا بالملل وظلوا لفترات طويلة أمام المسرح، غير مهتمين بنداءات الآباء والأمهات لكي يواصلوا رحلتهم في مهرجان القارات الست، الذي من الصعب أن يصل الزائر إلى مداه في زيارة واحدة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©