الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

جنائن وجداريات.. وامتداد يفضي إلى الإبداع

جنائن وجداريات.. وامتداد يفضي إلى الإبداع
17 أغسطس 2015 22:20
محمد عبدالسميع (الشارقة) تحتفي فضاءات صيف الفنون بالعديد من المشاهد البصرية التي من شأنها تعزيز دور الفن والنهوض بمستوى التلقي والتذوق، وهذا ما يؤكده هذا الاستقطاب للتجارب القيمة الدولية والمحلية، التي يستضيفها وينظم عرضها مجمع الشارقة للآداب والفنون، فيقيم المعارض النوعية في مختلف أنواع الفنون البصرية في كل أنحاء إمارة الشارقة، والتي نرى في عرضها وتوصيفها فرصة للقارئ والمتلقي. من هذه المعارض اللوحة الجدارية التجريدية التي تزين واجهة رواق الشارقة للفنون، للفنان الأميركي مات دبليو مور والمشغولة حسب مبدأ «الامتداد يفضي إلى الإبداع»، واللوحة بطول 41 مترا وارتفاع 3.5 أمتار، تغطي الواجهة البحرية لرواق الشارقة للفنون، يتصدرها تصميم هندسي يتألف من مساحات لونية متجاورة تفصل بينها خطوط بكافة الاتجاهات، وقد وجدت ضمن نظام مدروس له تأثيره على الرغم من أن عناصر المشهد غير متطابقة في الشكل والقياس، فقط يجمعها التصميم المثير للانتباه للفنان مات. وفي واجهة المجاز المائية بالقرب من مركز ألوان يرى الجمهور آلافاً من العبوات البلاستيكية المعاد تدويرها عبر الفن وقد تم تشكيلها على هيئة زهور ملونة ومتشابكة، وهي منسوجة مع بعضها لتكون عملا فنيا تركيبيا يحتفي بالأرض «أفق الفرح، جسور التواصل» للفنانة ديل وين. فقد استطاعت الفنانة من تحويل المخلفات البلاستيكية التي يسعى المرء للتخلص منها إلى عمل فني، فتستكشف الفنانة ألوانا وأشكالا كأفق للفرح والتواصل. نفذت الفنانة الفرنسية موريس عملها الجداري الفني «أوريغامي» في (ميجا مول) الشارقة ومن الملاحظ أن أعمالها متأثرة بفن تصميم الورق الياباني أوريغامي (فن يعتمد على تشكيل الورق بعد طيّه). وهي تشكل، من خلال تصاميم ورق الأوريجامي، مشهدا ما في المحيط التي تكون شاخصة فيه، فتضيف بذلك إخراجا ومضمونا جديدا لفن الجرافيتي. أما معرض رؤى إسلامية الذي نظمه مركز الذيد للفنون بالتعاون مع اتحاد المصورين العرب لأربعة من الفنانين الضوئيين هم: يوسف الزعابي، أبوبكر الأحمر، حسين البحراني، وسيم خير بك، فتتجلى فيه بوضوح ملامح العمارة الإسلامية في الشارقة، فنجد فيه مفردات وتفاصيل بصرية توصل لها المعمار العربي على مدى قرون، لتظهر ماثلة ومكونا أساسيا في البناء الإسلامي الحديث والمعاصر، اعتمادا على تاريخ من التراكم الثري للمنجز المحلي، وبالطبع فإن العين الحاذقة للمصور الضوئي الذي يبحث بشغف عن مادة غنية تجد ضالتها في هذا الإرث الحضاري والمنتج الراهن من العمارة العربية والإسلامية، بما يضيف من قيم للعنصر المعماري من قباب ومآذن وأقواس وأبواب وعناصر زخرفية بل وحتى الخطوط العربية الأصيلة التي تزين واجهات المساجد، وتملي عليه خبرته وشغفه وتقنياته ورغبته في التوثيق كل هذه الإضافات الفنية الجمالية، لنرى العديد من المساجد في إمارة الشارقة برؤى متنوعة للمشاركين في هذا المعرض «رؤى إسلامية». ويشتمل معرض «همس النخيل» على أعمال فنية فراغية خارجية في كلباء، تم تشكيلها من أجزاء متساقطة من شجر النخيل، كالسعف والكرب، وغيرها من أجزاء، وهي أعمال حيوية توحي بالحركة بفعل صياغتها بهذه الحلة وبفعل تأثير رهافة الفنان محمد يوسف الحمادي الذي استخدم فيها عناصر البيئة المحيطة «شجرة النخيل» لإنشاء لإبداع فن معاصر ويستمد أصالته من الماضي العريق. وتعتمد الفنانة مريم الحمادي في فكرتها «جنائن معلقة» بالمركز الثقافي في خورفكان على عدد كبير من عنصر بسيط، كعبوة مياه بلاستيكية، وابتكار أعمال فنية نتيجة جمعها مع بعضها ضمن تصميم متجدد. وفي دوار دبا الحصن، عرض نحتي ملفت مادته الرئيسية بقايا مستهلكة من القطع المعدنية المهملة للسيارات القديمة، للفنان ناطق الآلوسي المأخوذ بروعة الخيل وحيويتها، فيقدم هذا العنصر الأصيل بسحره وإغراءاته بطريقة بصرية جديدة، وأبرز مضامينه اقتراحات للحفاظ على البيئة، فيقدم نموذجا لإعادة التدوير بطريقة ملفتة. وثمة فرصة نادرة أمام المتلقين من متابعي صيف الفنون 6 هو عرض القوالب الخطيّة لقامات من الخطاطين هم مصطفى الراقم وعبدالله الزهدي وسامي أفندي ومحمد نظيف وهذه القوالب مأخوذة بالحجم الطبيعي عن بعض المساجد والمدارس. وهذه القطع الفنية التاريخية تم الحفاظ عليها في المتاحف والمجموعات الخاصة وهي المسودات النهائية لخطوط المساجد وبعض الكتابات التي سطّرها أساتذة فن الخط العربي عبر العصور على العديد من الآثار والأوابد التاريخية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©