يمثل تجنب الشجار المهمة الرئيسية التي تواجه قادة الاتحاد الأوروبي غداً عند اجتماعهم في بروكسل لإجراء محادثات عاجلة بشأن الأزمة الاقتصادية الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية·
وردا على سؤال لوكالة الانباء الالمانية عن الهدف الرئيسي للقمة، قال دبلوماسي من واحدة من الدول عريقة العضوية في الاتحاد ''الشيء الاساسي الذي نطمح إليه هو ألا يحدث شجار وتشاحن·· إلا تحدث معركة''·
وتعقدالقمة غير الرسمية بناء على دعوة من الحكومة التشيكية التي تتولى رئاسة الاتحاد في دورته الحالية، حيث تسلمتها من فرنسا في يناير الفائت، وذلك في مسعى لدعم وحدة الكتلة في مواجهة الركود الاقتصادي·
بيد أن التشاحن بين الدول أعضاء الاتحاد الاوروبي، حول الدعم الحكومي لصناعة السيارات الذي يرى البعض أنها بمثابة سياسة حمائية وحول التشكيلة الواضحة للتكتلات الداخلية، رفع درجة الحرارة الدبلوماسية إلى حد أن بعض المحللين حذروا من أن وحدة الاتحاد الاوروبي قد تنفصم عراها·
وصرح فيليب وايت كبير الباحثين بمركز الاصلاح الاوروبي وهو معهد للبحوث الاستراتيجية في لندن ''يبدو هناك خطر واضح من سيطرة أجواء التشاحن والحدة على أعمال القمة''·
وكانت فرنسا وجمهورية التشيك قد اشتبكتا في العلن مطلع فبراير المقبل إثر انتقاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للقائمين على صناعة السيارات الفرنسية الذين نقلوا الانتاج إلى وسط أوروبا·
في البداية، قال المسؤولون التشيك إن اجتماع الغد يتعين أن يركز على حظر اتباع سياسة الحمائية، الامر الذي اعتبره محللون ردا انتقاميا على كلمات ساركوزي·
وهددت نيران الخلاف بالانتشار على مساحة أوسع الثلاثاء الماضي حينما دعا ساركوزي ورئيس الوزراء الايطالي سلفيو بيرلسكوني لتبني الاتحاد الاوروبي سياسة أوسع نطاقا لإقامة ''مجموعات أوروبية قوية'' وحمايتها·
وقال وايت إن دعوة من هذا القبيل من المؤكد أنها لا تلقي قبولا بالمرة من دعاة التجارة الحرة مثل بريطانيا والمانيا؛ كما ثارت مشكلات حول مسالة اجتماعات ما قبل القمة مثل الاجتماع بين الاعضاء الاوروبيين في مجموعة الـ 20 - بريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا- في برلين في 22 فبراير وآخر بين أعضاء الاتحاد الاوروبي من دول وسط وشرق أوروبا المقرر غداً·
وقد دعيت كلا من هولندا وأسبانيا وهما ليستا من بين دول مجموعة الـ 20 أيضا الي محادثات برلين، الامر الذي أثار الغضب في صفوف الدول متوسطة الوزن مثل فنلندا وبولندا اللتين اعتبرتا هذه المعاملة التي تنطوي علي التمييز بمثابة إهانة· وعلق وزير الخارجية الفنلندي الكسندر ستوب على ما يجري، قائلاً ''لم نشهد في تاريخ الاتحاد الاوروبي فترة مثل هذه، حيث صارت تكتلات داخلية عديدة''، بيد أنه مع سخونة الحرارة الدبلوماسية فإن جهود الاتحاد الاوروبي تتركز الآن على التأكد من أن القمة لن تتحول إلى مشاجرة''·
وصرح بيوتر كازينسكي الخبير في شؤون الاندماج بالاتحاد الاوروبي بمركز الدراسات السياسية الاوروبية في بروكسل للوكالة الألمانية، قائلاً ''من المهم للغاية تحاشي معركة لأنه من المهم أن نبقى متحدين''
عدد اليوم
