الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مصر تواجه عنف «الإخوان»

مصر تواجه عنف «الإخوان»
17 أغسطس 2013 22:30
عاشت مصر على وقع مزيد من الصراع الأهلي يوم الجمعة الماضي بعدما سلكت التظاهرات التي يدبرها «الإخوان المسلمون» والمناوئة للحكومة منحى عنيفاً، بين قوات الأمن والمتظاهرين والمدنيين المسلحين من كلا الجانبين. وخلال هذا اليوم العاصف الذي اجتاح وسط العاصمة أمكن سماع أزيز الرصاص ورؤية العربات المصفحة وهي تمر بسرعة في الشوارع، فيما تشكلت لجان شعبية يحمل عناصرها سكاكين وعصياً في مختلف نقاط التفتيش مع تصاعد أعمدة الدخان من بعض المباني خلال اليوم الذي أطلق عليه «الإخوان» تسمية «يوم الغضب»، وكل ذلك في إشارة غير مريحة لما قد ينتظر مصر خلال الأيام المقبلة من أوقات صعبة. ولعل اللافت والمثير للقلق في الوقت نفسه هو أنه على رغم تصاعد العنف وسقوط عدد من القتلى فقد غابت كلياً دعوات ضبط النفس والتزام الهدوء، بحيث بدا كل من «الإخوان المسلمين» ومعارضيهم من الأحزاب السياسية متشبثين بمواقفهم دون وجود إشارات لاحتمال التوافق على حل وسط وتجنيب البلد المزيد من العنف والفوضى. وفيما كان الصراع محتدماً في الشوارع زعم «الإخوان المسلمون» أن 213 قتيلاً سقطوا يوم الجمعة عندما انتقل العنف من ميداني رابعة العدوية والنهضة، اللذين شهدا تدخلاً من قوات الأمن، إلى ميدان رمسيس وسط القاهرة، وشاركت فيه لأول مرة عناصر مدنية تنتمي إلى ما يسمى باللجان الشعبية. وعلى رغم أن عدد القتلى كان أقل مما سقط في عملية إخلاء ميدان رابعة العدوية التي جرت يوم الأربعاء الماضي، والذي قدره البعض بحوالي 600 قتيل، إلا أن الوضع مع ذلك كان دامياً بسقوط، حسب تقديرات «الإخوان»، قرابة 100 قتيل. هذا ولم يقتصر العنف على القاهرة وحدها، بل نقلت تقارير إعلامية مظاهر أخرى للعنف اندلعت في مدن كالإسكندرية والإسماعيلية، وعلى رغم الخسائر الكبيرة في الأرواح فقد دعت جماعة «الإخوان» لاستمرار التظاهرات لأسبوع في مواصلة للعنف الذي تعرفه البلاد منذ الشهر الماضي بعد عزل محمد مرسي. وتحت دعوى الاحتجاج أيضاً على فض الاعتصامات. وفي المقابل جاء الموقف الحكومي حازماً وبعيداً عن أي رغبة في التراجع، ففي تصريح أدلى به المجلس الوزاري في صحفته على الفيسبوك أكدت الحكومة أن «القوات المسلحة المصرية والشرطة وشعب مصر العظيم يقفون يداً واحدة في وجه المخطط الإرهابي الذي يحيكه الإخوان المسلمون ضد مصر». وهذه اللغة الحاسمة والقوية تسلط الضوء على الدرجة التي وصل إليها غضب المصريين، وحجم الاستقطابات والانقسامات الآن بين المصريين بعدما شاركوا جميعاً في ثورة يناير 2011 التي أطاحت بنظام مبارك. وتلك الانقسامات السياسية والأيديولوجية الحادة كانت وراء التظاهرات الحاشدة التي خرجت إلى الشوارع وانتهت بعزل الرئيس مرسي في الثالث من شهر يوليو المنصرم. وعن أعمال العنف التي تقول الحكومة المصرية إن للعناصر التابعة لـ«الإخوان» يداً فيها وتعزز كلامها في ذلك وسائل الإعلام مثل الفيديو الذي يظهر بعض المدنيين وهم يطلقون الرصاص، قال محمد عقدة، المتحدث باسم التحالف المعارض «لن أتفاجأ إذا ما لجأ بعض الشباب إلى العنف»، مضيفاً «الناس تشعر بالغضب، ولم يعد بالإمكان السيطرة على الشباب». وقد كان لافتاً أن الرئيس أوباما، على رغم إبدائه للقلق مما يجري في مصر من عنف عقب فض الاعتصامين في رابعة العدوية والنهضة، لم يعلق على أحداث العنف الأخيرة في رمسيس، حيث اكتفى في ردود فعله على التطورات الدامية بإلغاء مناورات «النجم الساطع» العسكرية التي كانت مقررة مع الجيش المصري، هذا قد نشبت أعمال العنف ليوم الجمعة الماضي عندما توجه المتظاهرون الذين تم تفريقهم من ميادين الاعتصام في وقت سابق إلى ساحة رمسيس وسط القاهرة، حيث ما أن اقتربت المسيرة من الميدان حتى نشبت أعمال عنف اتجه بعدها المتظاهرون إلى الاحتماء بأحد المساجد القريبة الذي تحول إلى ما يشبه المستشفى الميداني مستقبلاً القتلى والجرحى. وبحلول الليل قيل إن عدد القتلى في المسجد قد وصل إلى 64 قتيلاً حسب «هاني نواري»، أحد الأطباء المتطوعين الذي كان يسعف الجرحى. وفيما كان ميدان رمسيس يشهد مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين اندلعت أعمال عنف أخرى على أحد الجسور فوق النيل بعدما سعت قوات الأمن ومعها عناصر من اللجان الشعبية، لمنع عبور المحتجين للانضمام إلى مظاهرات ميدان رمسيس. لكن العنف لم يصدر فقط من رجال الشرطة، بل جاء أيضاً من المتظاهرين، حيث شوهد بعضهم وهم يحيطون برجل ينتمي إلى اللجان الشعبية ويشبعونه ضرباً إلى أن فقد الوعي. وعلى رغم محاولة البعض مساعدته، يبدو أنه قد تلقى ضربات أخرى إلى أن نقل بعيداً مضرجاً في دمائه، أما داخل المسجد بمحيط ميدان رمسيس فقد عمل الأطباء المتطوعون لإنقاذ حياة الجرحى الذين نقلوا بأعداد كبيرة إلى داخله في ظل غياب تام للمعدات الطبية، حيث لطخت الدماء أرضية الجامع، فيما سجيت جثامين الضحايا في صفوف إلى جانب الجرحى الذين لفظ عدد منهم أنفاسه الأخيرة بسبب ضعف الرعاية الطبية المناسبة وخطورة الجروح والإصابات التي كانوا يعانون منها. ‎ليز سلاي وأبيجيل هوسلونر القاهرة ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©