الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الكلب».. رواية أميركية تدور أحداثها في دبي

«الكلب».. رواية أميركية تدور أحداثها في دبي
5 سبتمبر 2014 23:54
جهاد هديب (أبوظبي) حمل الناقد الأدبي الأميركي ميشيكو كاكوتاني، في الصفحات الثقافية ليومية «نيويورك تايمز» في عددها الصادر يوم الاثنين الماضي، على الرواية الثانية في رصيد الكاتب الأميركي جوزيف أونييل التي حملت العنوان: «الكلب» وتتناول تجربة محام أميركي عمل في دبي قبل عدد قليل من السنوات. يأخذ كاكوتاني على الرواية عدم انتباه مؤلفها للمأزق الحقيقي لبطله (x)، أي للفرد المغترب عن بلاده في بلاد العرب، من قبيل المأزق الوجودي والعزلة التي قد يعاني منهما الفرد في عالم محكوم إلى التكنولوجيا أو الحيرة التي قد يُصاب بأحدهما المرء تجاه العولمة واختلاط الأمور عليه، كما هي الحال بالنسبة لدبي حسبما تظهرها رواية «الكلب»، لتغرق الشخصية الرئيسية الساردة في تفاصيل أخرى، فيعتبر أونييل أن (x) «يتمرغ في حياته الخاصة وفي تفاصيلها القليلة فيبتلعه شقاؤه في مسعاه لمعرفة طرق قانونية، فضلا عن، أخلاقية» تخفف عليه من وطأة هذا الشقاء الخاص. وقد افتتح ميشيكو كاكوتاني مقالته التي جاءت بعنوان: «حياة ضاعت في الترجمة دون الكثير لترجمته»: «على نحو شبيه بالأسباب التي أوجبت تلك الانتقادات اللاذعة والتي جرى توجيهها لروايته السابقة «الأرض الواطئة»، فإن رواية جوزيف أونييل الجديدة «الكلب» تنشغل برجل تفككت علاقاته السابقة ويعيش في عزلة، ليجد نفسه وقد تقطعت به السبل في مدينة أجنبية». ويضيف: «يشترك الكتابان في أمر واحد فقط. تستهَلّ «الأرض الواطئة»، الرواية الأولى للمؤلف، بالتأمل المدوي للحلم الأميركي وبمدينة نيويورك الخاصة بالمهاجرين والحالمين والتي هي «فضيحة الفناني» أيضا. تتحدد «الكلب»، بأحداثها في دبي، لكنها، حقيقةً، تظلّ متوقفة في رأس الراوي المتجهم، فندرك حالا، ما إن نشرع في القراءة، بأنها هي المكان الخانق». ويضيف: «هناك الكثير من الأصداء والمراجع الأدبية التي تتردد في هذه الرواية الكئيبة. لكنها في أغلبها تتحول لتصير مبررا لوجودها (كرواية). وتعمل كي تذكرنا كم أن هذا العمل ساكن وضحل، أي «الكلب»، إذا ما قورن بسواه». ويوضح: «على سبيل المثال، فإن سارد «الكلب» يجري تقديمه بوصفه (x)، لكن بينما يبدو أن السيد أونيل يريد لـ(x) الحكاية أن يكون نوعا من النموذج الكافكاوي (نسبة إلى فرانز كافكا)، فإن X ليس K، في أي حال من الأحوال، عِوَضا عن ذلك، هو شاب غاضب ودائم الاكتئاب، ويشعر بالمرارة بشأن تفكك علاقته بصديقته «جين»، كما أنه يعمل محامي شركات ويمثل أضحوكة النكات السيئة للمحامين». ويصف علاقة الروائي بالشخصية الرئيسية في روايته بالقول: «يتحدث عن (X) إحساسه بوصفه كلبا يتحدث من بيت كلب، وذلك عن علاقته بـ«جي» وكذلك بدبي (حيث يتنقل، في أعقاب تدهور علاقته بـ«جين»، ليعمل مع صديق للعائلة غني)، فتعكس الرواية بذلك المخاوف النرجسية لشخصيتها الرئيسية، وليس لقضاياه السياسية أو النفسية أو الفلسفية الكبرى». ومثلما يقارن الناقد بين بطل جوزيف أونييل في «الكلب»، وأبطال عدد من الروايات الأخرى على سبيل إيضاح الفوارق في عمق الطرح «الكافكاوي» وبناء الشخصية الكافكاوية، ينتقد ميشيكو كاكوتاني، ما يصفه بسلوك الشخصية الرئيسية على أنه سلوك الشخصية «المريضة» وليس الشخصية «العبثية» بأبعادها النفسية والفكرية، ليخلص إلى القول بأن «السارد في «الكلب» بالكاد يتزحزح من شرنقته الشقية والضيقة، إذ ما من شخصيات آسرة كي تخفف عليه من تلك الدوامة من الشفقة على، ولا على القارئ من الملل».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©