الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

شكوك بشأن جدوى تعيين بديل لعنان

شكوك بشأن جدوى تعيين بديل لعنان
10 أغسطس 2012
الأمم المتحدة (رويترز) - قال مبعوثون في الأمم المتحدة، إن شكوك مسؤولين غربيين تتنامى بشأن تعيين خليفة لكوفي عنان كوسيط أممي عربي في الأزمة السورية، مع انزلاق البلاد بشكل أكبر إلى حرب أهلية شاملة. وعندما أعلن عنان استقالته، قال إنه لا يمكنه العمل مع جمود مواقف القوى التي تتمتع بحق النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي. وتدعم روسيا والصين دمشق بينما تدعو الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى تنحية الأسد عن السلطة. واستمرت حالة الجمود وعقدت التساؤل بشأن الحاجة لوجود وسيط سياسي تابع للأمم المتحدة في اللحظة الراهنة. وقال أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون إنه يتشاور مع أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي حول إمكانية تعيين خليفة لعنان لضمان عدم غلق المسار الدبلوماسي. وقال مسؤولون عدة بالأمم المتحدة إن ذلك قد يحدث اليوم الجمعة. وتصر روسيا التي عبرت عن أسفها لاستقالة عنان، على وجود من يخلفه لضمان عدم غلق المسار الدبلوماسي الدولي. وتتفق دول أخرى في المجلس مثل الصين وجنوب أفريقيا وباكستان مع موسكو. إلا أن دبلوماسيين يقولون إن الأميركيين لا يرون جدوى تذكر من تعيين خليفة لعنان. وتنامى إحباط الأميركيين بسبب رفض عنان الدبلوماسي المخضرم الاستقالة بعدما تأكد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستمر في استخدام “الفيتو” لنقض أي محاولة لفرض عقوبات من الأمم المتحدة على دمشق لإجبارها على إنهاء حملتها الدامية ضد معارضة. وتتحرك إدارة الرئيس باراك أوباما بحذر، باتجاه زيادة دعمها للمعارضين المناهضين للأسد. وقال مبعوث في مجلس الأمن “تخلى الأميركيون عن مسار مجلس الأمن في أكتوبر بعد الفيتو الروسي الأول ويدعمون المسعى الأوروبي في نيويورك منذ ذلك الحين دون حماس كبير”. وأضاف “يشعرون أيضاً أن عنان استغرق وقتاً طويلاً للاعتراف بالفشل”. ورداً على سؤال حول ما إذا كانت واشنطن تعمل لاختيار خلفاء محتملين لعنان، قال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إن واشنطن “تعمل مع شركائها في الأمم المتحدة وبشكل أوسع بما في ذلك مجموعة (أصدقاء الشعب السوري) في إطار جهد منسق للضغط على نظام الأسد”. وأضاف أنهم يعملون مع المعارضة لمساعدتها على توحيد صفوفها وتزويدها “بمساعدات غير فتاكة”. وبعد إعلان استقالته اعتباراً من 31 أغسطس الحالي، قال عنان إن “العسكرة المتزايدة على الأرض والافتقار الواضح إلى الوحدة في مجلس الأمن غيرا بشكل أساسي ظروف الممارسة الفعالة لدوري”. وكتب عنان في مقالة بصحيفة “فاينانشال تايمز” قائلاً “مجلس الأمن محاصر في مأزق وسوريا أيضاً”. واستخدمت روسيا والصين الفيتو مرات ضد قرارات تنتقد دمشق وتهددها بالعقوبات بسبب استخدامها للقوة العسكرية والأسلحة الثقيلة لسحق المعارضة. وتساءل دبلوماسي في مجلس الأمن عمن سيقبل منصب عنان قائلاً “إذا كان عنان لم ينجح فمن سواه يمكنه ذلك؟ إنها قضية خاسرة في الوقت الحالي لكن هذا قد يتغير في المستقبل. وقد يسقط الأسد في أي يوم ولن يفاجأ أحد بالأمر”. ويقول مسؤولون في الأمم المتحدة إن من سيخلف عنان في المنصب يجب أن تكون له نفس المكانة. وقال مبعوثون لرويترز إن من بين الأسماء التي تدور في أروقة الأمم المتحدة لخلافة عنان أسبانيين هما وزير الخارجية السابق ميجيل أنخيل موراتينوس ومسؤول السياسة الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا. وتحدث مبعوثون عن وجود مرشحين أحدهما من ماليزيا والآخر من دولة اسكندنافية. وتم تداول اسم الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري أيضاً لكن دبلوماسياً قال إن اهتيساري الذي كان مرشحاً أمام عنان مطلع هذا العام ليس من المرشحين الرئيسيين. وأوضح ريتشارد جوين من جامعة نيويورك أن الأمم المتحدة يمكن أن تلعب دوراً في تخفيف محنة المدنيين. وأضاف “أشك في أن أي مبعوث تابع للأمم المتحدة يمكنه بالفعل منع الوضع الحالي من التفاقم لكن الأمم المتحدة عليها التزام كامل بالاستمرار في بذل الجهود لإدخال مساعدات إنسانية في البلاد بجانب الهلال الأحمر والصليب الأحمر”. وقالت فرنسا إن مجلس الأمن سيعقد اجتماعاً وزارياً بشأن الوضع الإنساني في سوريا 30 أغسطس الحالي. ويتوقع آلا يجدد مجلس الأمن الشهر الحالي تفويض بعثة المراقبة الدولية في سوريا ومدته 30 يوماً. وأوضحت السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة سوزان رايس الشهر الماضي إن واشنطن لا ترى جدوى في استمرار بعثة المراقبة غير المسلحة والتي حدت من نشاطاها إلى حد كبير في يونيو الماضي بسبب العنف المتصاعد في سوريا. وقالت رايس إن المجلس “وصل لطريق مسدود” في قضية سوريا وإن واشنطن تبحث عن سبل لحل الأزمة خارج المنظمة الدولية. وأوضحت واشنطن منذ ذلك الحين أنها ستزيد دعمها للمعارضين السوريين لكن مسؤولين غربيين قالوا إنه لا توجد رغبة كبيرة بين أعضاء حلف شمال الأطلسي في التدخل في الشأن السوري المعقد. وقال مسؤولون في المنظمة الدولية إن بان كي مون المصمم على استمرار وجود الأمم المتحدة في سوريا، يتوقع أن يقترح شكلاً جديداً من الوجود الأسبوع المقبل. وفي الوقت الراهن ستتخطى الولايات المتحدة وحلفاؤها مجلس الأمن وسيركزون الجهود على حشد الحلفاء لمساعدة جماعات المعارضة السورية المتشرذمة. وليست هذه المرة الأولى التي تتجنب فيها واشنطن مسار الأمم المتحدة. ففي 1999 فعلت الأمر نفسه في كوسوفو عندما استخدمت روسيا الفيتو لإعاقة السماح بتدخل عسكري ضد القوات الصربية والميليشيات في كوسوفو. وأطلق حلف الأطلسي حملة قصف أدت إلى انسحاب القوات الصربية. وكررت واشنطن الأمر في 2003 عندما أوضحت فرنسا وروسيا ودول أخرى في مجلس الأمن أنه لا يمكنها دعم أي تفويض واضح باستخدام القوة العسكرية ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. وقادت واشنطن الغزو الذي وصفه عنان الذي كان وقتئذ أميناً عاماً للمنظمة الدولية، بأنه “غير مشروع”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©