صحتك بالدنيا

كل عام وأنتم بخير.. أظن أنه ليس هناك أغلى ولا أهم من”الصحة”، وليس هناك منا من لا يشغل نفسه بصحته، أو على الأقل هو مشغول بمظاهرها وعلاماتها وأوجاعها وهمومها وأعراض ما يخدش مملكتها ولو بالتفكير أو السؤال. وقديماً قالوا: «الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى»، عافانا وعافاكم الله”. وأعتقد أن عددا غير قليل من الناس لديهم ميول طبيعية، وقلق فطري تلقائي على أنفسهم، ومن ثم فهم حريصون على تثقيف أنفسهم ولو بالحد الأدنى من الوعي والثقافة الصحية. فليس غريباً أن تشير دراسة أميركية حديثة أجريت على أكثر من خمسة آلاف شخص، إلى أن الموضوعات الطبية تنال الاهتمام الأكبر من شغف الناس بالقراءة أو حب المعرفة، وتحتل المكانة الأولى من بين عشرات المعارف والعلوم والاهتمامات الأخرى، سواء من خلال الكتب والصحف والمجلات والمنشورات والدوريات المطبوعة، أو من خلال تصفح المواقع الإلكترونية. .. واليوم، وكل أربعاء، نعود إليكم لنتواصل عبر هذه الصفحة، ونتطرق معاً إلى جوانب طبية عديدة، ونفتح معاً ملفات مهمة وشائكة أحياناً، بل ونعرج في مساحة معقولة أيضاً إلى الجوانب والأمراض النفسية والسيكولوجية وعلاقتها بالشخصية وبأنماط وأشكال التعامل اليومي من حياتنا المزدحمة صخباً وضغوطاً، وفي طرح علمي وموضوعي يثري ويرضي شغف القراء الأعزاء، لما لها من أهمية لا تقل عن الحالة الصحية الفسيولوجية بأي حال. .. وإذ نطرح اليوم موضوع الإفراط في تناول اللحوم وعلاقته بالأمراض الأخرى، ولاسيما ما يعرف بداء الملوك، للارتباط الزمني بأيام عيد الأضحى المبارك، لفتت اهتمامي دراسة أميركية أخرى حديثة للغاية تؤكد أن الإكثار من تناول اللحوم الحمراء يزيد من احتمال الإصابة بالعمى بمعدل النصف. وأشار الباحثون إلى أنهم توصلوا إلى هذه النتيجة بعد الاطلاع على العادات الغذائية لحوالي 6734 شخصاً تتراوح أعمارهم ما بين 58 و 69 سنة في ملبورن خلال الفترة ما بين 1990 و1994. وأوضحت الدكتورة إيلين تشونج أن هناك علاقة بين مرض”Age- related macular degeneration” الذي يصيب الناس عادة بعد الستين من العمر ويدمر الجزء الأوسط من شبكية العين ويتلف البصر في نهاية المطاف، وبين تناول اللحوم الحمراء. ويعرف أن هذا المرض من بين أكثر الأسباب التي تؤدي إلى فقدان البصر في أستراليا. .. بالطبع ليست هذه دعوة للكف عن أكل اللحوم.. وإنما أعود وأتذكر القول السابق:”الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى .... “ عافانا وعافاكم الله من كل سوء..وسلامتك عزيزي القارئ. khourshied.harfoush@admedia.ae