الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المثقفون.. تكريم وتمكين

المثقفون.. تكريم وتمكين
2 ديسمبر 2018 00:59

عبير زيتون (دبي)

الناظر إلى تجربة الإمارات الثقافية من الخارج يجد الكثير من الحراك الحاصل في أكثر من اتجاه، حتى ليكاد المرء يقول إن الإمارات عامة، وأبوظبي خاصة، خلية نحل لا تهدأ على المستوى الثقافي.. لكن هذا الوصف، في الحقيقة، لا يقدم ما يجري في أعماق التجربة الإماراتية التي بات فعلها الثقافي، في السنوات الأخيرة، سعياً حقيقياً ليس لتنشيط المناخ الإبداعي والفني والفكري فقط، وإنما هو سعي حثيث لما يمكن أن نسميه «التمكين الثقافي»، أي تحقيق الحضور السياسي والاجتماعي للدولة على أسس ثقافية واضحة ومدروسة.
وثمة، في حصاد السنوات العشر الماضية - على الأقل - ما يشير إلى نجاح الإمارات في تحقيق هذا الهدف.. وأبرزها: الجوائز الثقافية التي حقق بعضها ثقلاً إقليمياً وعربياً، بل وحتى دولياً... هنا محاولة لرسم خريطة للجوائز الثقافية في الدولة.
وتتصدَّر «جائزة الشيخ زايد للكتاب» الجوائز الثقافية في الإمارات، لرصانتها العلمية وقيمتها الفكرية، وهي تقدم مثالاً حيّاً لرؤية أبوظبي في احتضان الثقافة والإبداع، وبناء جسور التواصل مع المجتمعات العالمية. ومنذ إطلاقها في أكتوبر 2006، تقديراً لمكانة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ودوره الريادي، والحضاري في بناء الدولة والإنسان الإماراتي، اعتبرت وما تزال من أهم الجوائز الأدبية بين الجوائز العربية والعالمية التي تسعى لتكريم الفكر والإبداع، وترسيخ ثقافة الكِتاب العربي، من خلال تفردها بتعدد حقولها المعرفية، كدراسات بناء الدولة، والنقد التشكيلي، والسينمائي، وفنون الصورة، والعمارة، وتغطيتها مجالات وتخصصات معاصرة وجديدة مثل فرع أفضل تقنية في المجال الثقافي، وفرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى، وفرع الترجمة، وتُصنف كجائزة أدبية مستقلة ومحايدة تمنح كل سنة، وفق معايير علمية وموضوعية.
وتمنح جائزة العويس الثقافية مرة كل عامين، لعدد من الكتاب والمفكرين العرب على إنتاجهم في مجال القصة والرواية والمسرحية، والشعر، والدراسات الأدبية والنقد، والدراسات الإنسانية والمستقبلية، شريطة أن يعكس هذا الإنتاج أصالة الفكر العربي وطموحات الأمة العربية، ويكون لهذا الإنتاج تأثير واضح على الحياة الثقافية والأدبية والعلمية.
وتخضع الجائزة في معايير منحها إلى الجانب الإبداعي دون النظر إلى الاتجاهات السياسية أو المعتقدات الفكرية للمرشحين، كما لا تمييز للمرشحين للونهم أو جنسهم أو دينهم. وتفرعت عن الجائزة جائزة العويس للإبداع، وهي تتكون من عدة أقسام.
وتحظى الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» بمكانة مرموقة في الأوساط الثقافية العربية، وولدت فكرتها وفي ذهن منظميها تأسيس جائزة مشابهة لجائزة «المان بوكر» التي حقّقت نجاحاً بالغاً، أطلقت في أبوظبي عام 2007، وتهدف إلى مكافأة التميّز في الأدب العربي المعاصر، ورفع مستوى الإقبال على قراءة هذا الأدب عالمياً من خلال ترجمة الروايات الفائزة، إلى لغات رئيسة أخرى ونشرها. وتدار الجائزة بالشراكة مع مؤسسة جائزة «بوكر» في لندن وبدعم من دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي. وتصنف اليوم من أهمّ الجوائز الأدبية المرموقة في العالم العربي.
ومن أجل تنمية الثقافة العربية، ونشرها في العالم، ودعم جهود الكتّاب والباحثين الإماراتيين والعرب، أطلقت دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، منذ انطلاقها سنة 1996، عدداً من الجوائز، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منها: جائزة الشارقة للثقافة العربية – اليونسكو، والتي تمنح تقديراً لجهود شخصيات ثقافية، رجالاً وإناثاً أو مؤسسات أو جماعات تسهم بأعمالها الفكرية أو الفنية أو الترويجية في تنمية الثقافة العربية ونشرها في العالم، حيث تهدف الجائزة إلى مكافأة جهود شخصية ثقافية من بلد عربي وشخصية ثقافية من بلد غير عربي، يكونان قد أسهما من خلال أعمالهما الفنية أو الفكرية في تنمية الثقافة العربية ونشرها للعالم.
وتحفل الحياة الثقافية بالشارقة بجوائز في حقول إبداعية وثقافية متنوعة، وهي: جائزة الشارقة للإبداع العربي، وتعمل على اكتشاف المواهب ودعمها وتمكينها من الوقوف بثقة في مشهد ثقافي عربي متنوع، وجائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي التي تهدف إلى تعزيز دور النقد باعتباره موازياً إبداعياً للعملية الفنية، وتحفيز البحث النقدي التخصصي في مجالات الفنون التشكيلية والبصرية، وجائزة الشارقة للشعر العربي التي تكرم رواد الشعر العربي، حيث تكرم كل عام شخصية محلية، وأخرى عربية.
وتأسست «جائزة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة» عام 2015 وتمنح سنويّاً ضمن فعاليات قمَّة المعرفة، تكريماً لشخصيات ومؤسسات عالمية لها إسهامات واضحة في مجال إنتاج ونشر المعرفة الإنسانية وتطويرها، أما «جائزة محمد بن راشد للغة العربية»، فتمثل أرفع تقديرٍ لجهود العاملين في ميدان اللغة العربية أفراداً ومؤسسات، وتندرج في سياق المبادرات التي أطلقها سمو الشيخ، للنهوض باللغة العربية ونشرها واستخدامها في الحياة العامة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©