الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شينشيلا ... طموح نسوي في كوستاريكا

شينشيلا ... طموح نسوي في كوستاريكا
9 فبراير 2010 20:34
ستصبح السياسية، "لورا شينشيلا"، أول امرأة ترأس كوستاريكا بعد فوزها الساحق في انتخابات يوم الأحد الماضي، وهو ما يعطي للعمل السياسي النسوي زخماً ليس فقط في البلد الصغير بأميركا الوسطى، بل حتى في عموم المنطقة، فقد حصلت "شينشيلا"، التي تنتمي إلى "يمين الوسط"على 46.8 في المئة من الأصوات لتحصد الجولة الأولى من الانتخابات وتتقدم على منافسيها، الذي يأتي في مقدمتهم السياسي "اليساري"، أوتون سوليس، الذي حصل على 25.1 في المئة، أما في المرتبة الثالثة فقد احتل المرشح "أوتو جيفارا"، المرتبة الثالثة بإحرازه 20.9 في المئة من أصوات الناخبين. وعن هذا الفوز الذي حققته أول امرأة في تاريخ كوستاريكا يقول "فيرناندو زسيلدون"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة كوستاريكا: "إنها لحظة مفصلية في تاريخ البلاد أن تتولى امرأة الرئاسة، إنه فصل جديد في تاريخ كوستاريكا". وإلى جانب أبويها وزوجها وابنها البالغ من العمر 13 سنة، وقفت "شينشيلا" لتعلن رسمياً عن فوزها بالانتخابات الرئاسية، ولتتعهد بتحويل كوستاريكا إلى أول دولة متقدمة في أميركا الوسطى، مؤكدة التعهدات الأخرى التي قطعتها على نفسها خلال حملتها الانتخابية مثل التزامها بتحييد الكربون من الأجواء بحلول العام 2021، فضلاً عن تركيزها على تحسين الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والحرص على تعزيز الأمن، وناشدت المواطنين بمساعدتها "على تحمل المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها". وفي خطابها عبرت أيضاً عن امتنانها لموظفي حملتها الانتخابية وشكرتهم على الجهد الكبير، الذي بذلوه وأثمر عن وصولها إلى السلطة، كما شكرت أيضاً المواطنين على ثقتهم بها ولجعلهم "ممكناً لإحدى بنات كوستاريكا أن تصبح رئيسة للبلاد"، وقد اجتاحت مشاعر الفرح والابتهاج عموم البلاد، كما نزل المواطنون إلى الشارع للتعبير عن فرحتهم، وهو ما أكدته "لورا أورينا" إحدى المواطنات التي صوتت لصالح شينشيلا قائلة "لا أستطيع أن أكون أكثر ابتهاجاً"، وواصلت المواطنة وهي تلف علم حزب "التحرير الوطني"، الذي تنتمي إليه الرئيسة "إنها المرة الأولى في تاريخ كوستاريكا، التي تتولى فيها امرأة رئاسة البلاد، وهو ما سيفتح المجال أمام باقي النساء لتولي المناصب المهمة"، والحقيقة أن "شينشيلا"، ليست هي المرأة الأولى التي تصل إلى سدة الرئاسة في أميركا الوسطى، فقد سبقها إلى المنصب "فيوليتا شامورو" بنيكارجوا خلال عقد التسعينيات. وبعد عقد من الزمن تقريباً انتُخبت ميريا موسكوسو كأول رئيسة في بنما، لكن مع ذلك شكل فوز السياسية الكوستاريكية في الانتخابات الرئاسية حدثاً مهماً امتد صداه إلى باقي دول أميركا الوسطى. وفي هذا السياق تقول "لورا رانجيل"، الموظفة بأحد الفنادق ببنما المجاورة: "لقد كان وصول موسكوسو إلى الرئاسة في بنما دوراً كبيراً في تمهيد الطريق لبقية النساء في الدول المجاورة، وأصبحت النساء أكثر ثقة بأنفسهن. ويأتي صعود شينشيلا إلى الرئاسة بعد فوزها في الانتخابات ليؤكد هذا المسار ويلهم بقية النساء في المنطقة، إنها تقدم نموذجاً رائداً للبلدان النامية بأنه يمكن إدارتها من قبل امرأة". وقد تقدمت "شينشيلا" التي تولت سابقاً منصب نائب الرئيس ووزيرة الأمن العام جميع استطلاعات الرأي التي سبقت الحملة الانتخابية، وترجع شعبيتها الطاغية إلى سلفها الرئيس أوسكار أرياس الحائز على جائزة نوبل للسلام والذي تصدر عناوين الصحف لدوره الفاعل في عملية الوساطة لحل مشكلة هندوراس، متباهياً بنسبة شعبية تصل إلى 73 في المئة. وبسبب هذه الشعبية التي راكمتها حكومة الرئيس "أرياس"، فضل الناخبون الاستمرار في النهج ذاته، ومنح أصواتهم لـ"شنشيلا"، التي تنتمي إلى نفس الحزب وتؤمن بنفس الأفكار، وهو ما يؤكده المحلل السياسي "زيليدون"، الذي يشير إلى مجموعة من العوامل، التي قادت إلى فوز السياسية "شينشيلا" بالرئاسة من بينها حسب قوله إن "البعض فضل رؤية امرأة في الرئاسة، والبعض الآخر حرص أكثر على الاستمرارية في الحكومة، والسير على نفس الطريق، أما العوامل الأخرى، فهي مرتبطة بآلتها الانتخابية التي تفوقت في الأداء على المنافسين، لا سيما وأنها تنتمي إلى حزب التحرير الوطني الذي سخر إمكاناته القوية ووضعها تحت تصرفها". وبشخصيتها المستقلة ومهاراتها الدبلوماسية استقطبت "شينشيلا" تعاطف شرائح واسعة من الناخبين من بينهم "كزانيا أرفاردو" معبرة عن رأيها بقولها "أعتقد أن الرئيسة الجديدة ستكون أكثر اهتماماً بالقضايا التي تهم مختلف الشرائح الاجتماعية مثل تقديم الرعاية المناسبة بالأطفال، ومعالجة قضية الأمهات العازبات والإسكان وغيرها من القضايا". ويُذكر أن "شينشيلا" وُلدت في حي تقطنه الطبقة العاملة في العاصمة سان خوسيه، وترعرعت في ظل والدها الذي خاض المعترك السياسي، وترقى ليصبح المفتش العام للمالية في البلاد، وهي الابنة الكبرى ضمن أربعة إخوة، ودرست العلوم السياسية بجامعة كوستاريكا، ثم ذهبت إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراستها بجامعة جورج تاون المرموقة، حيث حصلت على الماجستير في السياسة العامة، ولدى عودتها إلى بلادها عملت كمستشارة لقضايا مرتبطة بالأمن والإصلاح القضائي، كما تقلدت أول وظيفة عمومية لها في سن 35 كنائبة لوزير الأمن العام لتصبح بعد عامين وزيرة الأمن العام، ثم بعد ذلك انتخبت في العام 2002 كعضو في الجمعية التشريعية لتلتحق بمكتب الرئيس وتعمل كنائبة له. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: كوستاريكا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©