عدد اليوم
أشرف جمعة (أبوظبي)
يشكل الموروث الشعبي لدولة الإمارات محوراً مهماً في واقعها المعيش، فهو الذي يجسد حياة الآباء والأجداد ويقتفي أثرهم على مر الأيام والسنين فالبيئات التي عاصروها عبرت عن قدرتهم على التكيف مع ظروف الحياة.
ومر الزمن وأضحت التفاصيل اليومية حكايات نادرة، والاحتفالات الخاصة والعامة منهل عذب للتأريخ للعادات والتقاليد على أن لكل بيئة طابعها الذي يميزها حيث البيئة البدوية والجبلية والزراعية والبحرية.
واحتفت الإمارات بموروثها العريق عبر الحفاظ على مقوماته وجمع مصادرها من الرواة الثقات فنشطت حركة البحث مدعومة من الجهات المعنية فانطلق الكثير ممن لديهم رغبة في التقصي وتدوين التاريخ، وضجت المهرجانات التراثية بمفردات ثرية تظهر بجلاء عناصر هذا الموروث لتضيء للأجيال، وترسخ للمفاهيم الوطنية وقيم الولاء والانتماء.
معارض ومهرجانات
المهرجانات والمعارض التراثية حظيت بشهرة واسعة في الدولة مثل مهرجان قصر الحصن، ومهرجان دبي، وتراثنا الحي «الذي يعكس البيئات الأربع من تراث الإمارات، البدوية والجبلية والزراعية والبحرية، من خلال محطات تفاعلية تستعرض التقاليد الاجتماعية والصناعات التقليدية، ومعرض الصيد والفروسية، والعديد من المهرجانات التي ينظمها عليها نادي تراث الإمارات مثل مهرجان سلطان بن زايد التراثي الذي يعد من أعرق المهرجانات التراثية في المنطقة، والذي يرسم صورة مضيئة للماضي والحاضر في منطقة سويحان والمهرجانات التي تقام في منطقة الظفرة، والتي تجسد قيماً تراثية كبيرة، إضافة إلى ملتقيات السمالية التي جمعت أبناء الوطن على حب الموروث، فضلاً عن مهرجان الشيخ زايد التراثي الذي يقام في الوثبة.
مادي ومعنوي
تحتضن مدينة العين بعض المواقع الهامة المدرجة على قوائم اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، بما في ذلك واحاتها الست والمواقع الأثرية في هيلي وجبل حفيت وبدع بنت سعود. وهذا التصنيف ما هو إلا دليلٌ آخر على الأهمية الثقافية التي تمتزج في أركان هذه المواقع، ودورها في إبراز القيم المحلية والإرث الثقافي.
فن العيالة
وسجلت الإمارات فن «العيالة» في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة اليونيسكو، وتعد العيالة من أكثر فنون الأداء الشعبية انتشاراً في الإمارات ويُؤَدِّى هذا الفن الرجال والصبية الذين يحملون عِصي الخيزران، ويتحركون في انسجام مع إيقاع الطبول المنتظم. وتُقام عروض العيالة في حفلات الزفاف والمناسبات الوطنيّة والاحتفالات الأخرى.
وتمتلك الإمارات تاريخاً عريقًا وموروثاً ثقافياً وحضارياً غنياً بالكنوز الأثرية والتراثية والتي تعود إلى حضارات مختلفة نمت وازدهرت منذ ما يزيد على سبعة آلاف عام مضت.
وتتمتع بعض المواقع الإماراتية بقيمة استثنائية جعلت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو» تدرجها على قائمة التراث العالمي مثل مدينة «العين»، بالإضافة إلى سبعة عناصر من التراث الثقافي الإماراتي التي سجلتها المنظمة ضمن قائمتها للتراث الإنساني غير المادي وهي: المجلس، القهوة، الرزفة، الصقارة، التغرودة، العيالة، والسدو.
أماكن تراثية
وتفتح المواقع الأثرية المختلفة والقلاع والحصون المنتشرة في إمارة أبوظبي أبوابها للزائر، فتأخذه إلى أسرار التاريخ الذي يكشف حياة الأجداد، الذين صمدوا طويلا وتحدوا الظروف القاسية، ومن أبرز المواقع الأثرية والمتاحف في الإمارة: قصر الحصن الذي يقع في مدينة أبوظبي حيث يقف شامخاً يتحدى الزمن، يروي للأجيال الجديدة تاريخ الأجداد العريق وأمجادهم التليدة.
جسر المقطع
يعتبر من الآثار الخالدة في مدينة أبوظبي، يربض الحصن بالقرب من جسر المقطع وسط المياه منذ أكثر من مائتي عام، وتشير الوثائق التاريخية إلى أن عمليات بنائه تزامنت مع بناء قصر الحصن، وقد بني في تلك المنطقة لرصد ومراقبة أي تحركات معادية ضد السكان في ذلك الوقت، وكانت توجد بجواره قلعة صغيرة لحمايته لكنها تهدمت.
القرية التراثية
وتشمل هذه القرية التي تعيد الزوار إلى الماضي بيت الشعر براجيل ومسجداً ومجموعة من الدكاكين التي تحتوي على الأدوية الشعبية والحدادة والأواني الفخارية والنحاسية إلى جانب دكاكين للسخام والحطب والقصابة والخناجر والسيوف وتصليح البنادق ومتحف تراثي، وتعكس القرية التراثية الواقع المعيشي لمواطني أبوظبي والإمارات بكل تفاصيله خلال السنوات التي سبقت اكتشاف النفط، والذي يدل على عمق الأصالة وعراقة التاريخ وكرم الضيافة.
متاحف وآثار
تعكس المتاحف بمقتنياتها المختلفة النهضة التراثية والحضارية باعتبارها وسيلة ثقافية تتحقق من خلالها فوائد كثيرة مثل متحف العين، ومتحف دبي ومتحف الشارقة، ومتحف عجمان ومتحف رأس الخيمة الوطني ومتحف الفجيرة، إضافة إلى المتاحف المتخصصة التي تم افتتاحها في الشارقة مثل متحف التاريخ الطبيعي والمتحف العلمي ومتحف الشارقة للفنون ومتحف التراث.
وقد تم إنشاء متحف العين في عام 1997م، ويشتمل على أربعة أقسام رئيسية هي الآثار والهدايا والبترول والقسم الاجتماعي، ويضم المتحف مجموعة من القطع الأثرية التي تمثل الحياة الاجتماعية في الإمارات قبل عصر النفط.
متحف دبي
الذي هو عبارة عن قلعة الفهيدي التي يرجع تاريخها إلى عام 1800 حيث يعد المتحف سجلاً حافلا للحياة التقليدية والشعبية والتراثية حيث يشتمل على قسمين رئيسيين للتراث الشعبي والآثار، وتستخدم في عروضه التقنيات الحديثة والمتطورة.
متحف الشارقة
ويحتوي على كتب التراث والمخطوطات التاريخية والقطع الأثرية النادرة، وتوجد في الإمارة أيضا أربعة متاحف أخرى هي متحف التراث، ومتحف الفنون، والمتحف العلمي، ومتحف الشارقة للتاريخ الطبيعي، الذي افتتح في نهاية عام 1995، ويعد واحداً من أبرز وأحدث المتاحف العلمية المتميزة على مستوى المنطقة حيث يوثق باستخدام أحدث التقنيات المسموعة والمرئية كافة أشكال الحياة الطبيعية في الدولة بشقيها البيولوجي والجيولوجي.
أم النار
وهي جزيرة صغيرة قرب أبوظبي من الناحية الجنوبية الشرقية اكتشف فيها مدفن حجري، وقد نقشت على جدران بعض المدافن صور لحيوانات محلية. كما وجدت داخل هذه المدافن هياكل عظمية بالإضافة إلى مجموعات من الخرز وقطع القماش والأواني الحجرية والفخارية الملونة والمزخرفة، والأدوات النحاسية والبرونزية والعظمية، بالإضافة إلى متحف رأس الخيمة الذي يعد أحد الحصون التاريخية ويحتوي على الآثار القديمة في المنطقة، ويضم في أقسامه التاريخ الطبيعي والآثار.
