الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الروبوتات تحتل عرش الوظائف حول العالم

الروبوتات تحتل عرش الوظائف حول العالم
23 ديسمبر 2017 17:10
حسونة الطيب (أبوظبي) بدأت جيوش غفيرة من الآلات التي تتعلم كيفية تنفيذ الوظائف الموكلة للبشر، تغزو أمكنة العمل حول العالم مهددة باحتلال عرش الوظائف. وأخذت هذه الجموع من الروبوتات، تنتشر في المصانع والمستودعات ومراكز الخدمات، في الوقت الذي تعمل فيه وتيرة الأتمتة المتسارعة، على تغيير سلسلة واسعة من الصناعات. ولم يقتصر هذا الانتشار على الدول الصناعية الكبرى، بل تعداها للدول الناشئة، حيث باتت الروبوتات تشكل قوة متصاعدة مع ارتفاع المبيعات العالمية للروبوتات الصناعية بنسبة قدرها 18% لنحو 13,1 مليار دولار في عام 2016، وفقاً للاتحاد الدولي للروبوتات. ومن المتوقع، نمو العائدات العالمية في سوق الروبوتات الصناعية، من 5,9 مليار دولار في 2016، إلى 67,9 مليار دولار بحلول 2022. وتزامن انتعاش الروبوتات، مع ارتفاع في أسعار الأسهم في بعض الشركات الصناعية في القطاع، بما فيها المجموعات اليابانية «فانوك» و«ياسكاوا» وشركة «أيه بي بي» السويسرية الهندسية العملاقة «وكوكا» الألمانية. وتستفيد هذه الشركات، من الطلب المتزايد على هذه الأجهزة المعقدة، التي لم تعد مهامها تقتصر على لحام هياكل السيارات ورفع الحمولات الثقيلة، بل تؤدي عمليات بالغة التعقيد من إنتاج المكونات الإلكترونية إلى تعبئة الشوكولاتة. ويقول بير فيجارد، مدير قسم الروبوتات في «أيه بي بي»: «حقق سوق الروبوتات نمواً كبيراً على مدى الخمس سنوات الماضية، ومن المتوقع مواصلة وتيرة النمو هذه خلال السنوات الثلاث المقبلة أيضاً». وأثار انتشار الروبوتات الجدل حول مدى ملاءمة البشر مقابل الروبوتات في تأدية العمل، مع تحذير بعض الشركات الكبيرة من استحواذ المزيد من هذه الآلات على الوظائف التي يشغلها الجنس البشري. وربما يفقد عدداً كبيراً من الناس وظائفهم لصالح الروبوتات نتيجة للتغييرات التي تجري في قطاع التقنية. ويرى بعض خبراء القطاع أن القضية تعتمد برمتها على ترجيح كفة التكلفة، فإذا كان أجر الروبوت في الساعة أقل من أجر الإنسان، ولديه المقدرة على تنفيذ الوظيفة المطلوبة، فمن المنطقي تبني نظام الأتمتة. وحسب تقرير أصدرته مؤسسة «ماكينزي» الاستشارية، فإن 30% من المهام في نحو 60% من الوظائف، يمكن تنفيذها عبر الآليات. الأتمتة المتقدمة وفي الجانب الآخر، يدحض فيجارد هذا الادعاء ويقول: «إنه وبدلاً من تدمير الروبوتات للوظائف، فإن الأتمتة المتقدمة عبارة عن استجابة نسبية لنقص في الوظائف الماهرة، بجانب شغل الروبوتات لمهن تتسم بالخطورة والملل والبيئة غير النظيفة، الأدوار التي غالباً ما ينفر الكادر البشري من القيام بها»، ويرى البعض أن الروبوتات لا تستحوذ على الوظائف بالفعل، لكنها تساعد الشركات لتصبح أكثر كفاءة ومنافسة. كما تميل البلدان التي تفتقر للعمالة الكافية، لاستخدام أكبر عدد ممكن من الروبوتات لملء ذلك الفراغ. وبرغم أن الصين أكبر سوق للروبوتات في العالم، لكنها دون متوسط الكثافة العالمية بنحو 68 روبوت مقابل كل 10 آلاف وظيفة في القطاع الصناعي. وبعيداً عن مخاوف قطاع الوظائف، يبدو أن الروبوتات ماضية في ثورة الأتمتة المدفوعة بالرغبة في الوصول لأعلى مستوى من الكفاءة والسرعة في المجال الصناعي. وفي حين أصبحت المكونات أصغر حجماً وأكثر تعقيداً، يمكن للروبوتات أداء وظائف حيوية، وهي تتصدى لتعقيدات التصنيع بطرق يصعب على الكادر البشري القيام بها، كما تساعد الروبوتات على تحسين جودة المنتجات، في عصر اكتسبت فيه المعايير أهمية كبيرة، ووراء هذه الوتيرة المتصاعدة من تبني هذا النوع من الآلات، التراجع الواضح في تكلفة الروبوتات، بجانب التقدم الكبير في تقنية الروبوتات المصحوب بالمستوى المتزايد في الاتصال الإلكتروني بين المعدات وأجهزة الكمبيوتر في المصانع العملية التي يطلق عليها أحياناً لفظ «إنترنت الأشياء الصناعي». اقتصاد الروبوتات، هو السيناريو الذي يتم فيه تشغيل معظم الأعمال الموكلة للعنصر البشري، آلياً، وبرغم أن مصطلح روبوت مصحوب بفكرة بيئة مملوءة بالروبوتات الشبيهة بالإنسان، بيد أنها ترمز للأنظمة المجسمة، ولتلك البرامج المعززة بالذكاء الاصطناعي التي من المرجح استحواذها على الجزء الأكبر من الوظائف التي يشغلها بني البشر، ومن ضمن العوامل التي أدت إلى نمو الروبوتات، تحول بعض الشركات الصناعية من، إنتاج سلع ذات تنوع محدود بكميات كبيرة، إلى أخرى من مزيج متنوع بكميات صغيرة. وبرغم استحواذ قطاع المركبات، على النصيب الأكبر من الروبوتات، حيث بدأت مسيرة استخدامها منذ ثمانينيات القرن الماضي في عمليات اللحام والدهان، إلا أن محرك النمو الرئيس هو قطاع الإلكترونيات والكهرباء، خاصة في آسيا. المبيعات وتقدر مبيعات الروبوتات في السنة الماضية، بنحو 300 ألف وحدة، 75% منها موزعة على خمس دول الصين واليابان وكوريا الجنوبية وأميركا وألمانيا.وواحد من بين كل عشرة روبوتات من نصيب الصين، التي تعتبر ورشة العالم وأكبر مشترٍ للروبوتات منذ عام 2013، حيث قفــزت مشتــرياتها 27% في العام الماضي. وزادت وتيرة الاستثمار في هذا القطاع في عدد من الدول النامية مثل، فيتنام وتايلاند والهند والمكسيك، بالإضافة إلى دول أخرى، ضمت فرنسا وإيطاليا. وبينما حدث تطور في مقدرات الأجهزة مثل، نظام الهيدروليك والحركة، لكن أهم تطور كان في البرامج وأجهزة الاستشعار، التي تجعل الروبوت أكثر دقة ومرونة وتلقائية، ومن بين عمليات التطوير، أنظمة التعرف إلى الصور، حيث تقدر سوق أنظمة الروبوت، بنحو 40 مليار دولار. ومزودة بكاميرات والذكاء الاصطناعي، يمكن للروبوتات التعرف إلى الأشياء والتعلم بالخبرة لتحسين أدائها، ما يسمح باستخدام سلسلة واسعة من التطبيقات. وتعددت الحقول التي تعمل فيها الروبوتات من الصناعة إلى النشر واللحام والدهان والتجميع والتغليف والزراعة والخدمات اللوجستية وتركيب الديباجات وفحص المنتجات، حيث تعكف على تنفيذها جميعاً بدرجة عالية من التحمل والسرعة والدقة. والروبوت الصناعي، عبارة عن نظام يستخدم في عمليات التصنيع، حيث يتم تشغيله آلياً وبرمجته ليكون قادراً على الحركة في محورين أو أكثر. وبلغ عدد الروبوتات العاملة في القطاع الصناعي حتى نهاية 2016 نحو 1.828 مليون حول العالم، العدد الذي من المتوقع وصوله 3.053 مليون بنهاية 2020، كما حققت مبيعات هذا النوع من الروبوتات في 2016، نحو 13.1 مليار دولار، بما في ذلك تكلفة البرامج والأجهزة الطرفية وهندسة النظم، مع عائدات قدرها 40 مليار دولار. ومن المرجح، بلوغ عائدات سوق الروبوتات الصناعية، 67.9 مليار دولار بحلول 2022. وتعتبر الصين، أكبر سوق للروبوتات الصناعية في العالم، حيث تم بيع 87 ألفاً منها في 2016، في حين تملك اليابان أكبر مخزون تشغيلي منها بنحو 286.5 ألف عند نهاية 2015. قطاع السيارات وقطاع السيارات هو أكبر زبون للروبوتات الصناعية، مستحوذاً على حصة سوقية قدرها 35%، يليه قطاع الكهرباء والإلكترونيات بنحو 31% ثم الحديد والآليات بنسبة 8%، والبلاستيك والمطاط بنحو 5%، وقطاع المواد الغذائية 3%. وتنخرط في قطاع المنسوجات والملابس والجلود، 1580 من الروبوتات. وعلى صعيد الروبوتات التي تعمل في المستشفيات والمنازل والمؤسسات وغيرها في القطاع الداخلي، فتقدر حصتها السوقية بنحو 3,7 مليار دولار في 2016. وتتضمن استخدامات الروبوتات في هذا المجال، أعمال النظافة والطب والمراقبة والأمن والتعليم والترفيه والعلاقات العامة. المجال العسكري وفي المجال العسكري، دعت المخاطر التي تمثلها الطائرات من دون الطيار، شركات الدفاع لتبني التقنيات القائمة أو تطوير أخرى جديدة، بهدف كشف الطائرات من دون طيار وإخطار الجهات المسؤولة عنها. وتعتبر الحاجة المتزايدة إلى الأنظمة العسكرية من دون سائق وبرامج التحديث في العديد من الدول، عوامل رئيسة وراء النمو السريع لسوق الروبوتات العسكرية حول العالم، ومن المتوقع نمو هذه السوق من 16.79 مليار دولار في 2017، إلى 30.83 مليار دولار بحلول 2022، بمعدل نمو سنوي مركب قدره 12.92% في الفترة بين 2017 إلى 2022. ومن العوامل الأخرى، العدد الكبير من النشاطات الإرهابية حول العالم، والحاجة للأنظمة التي يمكنها القيام بوظائف في أماكن بعيدة ومعزولة. كما من المتوقع أن تسجل شريحة الروبوتات العاملة في نزع الألغام، أكبر نسبة نمو بين 2017 إلى 2022، في ظل النسبة المتزايدة من موت جنود المشاة خلال الحروب، وفي حقل الزراعة، من المتوقع نمو سوق الروبوتات من 1.1 مليار في 2017، إلى 4,7 مليار بحلول 2023، بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 24.3% في ذات الفترة. وما يدفع بعجلة نمو هذه السوق، الطلب المتصاعد للمواد الغذائية مصحوباً بالتركيز على الابتكارات التقنية بغرض زيادة عائدات المحاصيل، ويكمن مستقبل الروبوتات في قطاع الخدمات، حيث يتم تبنيها بشدة في تطبيقاته، سواء من قبل المستهلكين أو المهنيين. وتشمل هذه السوق العديد من أنواع الروبوتات يمكن استخدام معظمها في تطبيقات صناعية متعددة. المستهلك على صعيد المستهلك، في الأعمال المنزلية والترفيه وتلك الأعمال التي تتسم بالطابع التكراري، أما فيما يختص بالمهني، فتشكل فرصاً استثمارية قوية، حيث تساعد في زيادة الكفاءة وتقليل التكلفة، في مجالات تشمل الإنشاءات والطب والخدمات اللوجستية والضيافة والترفيه والسلع الاستهلاكية. ويقدر عدد الروبوتات المستخدمة في هذه الأعمال حول العالم، بنحو 29.6 مليون عند نهاية 2016، تعمل 80% منها في قطاع النظافة. وبرغم شح معلومات المراقبة المهنية عن إصابات العمل المرتبطة على وجه التحديد بالروبوتات، لكن تشير بيانات المعهد الوطني الأميركي للسلامة والصحة المهنية، لحدوث 61 حالة وفاة بسبب الروبوتات في الفترة بين 1992 إلى 2015. ووقعت رابطة صناعة الروبوتات في أكتوبر 2017 تحالفاً مع المعهد الوطني، لتطوير معايير السلامة، وتعزيز الخبرة الفنية، والتعرف إلى والتصدي للمخاطر التي تشكلها الروبوتات في مكان العمل. وبصرف النظر عن نمو السوق وحماس المستثمرين، لا يتوقع الخبراء احتلال الآلات لمكان العمل، حيث لا تزال أمام الروبوتات العديد من القيود، عندما يتعلق الأمر بالبراعة والحكم والمقدرة على الارتجال. وفي الوقت الذي يساور القلق الناس حول استحواذ الروبوتات على وظائفهم داخل المصانع، بدأت هذه الآلات في اكتساب الخبرة منهم بالمحاكاة. مستقبل الروبوتات في قطاع الخدمات يكمن مستقبل الروبوتات في قطاع الخدمات، حيث يتم تبنيها بشدة في تطبيقاته، سواء من قبل المستهلكين أو المهنيين. وتشمل هذه السوق العديد من أنواع الروبوتات يمكن استخدام معظمها في تطبيقات صناعية متعددة. على صعيد المستهلك، في الأعمال المنزلية والترفيه وتلك الأعمال التي تتسم بالطابع التكراري، أما فيما يختص بالمهني، فتشكل فرصاً استثمارية قوية، حيث تساعد في زيادة الكفاءة وتقليل التكلفة، في مجالات تشمل الإنشاءات والطب والخدمات اللوجستية والضيافة والترفيه والسلع الاستهلاكية. ويقدر عدد الروبوتات المستخدمة في هذه الأعمال حول العالم، بنحو 29,6 مليون عند نهاية 2016، تعمل 80% منها في قطاع النظافة. وبرغم شح معلومات المراقبة المهنية عن إصابات العمل المرتبطة على وجه التحديد بالروبوتات، لكن تشير بيانات المعهد الوطني الأميركي للسلامة والصحة المهنية، لحدوث 61 حالة وفاة بسبب الروبوتات في الفترة بين 1992 إلى 2015. ووقعت رابطة صناعة الروبوتات في أكتوبر 2017 تحالفاً مع المعهد الوطني، لتطوير معايير السلامة، وتعزيز الخبرة الفنية، والتعرف إلى والتصدي للمخاطر التي تشكلها الروبوتات في مكان العمل. وبصرف النظر عن نمو السوق وحماس المستثمرين، لا يتوقع الخبراء احتلال الآلات لمكان العمل، حيث لا تزال أمام الروبوتات العديد من القيود، عندما يتعلق الأمر بالبراعة والحكم والمقدرة على الارتجال. وفي الوقت الذي يساور القلق الناس حول استحواذ الروبوتات على وظائفهم داخل المصانع، بدأت هذه الآلات في اكتساب الخبرة منهم بالمحاكاة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©