كرم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، الفائزين بالمراكز العشرة الأولى في الدورة الخامسة عشرة لمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، وذلك في الحفل الختامي لفعاليات الجائزة الذي أقيم مساء أمس في ندوة الثقافة والعلوم بدبي.
كما كرم سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الرعاة وأعضاء لجنة التحكيم.
وأعلنت اللجنة المنظمة للجائزة أسماء الفائزين بالمراكز العشرة الأولى، حيث حصل المتسابق الليبي خالد محمد القندوز على المركز الأول، وجاء النيجيري إدريس سعيد عيسى في المرتبة الثانية، يليه الصومالي عبدالله أحمد معلم، ثم المصري أحمد رضا القصراوي في المرتبة الرابعة، وجاء في المرتبة الخامسة محمد آدم من النيجر، ثم القطري الكفيف عبدالله حمد أبوشريدة، وحل في المركز السابع الكاميروني صالح أحمد، يليه السعودي معاذ بن غازي الطيب، ثم محمد شزوان من ماليزيا، بالإضافة إلى البنجالي محمد الأمين في المركز العاشر.
وشهد الحفل معالي حميد القطامي وزير التربية والتعليم، والمشير سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية، والجهات الراعية للجائزة، ومدراء الدوائر المحلية وأعضاء السلك الدبلوماسي.
وقال المستشار إبراهيم بوملحة، رئيس اللجنة المنظمة للجائزة، في كلمته خلال الحفل إنه “مما يشرفنا هذا العام في الجائزة غبطة وسعادة اختيار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله، الشخصية الإسلامية لهذا العام”.
وأضاف “إن هذا الاختيار جاء تقديراً لدور سموه المتميز في خدمة الإسلام والمسلمين وكثير من أعمال الخير التي أسداها سموه لكثير من المحتاجين في بقاع الأرض”.
وأكد أن سموه عرف بأعمال الخير وتميز فيها، حيث غدا أحد أهم رجال الخير وصناع المعروف في هذا العصر، فلم يكن حفظه الله يسمع كارثة أو تحل أزمة في بقعة من بقاع الدنيا إلا وتمتد يده الكريمة المعطاءة لتمسح الدمعة وتداوي الجراح وتغدق الخير.
وذكر المستشار بوملحة، أن الجائزة خطت مسافة من عمرها بلغت خمسة عشر عاماً من التميز والعمل الدؤوب في خدمة كتاب الله وحفظته وتقديم ما من شأنه التشجيع على حفظ هذا الكتاب الكريم وتأصيل حبه في النفوس والتواصل معه في أجل وأجمل صورة من صور الانتماء إليه.
وأكد بوملحة أن جائزة دبي للقرآن، حققت ما وصلت إليه من مكانة مرموقة، بفضل تشجيع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ودعمه المادي والمعنوي المتواصل لها، مشيراً إلى أن الجائزة تحتل في قلوب الناس منزلة عالية من الحب والتقدير والإجلال لأعمالها ونشاطاتها التي تغطي مساحة العام كله.
وتطرق إلى فوز الجائزة هذا العام بجائزة أفضل مسابقة قرآنية دولية للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، ولقد كُرمت في حفل زاخر بمعاني الحسن والجمال.
وأهدى المستشار إبراهيم بوملحة الفوز إلى صاحب السمو راعي الجائزة، موضحاً أن جائزة دبي هي أول مسابقة تفوز بهذا السبق والتكريم، وما ذلك إلا تقدير لدورها وتثمين لعملها ونشاطها الواضح بعيد المدى.
من جهته، أكد الدكتور أحمد بن علي السديس رئيس لجنة التحكيم الدولية، أن من أمارات التوفيق، ودلائل الهدى والخير أن تعتني الأمة بكتاب ربها، وتقبل عليه لتنهل من معين آياته، ودلائل أحكامه، ورفيع آدابه، وبراهين عظاته، ولا تزال الأمة موصولة برحمة الله ما أقبلت على كتاب ربها، وبذلت الأسباب والجهود في نشر تعلمه وتعليمه.
وقال: “حينما يسطر الحديث تبياناً عن الجهود المبذولة في خدمة كتاب الله تعالى، وتشجيع حفظته وأربابه تأتي هذه الجائزة العالمية المباركة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم معلماً راسخاً وطوداً شامخاً، وصفحة بيضاء مشرقة في المسيرة القرآنية”.
وأضاف: “جائزة تسنمت علا المجد، وحازت قدم السبق، فعلا صيتها، وفاح عبيرها، وانتشر بين الأنام فضلها وعم خيرها وبرها، جائزة تجردت رسالتها لخدمة كتاب الله، وتكريم حفظته، في جو مفعم بالبذل والعطاء، مما حدا بالمتابعين والمهتمين إلى ترشيحها لتكون الجائزة القرآنية الأقوى على مستوى العالم”.
واستعرض السديس تقرير أداء لجنة التحكيم، مشيراً إلى أن لجنة التحكيم استمعت لتلاوات جميع المتسابقين، وعددهم ثمانية وسبعون متسابقاً، وكان استماع اللجنة لهم على فترتين، وقامت بتقييمهم وَفْقَ الضوابط المعتمدة، واللوائح التنظيمية المعتبرة، مراعية عظم الأمانة والمسؤولية الكبيرة.
ولفت إلى أن اللجنة شهدت تنافساً كبيراً بين المتسابقين؛ ومن دلائل ذلك حصول خمسة وأربعين متسابقاً على درجة تسعين فما فوق من مائة، ما يدل على عناية ورعاية واهتمام، ومثل هذا يبعث السرور، ويرسم البهجة.
وخاطب السديس المتسابقين قائلاً: تذكروا أيها النشء الصالح أنكم أمل شعوبكم وبلادكم، فكونوا يداً عامرة، تشيد البناء، وتنشر الإخاء، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.
وأبدى الفائزون بالمراكز العشرة الأولى، الذين تحدثوا إلى “الاتحاد”، فرحتهم بحصولهم على مراكز متقدمة في مسابقة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، ومؤكدين أن الجائزة تشرف من يشارك فيها، بما لها من سمعة طيبة وسعة انتشار على مستوى جميع دول العالم.
وعبر الفائز الأول الليبي خالد محمد القندوز، عن فرحته الكبيرة بحصوله على المركز الأول، لافتاً إلى أن المسابقة في هذا العام ضمت عدداً من الحفظة المجودين والذين يستحقون هذا الشرف، وقال القندوز، إنه بدأ في حفظ القرآن الكريم وعمره عشر سنوات عن طريق اللوح في كتاب القرية، وأتمه في سن الثانية عشرة.
أما المتسابق النيجيري إدريس سعيد عيسى البالغ من العمر 21 عاماً، والحاصل على المركز الثاني، فقال: بدأت حفظ القرآن الكريم في سن التاسعة عشرة في مدينة كانو بنيجيريا وعن طريق الألواح، مشيراً إلى أنه يدرس علوم القراءات العشر، ولم يشارك في مسابقات دولية إلا مسابقة جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم.
وتميز المتسابق الصومالي عبدالله أحمد الذي حصل على المركز، بحفظه العالي وثقته المفرطة في الأداء وترتيله الجيد.
أما المتسابق المصري أحمد القصراوي، الحاصل على المركز الرابع، فيمتلك قصة تحدٍ ونجاح، مشيراً إلى أنه بعد تخرجه من الثانوي الصناعي قسم كهرباء، شعر أن ما حصل عليه من تعليم لا يتناسب مع طموحه، مما دفعه إلى التفكير للارتقاء بنفسه، فقرر أن يدرس في معهد القراءات بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة.
ولفت متسابق النيجر محمد آدم الحائز المركز الخامس، الأنظار إليه بشكل كبير؛ لأنه استطاع أن يأتي من بعيد ويمنح بلاده فرصة المنافسة على أحد المراكز العشرة الأولى، المعروفة بـ “لائحة الشرف” لأول مرة في تاريخ الجائزة.
وأشار المتسابق الذي يدرس حالياً في كلية القانون والدراسات الإسلامية العالية، إلى أنه بدأ حفظ كتاب الله في سن العاشرة وانتهى في سن 15 عاماً، حيث كان يحفظ في البيت على يد والده.
أما المركز السادس، فقد كان للمتسابق القطري الكفيف عبدالله أبوشريده، البالغ 19 عاماً، الذي رغم إعاقته، أنهى دراسته الثانوية هذا العام بمجموع 92%، وكان يدرس بين المبصرين.
ويعتبر المتسابق الكاميروني صالح أحمد، الفائز بالمركز السابع أفضل من مثل بلاده منذ بداية مشاركتها في مسابقة دبي الدولية للقرآن.
عدد اليوم
