السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تقسيم العراق كارثة إقليمية

26 أكتوبر 2006 23:48
بغداد -ا·ف·ب: وسط المصاعب التي تواجهها الولايات المتحدة لاحلال السلام في العراق بسبب تصاعد اعمال العنف الطائفي، تزداد التوقعات بانقسام هذا البلد المضطرب الى دويلات متحاربة· وتسعى بعض الفصائل إلى السماح لها بتشكيل أقاليم تتمتع بحكم ذاتي على أسس عرقية أو طائفية في ظل إطار فيدرالي فضفاض، وتؤكد في الوقت نفسه على أنها لا ترغب في تقسيم العراق· إلا أن المراقبين حذروا من أنه إذا سمح رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أو مؤيدوه الأميركيون بحدوث ذلك أو حتى التشجيع على حدوثه، فان النتيجة ستكون كارثة وحرب اهلية تؤدي الى مقتل المزيد من المدنيين وزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط كله· وقال دومينيك موازي من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية إن نظرية تقسيم العراق ''طرحت في السابق، ولكن السبب في عدم تشجيعها هو ان الجميع يعلمون ثمن التقسيم''· ويرى بعض المراقبين الغربيين الذين يشعرون باليأس من العنف الطائفي والقومي الذي يعم مختلف مناطق العراق، أن تقسيم البلاد الى اقاليم يعني نهاية الحرب· إلا ان العديد من الخبراء لا يرون في ذلك الا كارثة اذا ما سمح بالتقسيم· وتقول الدكتور ليلى خليلي المحاضرة في سياسة الشرق الاوسط في كلية الدراسات الشرقية والافريقية في لندن ''إن أجزاء كثيرة من العراق يسكنها خليط من مختلف الديانات والاثنيات العراقية''· وتضيف ''كركوك ليست حكرا على الاكراد، فيوجد فيها أقلية كبيرة من العرب السنة، وبغداد فيها أعداد كبيرة من الشيعة''· وفي محافظة ديالى الخصبة شمال بغداد، على سبيل المثال اجبرت الجماعات السنية المتطرفة عشرات الاف العائلات الشيعية على النزوح من منازلها، فيما تقوم المليشيات الشيعية بطرد عائلات سنية من عدد من أحياء بغداد· إلا ان النزاع لا يدور فقط بين السنة والشيعة، اذ يقول الخبير الفرنسي موازي إن ''التقسيم لن يحل مشكلة النزاع بين الشيعة انفسهم''· وترى الخليلي ان السبب الذي يجعل الحكيم يسعى الى الدعوة الى التقسيم، هو انه ''يامل في ان يهيمن المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يحظى بدعم ايران على الحكومة الاقليمية ويفرض سيطرة انصاره على حقول النفط الرئيسية والموانئ في العراق''· اما الفصائل الشيعية القوية الاخرى ومن بينها الفصيل الذي يقوده مقتدى الصدر وميليشيا ''جيش المهدي'' التي يقودها، فهي اقل حماسا لاية خطة يمكن ان تهمش شيعة بغداد· وقد وقعت العديد من الاشتباكات الدامية بين جيش المهدي وبين قوات الامن الحكومية التي يعتقد انها مخترقة من قبل ميليشيات شيعية اخرى· وتثير مسالة التقسيم قضية الاستقرار في المنطقة والذي كان احد الاهداف المعلنة من الغزو الاميركي للعراق وتعثر تحقيقه بسبب سفك الدماء الدائر في البلاد· وقالت الخليلي ''لا أعتقد أن الإيرانيين أو الأتراك يحبذون التقسيم لان ذلك سيعني فوراً أن الأكراد سيحصلون على دولتهم المستقلة''· وتشير إلى أن ذلك ''سيثير المشاكل بالنسبة لايران وتركيا فيما يتعلق بالاكراد الذين يسكنون هذين البلدين''· وحذرت من أن العديد من الاكراد يطمحون الى ان تضم دولة كردستان المستقبلية مناطق شاسعة من العراق وإيران وتركيا وسوريا· وبالنسبة لدومينيك موازي فان إيران قد ترغب في أن تقام منطقة حكم ذاتي شيعية تخضع لنفوذها، إلا أن هذا يقلق بدوره الدول المجاورة للعراق·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©