الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الإمارات أول دولة تشغل قطارا يعبر الربع الخالي

الإمارات أول دولة تشغل قطارا يعبر الربع الخالي
6 سبتمبر 2014 19:40
يعيد مشروع قطار الاتحاد الاستراتيجي الذي تقدر تكلفته بحوالي 40 مليار درهم كتابة تاريخ المنطقة من جديد، خاصة ان العمليات التجريبية بين حبشان والرويس قد بدأت منذ عام تقريبا "سبتمبر 2013" في حين سيتم استكمال الجزء الأخير من المرحلة الأولى بين حبشان وشاه قبل نهاية هذا العام لتكون الإمارات أول دولة خليجية تشغل قطارا يعبر صحراء الربع الخالي. ومسرح الانطلاق والتشغيل التجريبي للقطار يمر بقلب واحات ليوا الشهيرة "مزيرعة" والتي تعتبر بوابة ومدخل الربع الخالي والتي تضم أكبر وأجمل الكثبان الرملية في العالم وهي مساحة شاسعة من الصحراء التي تمتد عبر المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان والتي كانت في الماضي القريب هدفا لكثير من رحلات المستكشفين الذين جاءوا خصيصا من أجل الاستكشاف والبحث عن عالم غامض ليصبح له تاريخا. وتلك الواحات الصحراوية حتى بداية السبعينيات من القرن الماضي لا تعبرها بأحسن الأحوال إلا قوافل الإبل ولكن عندما بدأ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" مؤسس وباني دولة الإمارات العربية المتحدة يزورها بعد توليه مقاليد الحكم في إمارة ابوظبي "عام 1966" لامس حاجة المنطقة لكسر عزلتها الموحشة فأمر بشق الطرق وسط الرمال واستبدلت الإبل بالسيارات وأخذ التطور يدب في الصحراء رويدا رويدا حتى أصبح بها الآن أجمل وأحدث المدن. ولأن كل شيء يتطور في الإمارات بسرعة البرق لذا أصبح من المألوف ان يجد السائح في مدينة أبوظبي إعلانا للوصول إلى تلك الصحراء وعبورها جوا برحلات "الهيلوكوبتر" السياحية التي تنظمها بعض الشركات السياحية في العاصمة حتى أصبحت تلك الصحراء اليوم من أهم الوجهات السياحية خارج العاصمة لمن يريد مشاهدة عظمة صحراء الربع الخالي الساكنة وأكبر منبسط صحراوي رملي في العالم. ان تعبر تلك الصحراء بطائرة "الهيلوكوبتر" لتهبط وسط قصر السراب في قلب الصحراء فهذا أمر طبيعي وإلى هنا والأمور تسير بشكل اعتيادي ولكن عندما تهبط هناك وتتجول في المكان وأثناء تجوالك يمر قطار بجوارك يشق طريقه وسط الرمال المتحركة فهذه معجزة لا تتحقق إلا في دولة الإمارات ولتضيف لإنجازاتها السابقة المميزة إنجازا جديدا. المواطن محمد بن علي المرر "75 عاما" أحد سكان واحات ليوا لا يحلو له الجلوس، إلا فوق احد الكثبان الرملية الشاهقة الارتفاع يصعد ويجلس مفترشا الرمال الناعمة يلقي ببصره بعيدا على الكثبان الرملية التي تلوحها أشعة الشمس ممتدة على امتداد البصر في عمق الصحراء لا يطيل النظر فيها لانها منطقة جرداء ولا يوجد بها ما يشد النظر ولكن عندما يحرك نظره إلى الأسفل يرى قضبان السكة الحديد التي تمتد بطول البصر وسط الصحراء الجرداء ويطيل النظر والتأمل في تلك القضبان ويقول: "كانت المحاضر محطة مفضلة لتوقف القوافل للاستراحة من عناء الطريق في مزارع النخيل والتي تجاورها وفرة المياه العذبة ثم تستكمل الرحلة وقد كتبت هذه القوافل نوعا من التواصل لحضارات ظهرت واندثرت بالمنطقة والعجيب ان التنقل على ظهور الهجن كان لوقت قريب هو أفضل وسائل التنقل والترحال ونقل البضائع في هذه الصحراء". ويواصل المرر: في الفترة التي سبقت قيام الاتحاد لم تكن هناك أية طرق آمنة ولا رجال أمن يوفرون الأمان لعابري الطريق وكانت الرحلة إلى أبوظبي شاقة ومخيفة وسط الرمال وتستغرق أسبوعا كاملا لا يخفف من مشقتها إلا المرور على بعض الطوايا فتروي ظمأ الإنسان والحيوان. لا ينسى المرر في جلسته ان يترحم على الشيخ زايد ثم يبدأ بذكر فضله على المنطقة إذ أمر بتعبيد الطرق وتغير الحال والأحوال إلى الأحسن ويضيف: "سرعان ما بزغ فجر زايد وبلغ أرجاء هذه المناطق وأصبح أهلها والمناطق المجاورة ينعمون بالكثير من المزايا وعوض أهلها عن حياة البؤس والشقاء التي عاشوها جيلا بعد جيل ولتبدأ المحاضر مرحلة تاريخية جديدة وملحمة بطولية مذهلة مع البناء والتطور قادها بحنكة وحكمة وإصرار وعزيمة لا تلين حاكم تفهم المعنى الحقيقي لهبات الله وسط الصحراء". ومضى يقول: "كأن التاريخ يعيد كتابة نفسه في هذه المنطقة إذ سخر الله لنا الشيخ زايد ليحول "مدقات" طرق القوافل إلى طرق سريعة بأفضل المواصفات العالمية واليوم وفي عهد أبناء زايد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حولوا هذه الطرق والمدقات إلى خطوط سكك حديدية لنصل إلى أبوظبي في أقل من ساعة".
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©