ما أن يشمر الصيف عن سواعده ويقرر مد أذرعته الحارة إلى مشارق الدولة ومغاربها حتى تفتح ملفات السفر هروباً من موجات الحر المنتظرة، يتسابق الجميع إلى مكاتب الحجوزات لضمان الحصول على تذاكر سفر في حدود الميزانية المرصودة للسفر.
كم نحن متأهبين بعد توديعنا لأشعة الشمس الحارقة للاستمتاع بنسمة الهواء الباردة في دول أوروبا أو بعض الدول العربية التي طالما سعدنا بلطف صيفها وسخاء هوائه البارد.
وما أصعب أن نصطدم بصيف أقسى من صيفنا يخيم في بلاد طلبناها ملاذاً للراحة والطقس الملائم، لم نسمع هذا العام ممن طلبوا السفر تخلصاً من حرنا المعهود سوى «ياحي حرنا» نعم «ياحي حرنا» في بلدنا الذي اعتاد الحر وعملنا جميعاً حكومة وشعباً وأفراداً على التصدي للحر الشديد الذي لم نفاجأ بوجوده يوماً.
![]() |
|
|
|
![]() |
فمن سافر هذا العام الذي فرح فيه المواطنون بإعفائهم من «فيزة» الدول الأوروبية يعلم كم هو صيف بلا رحمة ذلك الذي يقضيه مواطن اعتاد صوت مكيفات الهواء قائماً نائماً، حين ينام في فندق من ذوي الخمس نجوم بلا مكيف، اعتماداً على البرد الطبيعي الذي اعتادته مناطقهم، كذلك هو الأمر بالنسبة لسياراتهم وأسواقهم وأماكنهم السياحية.
كم هو الصيف حنون في أحضانك يا بلادي، وأظننا سنعيد النظر في توديعك خلال أيامك الدافئة.