الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطهاة لايخترعون الجديد ولكن يضيفون ما هو لذيذ

الطهاة لايخترعون الجديد ولكن يضيفون ما هو لذيذ
9 فبراير 2010 20:30
تحتفل العاصمة هذه الأيام، بمهرجان الطهي الأول، “فنون الطهي - أبوظبي 2010” مالئ الفنادق بإبداعاته وشاغل الناس. وللسنة الثانية على التوالي تقام فعالياته بما يفوق التوقعات من حجم المشاركة المتخصصة من قبل رؤساء الطهاة العالميين وخبراء التذوق. إنهم حاملو 22 من جوائز “نجوم ميشلين” الاستثنائية. قدموا جميعا إلى أبوظبي وفي جعبتهم سلسلة خبرات جاؤوا ليتبادلوها مع الطهاة المحليين من 14 فندقا مشاركا وعدد من المرافق السياحية. وبين هذه الفعالية وتلك تبقى حصة الأسد للجمهور الذي حجز مقاعده مسبقا للاستفادة من ورشة عمل هنا وحفل طهي هناك. بعد حفل الافتتاح الذي أبهر الحضور بأجوائه الاستثنائية في الحديقة الخارجية لفندق “ياس” - جزيرة ياس، يستمر برنامج المهرجان حتى 19 من فبراير الجاري. ومازالت هناك سلسة مواعيد لا بد من متابعتها، وتسجيلها على الأجندة الشخصية للاستفادة من فرصة لا تعوض في مجال الطهي. وإلى جانب الثقافة العامة في إعداد الطعام من خلال الطهي المباشر أمام الجمهور، يمكن التلذذ بالأطعمة الغرائبية والمشروبات المبتكرة وأصناف الحلويات التي تقدم خلال حفلات العشاء. رضا الحضور من الرواد والخبراء والذواقة، هو دائما هدف صناع المهرجان ومنظميه الذين يسعون بكل جهد إلى الارتقاء به لمستوى العالمية. متخصصون في مجالهم وسط الفعاليات المتعددة التي اتسعت رقعتها هذه السنة لتشمل 5 أيام إضافية عن السنة الماضية، كان لـ “الاتحاد”، لقاءات مع عدد من رؤساء الطهاة الضيوف والمحليين. توقفنا خلالها عند جوهر مهنة الطهي التي تحولت في السنوات القليلة الماضية إلى شعلة تتباهى بها كبريات المدن السياحية في العالم، وعلى رأسها أبوظبي. بينما كانت خبيرة التذوق سوزانا ترخت تهم بارتداء معطف فوق زيها الأبيض، بادرتنا بالقول: “أشعر بالبرد هنا، لم أكن أتوقع أن يكون الطقس هنا منعشا إلى هذا الحد”. وهي التي تعمل في المجال منذ أكثر من 20 سنة، تشرف حاليا على مجموعة من أهم مطاعم لوس أنجلوس. وكانت حضرت إلى المهرجان للمشاركة في عمليات الطهي من خلال إقامتها بفندق “الشاطئ - روتانا”. وهي تضع في اعتبارها أن اكتساب أكبر قدر من المعرفة هو سر النجاح، ولا تمانع من نقل معلوماتها أمام الجمهور لأنها تعتبر الأمر جزءا من الترويج لأسلوبها في الطهي. وتقول إن آخر مشاركة لها في مناسبة عامة للطهي، كانت في بانكوك قبل 3 سنوات. “لكن التنظيم هناك لا يقارن فعلا بحجم الدقة التي لمستها في مهرجان الطهي بأبوظبي. فمنذ المخاطبات الأولى بيننا، شعرت بالرقي في التعامل والحرص على متابعة أدق التفاصيل بما لا يحتمل الخطأ”. وهذا برأيها ما يضمن نجاح أي حدث قائم على حشد المتخصصين في مجالهم، كرؤساء الطهاة القادمين من أنحاء العالم والذين يحملون مجتمعين 22 من جوائز التميز “نجوم ميشلين”. تزيين الأطباق ويذكر صاحب الطلة الوسيمة رئيس الطهاة الإيطالي أندريا بارتون الحاصل على “نجمتي ميشلين”، أن الشيف اليوم لم يعد ذلك الرجل البدين الذي لا يهتم بمظهره. “فقد تغيرت النظرة العامة للطهاة حول العالم، وباتت المهنة تقوم على اهتمام أكبر، والدليل تنوع المهرجانات التي تعنى بشؤون الطهي والطهاة وانتشارها أكثر فأكثر”. وهو يعرب عن فخره بالمجيئ إلى أبوظبي كضيف على واحد من أهم الأحداث السياحية على خريطة الطهي، وقد فوجئ بحجم التطور الذي لحق بالبلاد. “فأنا زرت الإمارات لأول مرة عام 1994، ولم أكن أتوقع أن أشهد كل هذه التغيرات الإيجابية والتي تشرح فعلا سبب تطلع العالم إليها”. وقد قدم بارتون أمام معجبيه أشهى الأطباق الإيطالية في مطعم “بوكاتشيو” بفندق “إنتركونتيننتال”. وهو يتصف باعتماده على المواد الأولية التقليدية التي تحافظ على الطعم مع حرصه على التجدد في أسلوب التقديم وتزيين الأطباق. نكهات آسيوية أما رئيس الطهاة الأميركي روي ياماجوتشي المشهور بعشقه للسفر والترحال، فيتحدث عن أهمية تمازج الثقافات فيما بين الدول من طريق أصناف الطعام. وهو الذي عمل سابقا في دبي على مدى 3 سنوات كان يعد فيها الطعام للحفلات الخاصة، جال في حياته المهنية على بلدان كثيرة بينها مصر، جنوب إفريقيا، إيطاليا، فرنسا، سويسرا، اليابان، الصين، وسنغافورة. ومع أنه استفاد من أسلوب طهاة هذه البلدان، غير أنه لا يؤمن بالتقليد وهو يسعى دائما للتميز بطريقته. “أنا متخصص بتحضير أطعمة هاواي، وأنقلها معي أينما حللت. وكل ما أضيفه من باب التميز، هي النكهات الآسيوية الممزوجة مع الصلصات الفرنسية”. ويعرب للمهتمين بهذا النوع من المأكولات عن فخره بالمجيئ مجددا إلى الإمارات، وتحديدا للطهي في مطعم “الصياد” بفندق “قصر الإمارات”. الفندق الذي يعتبره واحدا من أهم المرافق السياحية في المنطقة. من جهته يؤكد الشيف الصيني تام كوك فونج الذي كان من أوائل الواصلين إلى العاصمة من بين المدعويين، عشقه لمهنته معتبرا إياها ثقافة تتجدد بشكل يومي. فونج، وهو رئيس للطهاة في الوجهة السياحية المعروفة بـ “مدينة الأحلام” في مدينة “ماكاو”، يفخر بخبرته التي تمتد إلى أكثر من 25 عاما ويعتبرها وجه السعد عليه. وهو الذي يحرص على استخدام المكونات الصحية الخالية من الإضافات الكيميائية، يقول: “لا أدري كيف يمكن للأشخاص أن يتساهلوا فيما يأكلونه. إن الطعام من أخطر ما يمكن جلبه للجسم، تماما كما يمكن أن يكون أفضل ما ينفع الصحة”. والشيف قدم يوم أمس ورشة عمل تدريبية مجانية حول فنون الطهي، في نادي ضباط القوات المسلحة. وبمناسبة حلول السنة الصينية الجديدة أعد مجموعة من الأطباق في مطعم “تشانج بالاس” بفندق “الشانغري لا” - قرية البري. ثقافات الطعم ومن بين الطهاة المقيمين، يشدد الشيف جان بلوز رئيس الطهاة في فندق “إنتركونتيننتال” على ضرورة احترام خبرات القطاع المحلي في مجال الطهي والذي لا يقل أهمية عن سواه. ويذكر أن الضيوف المشاركين وباعترافهم، يستفيدون من أساليب الطهاة العاملين في فنادق العاصمة. “فهم يسألوننا دوما عن سر نكهاتنا التي تعجبهم ويعتقدون أن نقلها إلى بلدانهم يثري مجتمعاتهم بثقافات جديدة من ناحية الطعم”. ويشير إلى الخلطة المبتكرة التي أطلقها ولاقت استحسانا من قبل الكثيرين، وهي الدمج بين الأسلوب الآسيوي والنكهة العربية من باب التطور والسعي إلى تقديم ما يبهر الذواقة. الشيف الفرنسي باتريك بيشوف رئيس الطهاة في فندق “الشاطئ” - روتانا، صاحب سنوات الخبرة الطويلة في مجال العمل بأبوظبي، يركز في حديثه على أهمية تبادل الخبرات. ويقول: “لا أشعر أن في الأمر أي إحراج بالنسبة للفريقين. فقد بات معروفا أن التميز ليس بالمقادير وحسب، وإنما كذلك في التعامل بحب مع المهنة”. ومن هنا، لا يجد صعوبة في إطلاع الطهاة الآخرين على مكونات الأصناف التي يحضرها، كما يأمل أن يكون الأمر متبادلا. “إن عشق إعداد المائدة وإرضاء الجمهور، هو الهاجس الأول الذي على كل طاه أن يضعه نصب عينيه”. ومن هنا، فإن أي مسألة أخرى، تأتي في المرتبة الثانية. جذاب ولذيذ وبفخر يتحدث رئيس الطهاة في فندق “ياس”، عن سروره بحمل هذا اللقب الذي يعتبره تكليفا كما هو تشريف. ويقول: “لقد عملت على مدى 9 سنوات في ولاية “لاس فيجاس” وتنقلت بعدها بين مناصب كثيرة. لكن وجودي على رأس عملي في “ياس” بالتحديد، يحملني مسؤولية عظيمة كونه من أكثر الفنادق التي تتجه نحوها أعين الكثيرين حول العالم”. ويعتبر أن المطلوب لنجاح أي شيف، هو أن يعتمد خطة واضحة لتطوير أدواته وتقنياته، والتعرف من قرب على أذواق الزبائن وما يفضلونه. “نحن في مجال الطهي لا نخترع أي جديد، ولكن بإمكاننا أن نضيف إلى التقليدي ما هو جذاب ولذيذ”. ومن نادي ضباط القوات المسلحة، يشير رئيس الطهاة إيرنست لوثر فرنك إلى أهمية تراكم التجارب الإيجابية التي تقدمها مهرجانات الطهي.فنحن اليوم نستفيد من تجارب دورة المهرجان الأولى التي على أهميتها في السنة الماضية سجلت قفزات نوعية مع إطلاق فعاليات الدورة الحالية”. ويعتبر أن قمة الإبداع في المهنة، أن يشجع الطهاة الناس على حسن التذوق ووضعهم في مرتبة عالية من القدرة على الحكم والتمييز بين الأطباق”. ويذكر ريتشارد واين رايلي الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي الوطنية للفنادق، الجهة الراعية للمهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة، أن الحدث الذي يهدف إلى وضع أبوظبي على خريطة فنون الطعام العالمية هو جزء من الالتزام بدعم تنشيط السياحة النوعية في امارة ابوظبي. ويؤكد على أهمية هذا الحدث الذي يضم قائمة من أشهر الطهاة وأصحاب المطاعم الرائدة عالميا إلى جانب استشاريي قطاع الطعام والشراب وعدد من ضيوف الشرف من 15 دولة من الشرق الأوسط وأوروبا والدول الإسكندنافية، والشرق الأقصى، وأستراليا والولايات المتحدة. وتتوقع هيئة أبوظبي للسياحة أن يؤثر هذا الحدث إيجابا على صناعة الضيافة في الإمارة وتشجيعها على التطلع نحو آفاق جديدة من خلال التبادل والتواصل. وهذا من شأنه أن يعزز من مكانة المطبخ الشرق أوسطي في العالم. فعاليات من بين الفعاليات الجارية لهذا الأسبوع ضمن برنامج “فنون الطهي” في دورته الحالية نذكر: - عروض تعليم فنون الطهي: من 11 الى 13 فبراير، ومن 16 الى 18 فبراير، من الساعة 9:30 صباحا حتى الساعة 3:00 عصرا بفندق ونادي ضباط القوات المسلحة. - موائد العشاء الفاخرة: تستمر حتى 18 فبراير من الساعة 8:00 مساء حتى 11:00 ليلا في عدة مطاعم مضيفة. - العروض التعليمية للسيدات: يوما 12 و17 فبراير من الساعة 11:00 صباحا حتى الساعة 12:30 ظهرا، ومن الساعة 13:30 ظهرا حتى الساعة 3:00 عصرا بفندق ونادي ضباط القوات المسلحة. - عرض فنون إعداد القهوة والمشروبات: 12 فبراير من الساعة 1:30 ظهرا حتى الساعة 3:00 عصرا بفندق ونادي ضباط القوات المسلحة. - عشاء كبد البط: 12 فبراير من الساعة 7:00 مساء حتى الساعة 11:00 ليلا بفندق “كراون بلازا” - جزيرة ياس. - المطبخ الشرقي: 13 فبراير من الساعة 13:30 ظهرا حتى الساعة 5:00 عصرا بفندق ونادي ضباط القوات المسلحة. - ورشة عمل الشوكولاته والحلويات: 14 فبراير من الساعة 9:30 صباحا حتى الساعة 5:30 مساء بفندق ونادي ضباط القوات المسلحة. - الوليمة العربية: 14 فبراير من الساعة 7:00 مساء حتى الساعة 11:00 ليلا بفندق “شانغريلا” - قرية البري. - حفل عشاء توزيع الجوائز: 15 فبراير من الساعة 7:00 مساء حتى الساعة 11:00 ليلا. - عشاء الشوكولاته: 16 فبراير من الساعة 7:00 مساء حتى الساعة 11:00 ليلا بفندق “روتانا” - جزيرة ياس.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©