الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مهرجان الشيخ زايد التراثي.. «ذاكرة الوطن» يبحر بجمهــوره في تاريخ الإمارات

مهرجان الشيخ زايد التراثي.. «ذاكرة الوطن» يبحر بجمهــوره في تاريخ الإمارات
2 ديسمبر 2018 00:42

أحمد السعداوي (أبوظبي)

يعد جناح «ذاكرة الوطن» الذي ينظمه الأرشيف الوطني التابع لوزارة شؤون الرئاسة، من أهم العناصر المكونة لفعاليات مهرجان الشيخ زايد التراثي، بقدرته على حفظ وتوثيق مراحل التاريخ الإماراتي عبر أعداد هائلة من الوثائق والصور والأفلام التاريخية، وغيرها من الأساليب التي يطالع الجمهور نماذج منها باستخدام وسائل تكنولوجية متطورة على مدى أيام الحدث التراثي الكبير الذي تستضيفه منطقة الوثبة في أبوظبي ويستمر حتى 26 يناير المقبل، مقدماً لجمهوره وجبة تراثية حافلة بألوان التاريخ والثقافة الإماراتية، إلى جانب عديد من بلدان العالم تشارك أبناء الإمارات عرسهم التراثي السنوي المتوج باسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والذي يعد المهرجان تأكيداً لرؤيته في حفظ تراث الإمارات ونقله في أبهى صورة إلى الأجيال الجديدة والعالم برعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات ودعم من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبإشراف ومتابعة سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.

كلمات مأثورة
مروراً من البوابة الرئيسة للمهرجان، ثم مطالعة عدد من الأجنحة والأركان التي تحمل صوراً مدهشة من الموروث الشعبي الإماراتي، يتجه الزائر يميناً ليطالع جناح «ذاكرة الوطن» بتصميمه الخارجي المدهش والمزين ببعض الكلمات المأثورة للشيخ زايد، والتي تتضمن بعضاً من فكره ومبادئه وأهمية حفظ التاريخ والاعتزاز به وجعله أساساً لحركة البناء والتطوير في المجتمع الإماراتي، حيث تبدأ الجولة داخل الجناح بالوقوف إلى أجهزة لوحية، ليتعرف من خلالها الجمهور على مكونات الجناح وأهم الأقسام المكونة له عبر «كبسة زر» تكشف له الكثير من الوثائق والمحتويات التابعة للأرشيف الوطني، ويُعرض الكثير منها داخل الجناح.
وبعد الإبحار في تاريخ الشيخ زايد والإمارات عبر الأجهزة اللوحية، ينتقل الزائر إلى ركن آخر يحوي مجموعة من الصور للشيخ زايد تمت معالجتها بالتكنولوجيا الحديثة، بحيث تتحرك الصور بشكل بطيء لتمنح الجمهور مزيداً من التفاعل الحي مع هذه الصور التاريخية، يعقبها عرض مجموعة أخرى نادرة على جدران الجناح، ثم عودة لأساليب التكنولوجيا الحديثة، حيث يقف الزائر أمام إحدى الشاشات وتحت بقعة ضوئية معينة، وبمجرد الوقوف، يبدأ «الصوت والفيديو»، سارداً مراحل معينة من تاريخ الدولة بأسلوب جديد يراه الجمهور للمرة الأولى.


شجرة عائلة آل نهيان كاملة، احتلت الركن التالي، حيث يمكن للجميع التعرف على أفراد العائلة من الشيخ زايد الكبير، مع إتاحة تطبيق يمكن تنزيله على الهاتف يحمل معلومات أكثر عن تاريخ وشخصيات آل نهيان في المنطقة، ثم مجموعة أخرى من التكريمات من المملكة العربية السعودية وبعض البلدان، للشيخ زايد تأكيداً على عمق العلاقات التاريخية والأخوية بين الإمارات ودول المنطقة.
ويجد الزائر مجموعة من الصور المتحركة والنادرة، تحكي عن جهود الشيخ زايد في الإعمار وزراعة الإمارات وتفقده لمشروعات الكهرباء والمياه، إضافة لصور لمطار أبوظبي القديم وغيرها من المعالم التاريخية في مختلف أنحاء الدولة، تجاورها مجموعة من المقتنيات، وكتب نادرة عن الإمارات.

فيديوهات وصور
وبعد ذلك يطالع الزائر، ركناً مميزاً يستعرض فترة حكم الشيخ زايد لإمارة أبوظبي، والعين، عبر مجموعة من الفيديوهات والصور النادرة تلقي الضوء على الفترة السابقة لإعلان قيام دولة الإمارات في 2 ديسمبر 1971، وما دار في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الإمارات.
ثم ننتقل إلى قسم خاص يسرد فترة تولي الشيخ زايد حكم الإمارات من 1971 حتى رحيله عام 2004، ويأخذ شكلاً بديعاً مستوحى من البيئة الإماراتية، يتوسطه مجسم كبير لواحد من الإبل وغزال في وسط الصحراء، وفي الخلفية مجموعة من الرسومات والظلال التي تتناول مراحل تطور الإمارات خلال فترة حكمه، وانتشار المباني الشاهقة ومظاهر العمران والحضارة في مختلف أرجاء الدولة، وكيف كان يهتم بالمواطنين ويجلس إليهم ويلبي كل احتياجاتهم، وكذا اهتمامه بالتعليم وغيره من مناحي الحياة في الإمارات.
كما يعرض هذا القسم بعض الهدايا التذكارية التي تلقاها الشيخ زايد خلال فترة رئاسته للدولة مثل جزء من جدار برلين وغير ذلك من المقتنيات الفريدة، إضافة لصورة نادرة لأول مشاركة لأبوظبي في معرض إكسبو في اليابان عام 1970، وخريطة للمعرض يزينها جناح أبوظبي، ومع بقية معروضات ذاكرة الوطن، يبحر الجمهور في رحلة مدهشة إلى أعماق التاريخ الإماراتي ودور الشيخ زايد في تأسيس وقيام الدولة التي صارت في طليعة دول العالم، اعتماداً على ما أرساه من أفكار وقيم وإنجازات عظيمة يشهد بها التاريخ.

ثلاث حقب
وقال عمر الكعبي، مدير مشروع ذاكرة الوطن، إن الجناح يشارك في فعاليات المهرجان للمرة السابعة هذا العام، ويتناول ثلاث حقب تاريخية في حياة الشيخ زايد، الأولى من عام 1946 حتى 1966 خلال فترة حكم الشيخ زايد للعين، حيث اشتهر بشخصيته القيادية بين سكان المنطقة، وحظي بسمعة طيبة، وكان نموذجاً يُحتذى به في إدارة الحكم، وتمثَّلت مبادئ القيادة لديه في بناء الروابط القوية بينه وبين أفراد شعبه.
الثانية تتناول حكمه لإمارة أبوظبي من 1966 وحتى رحيله 2004، والتي بدأت بتحقيق إصلاحات واسعة في البلاد، فشرع يطور التعليم والصحة، ويخطط لتطوير المدن وتوفير المساكن لأفراد الشعب، ووضع برنامجاً ضخماً لعملية الإنماء، وكان من أولوياته الاهتمام بالبنية التحتية، وإقامة المدارس والمستشفيات، وتوفير جميع الخدمات.


الفترة الثالثة إبان حكمه للدولة من 1971 حتى 2004، حين بدأ يتابع شؤون الدولة، واهتم بالاقتصاد والتعليم، والتراث والثقافة، وحافظ على سمعة الدولة حين عمل على نشر الأمن والاستقرار في ربوعها، والسير قدماً في عمليات النهضة وتطوير البلاد في كافة المجالات.
وبعد ذلك يعرض الجناح لإرث زايد المستقبل، متطرقاً إلى الشخصيات التي ارتبطت بالعمل مع الشيخ زايد، كما يتزين الجناح بمجموعة من أقواله يتم عرضها عبر شاشة مرئية.
ولفت الكعبي، إلى أن وسائل العرض على الجمهور هذا العام اعتمدت على التكنولوجيا بشكل كبير لتوصيل المعلومة إلى أكبر عدد بأسلوب سهل، يجعل الزائر يتعرف بـ «كبسة زر» على الكثير مما يتعلق بتاريخ الدولة، وصولاً إلى عصر الفضاء الذي وصلته الإمارات مؤخراً، وكيف أن الشيخ زايد أهتم بهذا الأمر منذ زمن بعيد، حيث حرص على الالتقاء برواد الفضاء، وهو النهج الذي سارت عليه القيادة الرشيدة حالياً وما صحبه من إنجازات للإمارات في عالم الفضاء، وكل ذلك مثبت بصور ووثائق لدى الأرشيف الوطني، بوصفه واحدة من أهم الجهات في الدولة التي تحفظ وتوثق تاريخ الإمارات، وتعمل على توصيله للأجيال القادمة.

مسيرة الإمارات
من زوار جناح ذاكرة الوطن، أشاد الوالد نصر حسن، بالدور الكبير الذي يقوم به في التعريف بتاريخ الإمارات بشكل موثق وعلمي، ويعتمد على التكنولوجيا بما يتناسب مع الأجيال الجديدة واهتماماتهم، حيث يمكنهم معرفة جوانب مسيرة الإمارات وتطورها خلال الدقائق القليلة التي يزورون فيها جناح ذاكرة الوطن.. وقال: جهد كبير من قبل القائمين على الجناح، ونتمنى أن تسير على خطاه الكثير من الجهات الأخرى، لتوصيل رسائل التراث والتاريخ الإماراتي بشكل مبتكر يناسب الأجيال الصاعدة.


مرسل الصيعري، عبر عن سعادته بعرض هذا العدد الكبير من الصور والوثائق التاريخية عن الإمارات في مهرجان الشيخ زايد التراثي بهذه الأساليب الحديثة التي يقبل عليها الصغار، وبالتالي يتعرفون على تاريخهم وماضيهم بسهولة، وتترسخ لديهم الكثير من القيم والأفكار الجميلة.
علي الصيعري، طلب من والده الذهاب معه إلى مهرجان الشيخ زايد التراثي، بعد أن عرف عنه من أصدقائه، وأن به كثيراً من الفعاليات التي تناسب كل الأعمار، سواء من خلال الأجهزة التكنولوجية الحديثة المتوافرة في الجناح أو ركن الألعاب التفاعلية، حيث قضى بالفعل أوقاتاً جميلة في أجنحة المهرجان المختلفة، ومنها «ذاكرة الوطن»، ويتمنى زيارته أكثر من مرة ليكرر هذه التجربة.

أول ناقلة نفط
زين مجسم لأول ناقلة نفط تحركت من أبوظبي، أحد أركان الجناح، وسميت السفينة «بريتش سيجنال»، حيث تحركت للمرة الأولى في يوليو عام 1962 من أبوظبي إلى جزيرة داس التي تقع أقصى جنوب الخليج العربي على بعد 170 كيلو متراً من العاصمة، وتحوي الجزيرة مطاراً وخزانات للغاز والنفط، وتحتل أهمية كبرى في اقتصاد وتاريخ الإمارات.
ويلقي هذا الركن الضوء على أهمية الجزيرة من خلال عدد من الوثائق والمجسمات الخاصة بجزيرة داس خلال فترة حكم الشيخ زايد لإمارة أبوظبي.

ركن البرامج التعليمية
قال عمر الكعبي، مدير مشروع ذاكرة الوطن، إن ركن البرامج التعليمية والأطفال الذي يزين الجناح، يركز على ترسيخ تاريخ الإمارات والمنطقة عبر وسائل تكنولوجية حديثة وألعاب تفاعلية وتقنية «روبوتات المعرفة» التي يقوم الزوار بتركيبها وتسييرها، والتي تستقطب الأطفال، الذين يتعلمون من خلالها الكثير عن تاريخ وطنهم والمبادئ والقيم التي قام عليها.

منصة الكتب
تضم منصة ذاكرة الوطن ركناً خاصاً بمكتبة الإمارات، يتيح لزوار المهرجان فرصة الحصول على إصدارات الأرشيف الوطني، وفي مقدمتها الكتب التي توثق جوانب من التاريخ الحافل للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتقدم للزوار إصدارات الأرشيف الوطني التي تحمل عبق الذكريات والرؤى المستقبلية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©