توصلت الوساطة الأفريقية بأديس أبابا إلى اتفاق مبادئ حول الحوار السوداني مع مجموعة إعلان باريس «الجبهة الثورية وحزب الأمة القومي» وموفدي آلية «7+6» التي تمثل قوى المعارضة والحكومة في مبادرة الحوار الوطني.
ووقع ممثلا آلية الحوار الوطني رئيس حركة «الإصلاح الآن» غازي صلاح الدين العتباني والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل أحمد سعد عمر، على اتفاق مبادئ، بينما وقع رئيس حزب الأمة الصادق المهدي ورئيس الجبهة الثورية مالك عقار، عن مجموعة إعلان باريس، على اتفاق مماثل، وشهد رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى ثامبو أمبيكي على الاتفاقين في خطوة وصفت بأنها «اختراق في جهود دفع الحوار الوطني السوداني».
وأطلق الرئيس عمر البشير في يناير الماضي مبادرة للحوار لكنها تعرضت لانتكاسة بانسحاب حزب الأمة وعدم مشاركة قوى اليسار والحركات المسلحة، بينما أبرم رئيس حزب الأمة مع الجبهة الثورية إعلان باريس في 8 أغسطس الماضي.
والتأم الاجتماع الأول بين متمردي الجبهة الثورية وموفدي آلية الحوار الوطني صباح أمس، بحضور لجنة أمبيكي.
وحسب تعميم بثه المتحدث باسم حركة «الإصلاح الآن» محمود الجمل، فإن العتباني قاد اجتماعا امتد لساعات مع وفد الجبهة الثورية بقيادة جبريل إبراهيم وبحضور الوساطة الأفريقية.
وقال العتباني في تصريح عقب الاجتماع إن تطابق المبادئ الموقعة بين لجنة أمبيكي وطرفي آلية الحوار الوطني وإعلان باريس، يفتح باب المبادرة السياسية على مصراعيه ويضع الأسس المبدئية للحوار.
وأوضح أنه بعد مفاوضات مارثونية تم التوقيع صباح الجمعة مع الآلية الأفريقية على مجموعة المبادئ التي ينبغي أن يقوم عليها الحوار الوطني، موضحا أن تلك المبادئ لم تخرج من الأدبيات السياسية العامة بما فيها خارطة الطريق التي أصدرتها مجموعة «7+6».
وأشار إلى أن الوساطة وقعت بصورة مستقلة مع مجموعة «إعلان باريس» على وثيقة تحمل ذات المبادئ، ما يعني أن تلك المجموعات السياسية تؤيد من ناحيتها تلك المبادئ وهي على استعداد للمشاركة في الحوار بمقتضاها.
وقال العتباني إن الخطوة المنطقية التالية هي تكثيف التواصل مع القوى السياسية الأخرى للمشاركة على نفس المبادئ والأسس التي وافقت عليها المجموعات المسلحة بطريقة غير مباشرة «لإطلاق حوار سياسي جامع وشامل يعيد تأسيس البنية السياسية وينشئ وطنا موحدا ومستقرا ونظام حكم عادلا وفاعلا».
وأعلنت الجبهة الثورية، الثلاثاء الماضي، استجابتها لطلب الوساطة الأفريقية للقاء موفدي آلية «7+6» الخاصة بالحوار الوطني.
وكانت آلية الحوار الوطني اختارت في اجتماعها الأخير كلا من العتباني وأحمد سعد عمر للجنة الاتصال بالحركات المسلحة والقوى الرافضة للحوار بالخارج، بهدف إلحاقها بعملية الحوار الوطني الذي دعا إليه الرئيس عمر البشير في يناير الماضي.
وشمل اتفاق المبادئ 8 بنود متطابقة وهي: الحل السياسي الشامل هو الخيار الأمثل لحل كل مشاكل السودان - وقف الحرب وإعلان وقف إطلاق النار ومعالجة الأوضاع الإنسانية يجب أن تكون لها الأولوية المطلقة في عمليات بناء الثقة - ضمان الحريات وحقوق الإنسان الأساسية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمحكومين هي أولوية لبناء الثقة وخلق التواصل - يجب بدء الحوار والعملية الدستورية بعد الاتفاق على القواعد والإجراءات التي بموجبها سيتم الحوار - جميع المشاركين في الحوار لهم حرية التعبير عن مواقفهم وآرائهم - الحوار يجب أن يكون وفق جدولة زمنية متفق عليها - يجب أن تتوافر الضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار والبناء الدستوري - ضرورة مشاركة كل الأطراف لضمان التوصل لتوافق وطني.
(أديس أبابا - وكالات)
عدد اليوم
