الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأجهزة الإلكترونية تفتح الباب أمام أساليب عصرية في التربية والتعليم

الأجهزة الإلكترونية تفتح الباب أمام أساليب عصرية في التربية والتعليم
9 فبراير 2010 20:21
ليس الحديث عن تأثير التكنولوجيا على الثقافة والتحصيل المعرفي بجديد. فمنذ انطلاق الثورة الصناعية في القرن السادس عشر بدأت الملامح القوية لهذا التأثير بالظهور من خلال ابتداع تقنيات الطباعة الآلية والتي قيّض لها أن تضاعف عدد ما ينشر من الكتب بألوف المرّات. ويشهد البشر اليوم تأثيرات وتداعيات مشابهة لتلك بسبب السرعة العجيبة لتطور وانتشار الأجهزة الإلكترونية اليدوية التي تندرج جميعاً ضمن إطار الوسائط الإعلامية المتعددة. وكان الحدث الأكبر في هذا الميدان قد تمثّل بإطلاق الكمبيوتر المحمول الصغير ذي الشاشة التي تعمل بخاصة اللمس “آبل آي باد” والشبيه بلوح الكتابة الذي يستخدمه الأطفال. وجاء الجهاز الجديد وهو يحمل خصائص وميزات عشرات الأجهزة اليدوية المختلفة مثل الهاتف الذكي المحمول “آي فون” وأجهزة المطالعة الإلكترونية والنيتبوك والنوتبوك وحتى منصّات ألعاب الفيديو. ولعل التأثير الكبير لمثل هذه الأجهزة على الثقافة يتجلّى فيما تخبئه وراء شاشاتها من ملايين الكتب التي يمكن استظهارها وقراءتها بسهولة تامة وببضع ضغطات بالإصبع على الشاشة. وبالرغم من قصر المدة التي انقضت على إطلاق “آي باد” والتي لا تتعدى الشهر الواحد، إلا أن العشرات من كبريات دور النشر العالمية سارعت للتعاقد مع شركة “آبل” لنشر إصداراتها من الكتب بالصيغة الرقمية التي يمكن تداولها عبر الجهاز الجديد. ومن أشهر الصفقات التي أعلن عنها مؤخراً، تلك التي أبرمتها عدة دور للنشر مع شركة “سكرولموشن” ScrollMotion لتحويل نصوص كتبها إلى الصيغة الرقمية استعداداً لبيعها لشركة “آبل” التي تعتزم إطلاقها على الجهاز “آي باد”. وقد تكون الخطوة المقبلة أعظم تأثيراً ليس على النواحي الثقافية وحدها، بل وأيضاً على النظام التربوي والتعليمي بعد أن وصف “آي باد” بأنه الجهاز الذي ينتظر أن يغيّر أساليب التعليم بكافة مراحله من خلال استخدامه كمنصة لتحميل الكتب والمناهج والمقررات. ويقول ريك كرانينبورجز رئيس قسم ترقية التعليم العالي في مدينة “ماكجرو هيل” في الولايات المتحدة وأحد الناشرين المشاركين في المشروع التي تتولى شركة “سكرولموشن” إنجازه: “لطالما بقي الناس منذ ربع قرن يتحدثون عن التأثير العميق للتكنولوجيا على أساليب التعليم. ويبدو الآن بوضوح أن هذا التأثير سوف يقع بالفعل خلال العام الجاري 2010”. والآن، ينشغل عشرات الناشرين المتخصصين بنشر وتوزيع الكتب والمناهج التعليمية، بتحويل إصداراتهم إلى تطبيقات رقمية قابلة للاستظهار على شاشة “آي باد” وبقية الأجهزة الرقمية المتطورة. ومن أشهرهم “كابلان إنكوربوريتد” التي تمتلكها شركة “واشنطن بوست”، وشركة “هوتون ميفلين”. ويمكن للمتابع لما يجري في الأسواق أن يلاحظ ما يشبه الحمّى التي تسري في أروقة ومكاتب دور النشر الكبرى التي بدأت تضخّ كل ما تدّخره من أموال في قطاع “التعليم الرقمي”. وصحيح أن الكثير من الطلاب كانوا سباقين منذ سنوات لاستخدام أجهزة “اللاب توب” و”النوتبوك” و”النيتبوك” في العملية التعليمية، إلا أنهم كانوا يواجهون مشكلة نقص المحتوى الرقمي من الكتب الإلكترونية التي يمكن استظهارها على أجهزة الكمبيوتر المكتبية الثابتة والثقيلة. وأما الآن، فإن الأجهزة الإلكترونية الذكية الخفيفة والقابلة للحمل مثل “آي باد”، هي التي ستقدح الثورة الجديدة في أساليب التربية والتعليم. عن صحيفة “وول ستريت جورنال”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©