نور الشريف ليس مجرد فنان قدير يقدم كل عام مسلسلا رمضانيا يحقق النجاح، بل أصبح إحدى علامات رمضان المميزة، ولو ابتعد تشعر أن هناك نقصا في خريطة الدراما فمسلسلاته تحظى بأعلى نسب المشاهدة كل عام، ولا يرضى إلا أن يكون في قمة السباق الرمضاني وأعماله ماركة مسجلة في الجودة والتميز، وعلى شاشة رمضان هذا العام يطل نور الشريف على جمهوره من خلال شخصية صياد سكندري في مسلسل “عرفة البحر” الذي تعرضه عدد من القنوات الفضائية طوال الشهر الكريم.
محمد قناوي (القاهرة) - قال نور الشريف: هذا المسلسل كان مقررا عرضه في توقيت خارج رمضان، حيث كان المفترض أن يقدم المنتج أمير شوقي عملين له، أحدهما يعرض في رمضان، والثاني في توقيت آخر، وهي الخطوة التي أرى فيها فرصة لفتح موسم منافسة آخر ولكن التأخر في الانتهاء من كتابة “عرفة البحر” جعلني أصوره للعرض في رمضان، وهو من تأليف محمد الصفتي وإخراج أحمد مدحت، في أول تعاون بيننا.
صراع الخير والشر
ويكشف نور الشريف علاقته بشخصية عرفة البحر كيف بدأت وما ملامح التماس بينه وبينها فقال: “عرفة البحر” يشبهني الى حد ما فهو يرى في نفسه عمق البحر وخيره ويحب مساعدة الاخرين ولا يبخل بعلمه أو معرفته أو ماله، وهو ما جمع بيني وبينه في قالب واحد، فأنا لا أغالي في الذهاب لأبعد مكان على وجه الكرة الأرضية عند علمي بأن هناك شخصا يريد مساعدتي حتى وإن لم تكن لي به صلة أو علاقة.
وأضاف: ما جذبني لمسلسل “عرفة البحر” العلاقات الإنسانية التي يتضمنها المسلسل وتعكس الواقع الذي نعيشه ويتطرق العمل إلى الحقد والكراهية والجهل والخرافات وأسباب الفتنة الطائفية وأكثر ما جذبني أنّه يتناول سلبيات النفس البشرية والعلاقات المتشابكة بين البشر وعندما يرى المشاهد العمل، سوف يشعر بأنه يعرف أبطاله.
وقال: سيناريو “عرفة البحر” رؤية سحرية للسلوك الإنساني ستجعل المشاهد نفسه ينظر إليها من وجهة مختلفة وقد وجدت في هذا العمل الواقع المصري وبخاصة في الفترة الراهنة التي تمر بها البلاد يوجد الكثيرون كعرفة الذي يمثل الخير و”خراشي” وهي الشخصية التي يلعبها باقتدار أحمد بدير، وهو يمثل العنصر الشرير لينشأ الصراع بين الخير والشر.
وأضاف: قبل بدء التصوير وأثناء الاشتغال على الشخصية وقعت في غرام “عرفة” وهو يمتلك العديد من مراكب الصيد ويدخل في صراع مع ابن عمه “خراشي” الذي يجسده أحمد بدير. ورغم طيبة عرفة، فإنه شخصية أنانية يتحول إلى شخص قاس نتيجة تعرضه لتجربة خاطئة وهو ما يشعرني بالإمتاع النفسي خصوصاً أنني أفضل الخوض في تفاصيل النفس البشرية.
وعن أصعب المشاهد التي قدمها في المسلسل قال: هناك مشهدان غاية في الصعوبة أولهما مشهد وفاة ابن “خراشي” -أحمد بدير- بعد أدائي له لم أستطع الوقوف وأوصلوني إلى السيارة لأرتاح في منزلي، طبعا كان يوجد سائق معي لأن المشوار كان بعيدا وأنا لا أقود السيارة ليلاً، هذا المشهد هد حيلي وصفاني داخليا والمشهد الثاني كان اكتشاف “عرفة” أن زوجته الثانية وهي الشخصية التي تلعبها دلال عبدالعزيز هي التي تساعد خصومه على النيل منه وهدمه أمام الصيادين، فعرفة شيخ الصيادين المحبوب، وأي فنان كان سيؤدي هذا المشهد يصرخ في زوجته لأنها قليلة الأصل لكنني ركزت في إحساس مختلف وقررت أشتغل به هذا المشهد، وأثناء البروفة تعرضت لحالة إغماء وجاء الطبيب في مدينة الإنتاج وتم قياس الضغط وتأجيل هذا المشهد أسبوعا.
وعن أسباب ظهوره في أغلب مشاهد المسلسل حليق الرأس قال: أثناء التجهيز للشخصية اتخذت قرارا بحلق شعري تماماً أي أنّ “عرفة” سيظهر علي الزيرو في بعض المشاهد بعدما قرأت أن زوجات الصيادين يكرهن رائحة السمك في أزواجهن وتحديداً في الشعر. لذا، قمت بحلق شعري من أجل زوجتي التي تجسدها هالة صدقي التي أسعد كثيراً بالعمل معها منذ سنوات طويلة.
فلسفة الحياة
وعن شعوره بملامح المرحلة العمرية التي يعيشها قال نور الشريف: أشعر بأنني بدأت أقترب من أحلامي كممثل وعندما كنت صغيرا كنت أمتلك حماسا كبيرا ولدي موهبة كبيرة، الآن زادت اللياقة الفنية وتراكمت الخبرات وأصبحت حاليا أستمتع بالتمثيل وأنا أحبه منذ البداية وأخلصت له تماما، لكني الآن أستمتع به وبالإخراج، ومؤخرا اكتشفت أن الحياة أبسط بكثير من التعقيدات التي تتسبب في توترنا سواء كانت فشلا أو غيرة وأندهش عندما أرى سعي الناس لجمع المال بشكل مبالغ فيه، وهذا غباء لأن متطلبات الإنسان بسيطة وأنا بدأت أفهم الحياة وأستمتع بها بشكل مختلف وقبل عشر سنوات أعلنت أنني أرغب في أن أقدم للناس عملا يعلمهم كيف يعيشون حياتهم، وإلى الآن لم أصل لهذا العمل وهناك مفارقات رصدتها جعلتني أصل إلى ما وصلت إليه من قناعة أحد الأشخاص الذين تابعتهم مثلا عاش عمره كله يحلم بأن يبني عمارة وعندما أتم بناءها مات!! أمر مضحك لكني تعلمت منه الكثير، فعندما يتآمر عليّ أحد أتجاهله لكي لا أصاب بالتوتر.
وأشار الى انه عندما يشعر بأنه لن يستطيع ان يقدم جديدا في الفن سوف ينسحب فورا وقال: عندما أشعر بهذا العجز سوف أنسحب على الفور، وهذا السؤال مطروح في ذهني منذ سنوات، وهذا يجعلني أسأل نفسي سؤالا آخر وهو هل للموهبة عمر؟ يبدو أن ذلك صحيح، فقد منح الله الإنسان موهبة يمكن أن يستهلكها في ثلاث سنوات أو في سبعين عاما وعندما أشعر بأنني لم أستطع التقدم ولو نصف خطوة سوف أتوقف كممثل لكنني سأستمر كمخرج.
ورفض الحديث عن خطته السينمائية خلال الفترة القادمة، مشيراً إلى أن الوقت غير مناسب حالياً للحديث عن السينما لكنه لم ينف قيامه بدراسة عدد من الأعمال والأفكار السينمائية، إلا أنه أشار إلى أنها أعمال مؤجلة في الوقت الراهن، نظراً للكثير من الظروف الفنية والسياسية التي اعتبر أن الحديث عنها في الوقت الراهن غير مناسب.
تقديم وجوه جديدة
يقول نور الشريف، عن تقديم عدد من الوجوه الجديدة في المسلسل، يتجاوز التسعة، إن السوق تحتمل وجود وجوه جديدة كثيرة، والدليل وجود ممثل داخل أكثر من عمل في مسلسلات رمضان، كما أن تقديمه للوجوه الجديدة أصبح واجبا عليه، وله ميزة أخرى في رأيه، حيث يبعد الغرور عن النجم عندما يرى مواهب شابة. أما عن المنافسة بينه وبين كبار النجوم أمثال عادل إمام، ومحمود عبد العزيز فقال: سعيد جداً بهذه المنافسة وأرى أن الجمهور هو المستفيد وكلنا يقدم ما بوسعه ليخرج بعمل جيد.
عدد اليوم
