الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مهدي علي يواجه «الساموراي» بـ «القـــوة الضاربة»

مهدي علي يواجه «الساموراي» بـ «القـــوة الضاربة»
22 يناير 2015 14:34
سيدني (الاتحاد) 24 ساعة فقط تفصلنا عن المواجهة المصيرية المرتقبة بين منتخبنا الوطني ونظيره الياباني غداً، باستاد مدينة سيدني، ضمن ربع نهائي كأس آسيا لكرة القدم، ويدرك جميع عناصر المنتخب بأن مواجهة قوة كروية كبيرة في «القارة الصفراء» تتطلب إعداداً مختلفاً، وطموحاً ضخماً، والتحلي بروح قتالية لا تهدأ طوال الـ 90 دقيقة، وقبل ذلك كله، الثبات والتركيز الشديد، خصوصاً في الدقائق الأخيرة من المباراة. وشهدت الأيام القليلة الماضية محاولات متتالية من الجهازين الفني والإداري للمنتخب الوطني، لإخراج اللاعبين من حالة الحزن على خسارة مباراة إيران، في ختام مشوار الدور الأول، وأثمرت عن إشعال رغبة التعويض، واستعادة التركيز والروح القتالية بشكل سريع، وأسهمت في ذلك طبيعة أجواء مدينة سيدني المعتدلة، والاستقبال الجيد للمنتخب الوطني الذي يحظى بدعم جماهيري ليس بالقليل هنا، في ظل وفرة الجاليات العربية، بالإضافة إلى وجود مشجعين أستراليين لـ «الأبيض»، وهو ما ظهر بمجرد وصول المنتخب إلى مطار مديني سيدني قبل يومين قادماً من مدينة بريزبين. وبدت روح جديدة ومعنويات عالية يسيطران على أعضاء الوفدين الرسمي والإداري المرافق، وهو ما لم يكن موجوداً في مدينة بريزبين التي لم نكن نشعر فيها بأي اهتمام بالبطولة، أو مبارياتها، في ظل مدينة يسيطر عليها إيقاع الحياة الهادئة، وهو ما يختلف تماماً عن مدينة سيدني ذات المزارات الشهيرة، التي تحظى باهتمام اللجنة المنظمة دون غيرها من بقية المدن. ويضع الجهاز الفني بقيادة المهندس مهدي علي اللمسات الفنية الأخيرة على تدريبات «الأبيض» مساء اليوم، في ظل الرغبة الكبيرة في تقديم مستوى فني مختلف، وسعياً وراء نتيجة إيجابية تضع منتخبنا في الدور نصف النهائي، وتحقق الأمل والحلم وراء المشاركة الحالية لهذا الجيل الذي عود عشاقه على رفع رأس الكرة الإماراتية والشارع الكروي. ويدرك مهدي علي أن مواجهة منافس بقوة المنتخب الياباني تتطلب تكتيكاً مختلفاً، وطريقة لعب تتناسب مع قدرات هذا الفريق ولاعبيه أصحاب السرعة العالية والانضباط التكتيكي والتنظيم الدفاعي الجيد، وهو ما يتطلب ضرورة العمل على شل تحركاته السريعة، بالاعتماد على عنصر المفاجأة، منذ البداية بقوة ضاربة تعمل على تعطيل محاولاته الهجومية من منطقة الوسط. طريقة متوازنة وتفيد المتابعات بأن المنتخب لن يلعب بطريقة هجومية على حساب الالتزام الدفاعي، بل يعتمد على أسلوب الحذر بداية من وسط ملعبنا، وسيكون للاعبي الوسط دور كبير من حيث الاختراقات من العمق، وعلى الأطراف عبر تقدم طرفي الملعب لتقديم الدور المطلوب منهم، خاصة أن وليد عباس يغيب عن المباراة لحصوله على إنذارين، وبالتالي فإن البديل جاهز لتقديم المستوى المنتظر، حيث يتوقع الدفع بحمدان الكمالي أو إسماعيل أحمد في قلب الدفاع، ويعود صنقور للعب في الجبهة اليسرى ومحمد أحمد للدفاع الأيمن. ونجح الجهاز الفني في استغلال الخسارة الأخيرة أمام إيران في إشعال روح المنافسة وزيادة الرغبة في الفوز لدى الجميع لتعويض الإخفاق «غير المتوقع» في ختام مشوار التصفيات، وشهدت الأيام الماضية عقد أكثر من جلسة بين اللاعبين والجهازين الفني والإداري، أما للحديث عن الجوانب الفنية أو لرفع الحماس واستعادة التركيز، وشرح المطلوب خلال الساعات المقبلة من كل لاعب. أما عن التدريبات، أدى «الأبيض» مرانه خلال اليومين الماضيين في سيدني، بمشاركة جميع اللاعبين، ووضح تركيز الجهاز الفني على تدريبات ركلات الترجيح، لربما ينتهي الوقت الأصلي للمباراة بالتعادل، وذلك رغم وجود رغبة كبيرة في نفوس اللاعبين على ضرورة إنهاء المباراة بهدف في وقتها الأصلي، منعاً للدخول في معاناة ضربات الترجيح. كما شهدت التدريبات التركيز على التمرير الصحيح من عمق الملعب، بالإضافة للكرات العرضية لمبخوت وخليل وكلاهما سيكون رأس حربة «الأبيض»، بينما يزيد معها عند الهجوم عمر عبد الرحمن وخميس إسماعيل وعامر عبدالرحمن، وربما تشهد مباراة غد عودة محمد عبد الرحمن الذي غاب أمام إيران، حيث قدم «عجب» أداءً متميزاً خلال مباراتي قطر والبحرين في الدور الأول، وربما يستفيد منه مهدي أمام اليابان، نظراً لمهارته الفردية وسرعته في التحرك بعرض الملعب وانطلاقاته السريعة إلى الأمام. ومن المعروف أن المنتخب الياباني يعتمد على المدرسة اللاتينية في التدريب عبر مدربه المكسيكي خافيير أجيري، بعد أن استفاد من المدرسة الإيطالية التكتيكية بعد سنوات مع الإيطالي زاكيروني، ويسعى أجيري لزرع الفلسفة اللاتينية في عقول اللاعبين اليابانيين، وهو ما يمكنه الانطلاق منه بالنسبة لمنتخبنا، حيث يتوقع أن يؤدي «الساموراي» بطريقة تعتمد على التناقل السريع للكرة في المساحات الضيقة، وهو ما يتطلب تقارب خطوط اللعب لـ «الأبيض»، وعدم ترك أي مساحات لـ «الساموراي»، خصوصاً في وسط الملعب، بالإضافة إلى نقل الكرات للمهاجمين وتشكيل ضغط على الدفاعات اليابانية من بداية المباراة. مؤشرات إيجابية وبدا عبد القادر حسن مدير إدارة المنتخبات والمرافق الدائم للجهاز الإداري لمنتخبنا الوطني، أكثر تفاؤلاً بالفوز وتعويض الخسارة الأخيرة أمام إيران، من واقع ما يعايشه ويراه من اللاعبين في كواليس الفندق أو ملعب التدريبات، وكشف عن أن الروح المعنوية في قمة معدلاتها، لافتاً إلى أن جميع عناصر المنتخب لديهم رغبة شديدة في تحقيق الحلم والصعود إلى نصف النهائي والاستمرار في البطولة، وقال: «مواجهة اليابان لن تعوق رغبة منتخبنا في الزحف نحو نهائيات البطولة، واللاعبون مصرون على تقديم الأفضل ومصالحة الجماهير، وإثبات حضور قوي في المحفل القاري عبر اللعب على الفوز، وأن المنتخب واللاعبين عودونا على الفوز، وهم قادرون عليه بطبيعة الحال، وأن كل المؤشرات خلال تحضيرات المنتخب أو التدريبات أو في مقر الإقامة كلها إيجابية، ونتمنى فقط أن يحالف اللاعبين التوفيق الذي تخلى عنهم أمام إيران في أكثر من مناسبة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©