الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الفعاليات الثقافية.. دبلوماسية للتسامح

الفعاليات الثقافية.. دبلوماسية للتسامح
2 ديسمبر 2018 01:03

عبير زيتون (دبي)

تحولت الدبلوماسية الثقافية الإماراتية، إلى أفعال ناجزة تمشي على أقدام راسخة، بقوة القوانين التي تؤسس لقاعدة راسخة لمجتمع معرفي أولًا، وترعاه ثانياً مؤسسات ثقافية وفنية ببرامج عمل مستدامة على مدار العام، يعبر عنها عالمية صناعة المعارض الثقافية، والمؤتمرات الفكرية، والمهرجات التراثية، والموسيقية والفنية والفكرية المتنوعة في قضاياها وطروحاتها المبتكرة، التي تكرس مكانة الإمارات كحاضنة ثقافية داعمة لقيم التسامح والمحبة والانفتاح، وكجسر حضاري متين في توجهاته نحو المستقبل.
ومن هنا نستطيع فهم الدور الكبير الذي تضطلع به منصة «مؤتمر قمة القيادات الثقافية العالمية» الذي تشرف على تنظيمه «دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي»، وتحتضنه العاصمة كحدث سنوي كل عام، وتعتبر الأولى من نوعها كقمة ثقافية عالمية تجمع نخبة من الشخصيات الثقافية والإبداعية في العالم، تتوحد في أفكارها وتواجدها وحلولها على أرض أبوظبي، لتدارس دور الثقافة الإنسانية في مواجهة التحديات العالمية الراهنة، وبناء شراكات تعاون جديدة تسهم في إيجاد فرص عملية لتعزيز دور الثقافة والتقنيات الجديدة في بناء المجتمعات.
وتشكل جائزة «الدبلوماسية الثقافية» التي أطلقت العام الماضي في ختام أول قمة ثقافية عالمية، تتويجا لعزيمة الإمارات العربية في تبني مفاهيم القوة الناعمة كاستراتيجية رئيسية في توجهاتها المستقبلية في إحداث تغيير إيجابي في مجتمعات العالم عبر دبلوماسية الثقافة وإنجازاتها السلمية في الانفتاح والتسامح.
كما تنطبق صفة قوة الدبلوماسية الثقافية العالمية على «معرض أبوظبي للكتاب» حيث كرس حضوره كقوة ناعمة فاعلة لآداب العالم خلال ربع قرن فقط، وعلامة فارقة، وراسخة في عالم صناعة النشر في منطقة الشرق الأوسط، ومنصة عالمية مميزة لمحبي الكتب والقراءة، تلتقي عبر فعالياته الفكرية المتنوعة، ثقافة الشرق والغرب في انصهار حيوي متبادل يعززه احتفاء المعرض سنوياً بثقافة أحد بلدان العالم كضيف شرف مميز.
ولا يبتعد كثيراً عن هذا الإطار الدور المحوري الذي يقوم به «معرض الشارقة الدولي للكتاب» الذي تنظمه سنوياً هيئة الشارقة للكتاب، وكرس إمارة الشارقة عاصمة للثقافة العربية والإسلامية، وهي تسير بخطى واثقة لتكون عاصمة عالمية للكتاب. كما أصبح «معرض العين للكتاب» الذي احتفى هذا العام بمرور 10 سنوات على انطلاقته، كأحد المنصات المهمة التي تعكس ثراء الثقافة الإماراتية والإنتاج الأدبي وتعزيز صناعة نشر الكتاب المحلي باحتفائه بأهم الكتّاب الإماراتيين.
كما تعكس فعاليات «مهرجان أبوظبي» الذي تنظمه مجموعة «أبوظبي للثقافة والفنون»، مدى التزامه بدبلوماسية قوة الثقافة في تعزيز مكانة أبوظبي كمركز عالمي لأرقى التجارب الفنية الإنسانية، ومنصة عالمية للتبادل الحضاري.
وللطفل نصيب الأسد من الاهتمام والرعاية في التأسيس والتجهيز لمستقبل الغد، وفق رؤيا قوة الدبلوماسية الثقافية الإماراتية، وهذا ما تعكسه رسالة مهرجان «الكتاب الصامت» السنوي الذي ينظمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين.
ويتميز «مهرجان قصر الحصن» السنوي بتنظيم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، ببرنامج ثقافي غني مستوحى من قيم التراث الحضاري لأبوظبي، ويتجسد في الأيقونة المعمارية لقصر الحصن والمناطق المحيطة به. كما يعكس «مهرجان البردة» في نسخته العالمية الأولى، الدور المحوري الذي تلعبه الدبلوماسية الثقافية للإمارات العربية الساعية إلى ترسيخ لغة التواصل مع ثقافات العالم وفنونها عبر إحياء الذاكرة الجمعية بقيمة إبداعات الحضارة الإسلامية وفنونها كونها جزءاً أساسيا من إبداعات الحضارة الإنسانية.
وبهدف تسليط الضوء على أهمية المعرفة بكافة أشكالها، وتعزيز البرامج والأفكار التي تساعد على نشر الوعي بالمعرفة في جميع أنحاء العالم، أطلقت «مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» مؤتمر المعرفة منذ عام 2014 ليكون أكبر منصة عالمية لإطلاق المبادرات والمشاريع المتعلقة بتحويل مجتمعاتنا العربية إلى مجتمع المعرفة.
وفي ذات الإطار وترجمة لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، يحتفي «مهرجان طيران الإمارات للآداب» بالكلمة المكتوبة والمقروءة والمسموعة. ويوفر المهرجان سنوياً فرصة رائعة لجمهور المهرجان للقاء كتّابهم وأدبائهم المفضّلين من مختلف أنحاء العالم.
أما «مهرجان الشارقة للشعر العربي»، الذي تنظمه «دائرة الثقافة بالشارقة» فقد ساهم خلال دوراته الـ16 في الحفاظ على المرتكزات الأساسية للشعر، ورعاية الموروث الشعري، وإثراء الساحة الشعرية. كما استطاع كل من مهرجاني كلباء وخورفكان الثقافيين اللذين تنظمهما دائرة الثقافة بالمنطقة الشرقية منذ ثلاث سنوات متواصلة، تنشيط الحركة الثقافة والفنية، وجذب الأنظار إلى الموروث الحضاري والتاريخي في المنطقتين.
ويعد «مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية»، الذي أطلقته مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسات العامة قبل ست سنوات ساحة فنية مهمة وواعدة لالتقاء إبداعات الشرق والغرب في بوتقة واحدة بما يحقق التقارب والتلاحم بين أفراد المجتمع احتفالا بلغة الفن والابتكار عبر لغة الإبداع الإنساني.كما أطلقت «وزارة التسامح» أول مهرجان وطني للتسامح تحت شعار «على نهج زايد» تعبيراً وفخراً بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مؤسس الدولة، وباني نهضتها بقوة التسامح والتعايش السلمي والمحبة ويحمل المهرجان رسالة الإمارات في غرس قيم وإعلاء روح التسامح في المجتمع، ونبذ التطرف، وكل مظاهر التمييز بين الناس، إلى جانب تكريم الفئات والجهات التي تسهم في إرساء قيم التسامح.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©