الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شرق آسيا..«مارد»صنعه ضعف الغرب!!

شرق آسيا..«مارد»صنعه ضعف الغرب!!
21 يناير 2015 23:28
معتز الشامي (سيدني) لماذا يتفوق الشرق على الغرب في آسيا؟ سؤال يبدو من واقع المقارنة عصياً على الإجابة، ولكن من واقع استقراء المشهد نكتشف أنه أسهل كثيرا مما نتخيل.. ولا نكذب لو قلنا أن تفوق الشرق عبارة عن «شبح» صنعناه بأنفسنا، بسبب ضعفنا، الذي تسبب في تكرار الإخفاقات العربية والخليجية خلال السنوات الأخيرة، وذلك بسبب تضخيم المنافس دائما، حتى تحول إلى «بعبع» نخشى من مواجهته أو الوقوع أمامه في تصفيات دولية أو قارية، فنلتقيه بعقلية الهزيمة وروح الإحباط، فنخسر المواجهة قبل أن نلعب. وتقول الحقيقة إن انبهارنا بـ«شرق آسيا» يتوقف عند دولتين فقط، تقدمان المستوى المميز في كرة القدم، هما اليابان وكوريا الجنوبية فقط، بينما تغيب الصين وكوريا الشمالية وهونج كونج وباقي دول الشرق، وإذا تم التعامل مع أستراليا على أنها من دول الشرق، فهي أيضاً لا تعتبر «البعبع» إلا في عقولنا فقط. وإذا كنا قد رصدنا أسباب التراجع في غرب آسيا ومنتخبات الخليج خلال البطولة الحالية، فاليوم نؤكد خلال حلقة اليوم من ملف «أحلام الكرة الآسيوية»، أن شرق آسيا ليس تلك القوة المخيفة، لكن دون أن نقلل من قيمة اللعبة في اليابان وكوريا تحديداً، كونها قوتين كرويتين في القارة الصفراء. ويرى الكثيرون في بيت الكرة الآسيوية ونقصد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، أن قوة الشرق إلى تراجع، من حيث الميزانيات وخطط التطوير، بينما تكمن قوة المستقبل في العديد من دول الغرب، التي ظلت تهتم كثيراً بالتطوير خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتحديداً الإمارات والسعودية، ويضاف إليهما أوزبكستان كقوة صاعدة من غرب القارة، إضافة إلى القوة «الطبيعية» المتوفرة في العراق كدولة مليئة بالمواهب واللاعبين المميزين، وأيضاً إيران كقوة كروية مستقلة. ويعني ذلك وجود 5 قوى كروية في غرب القارة الصفراء يراهن عليها الاتحاد الآسيوي للعودة إلى المشهد الكروي بالقارة، ويعلم أنها تعمل وفق خطط ومناهج للتطوير، مقابل قوتين فقط لا تزالان مسيطرتان وهما كوريا واليابان. وإذا كانت اليابان قد فازت بلقب كأس آسيا 4 مرات، فهي بدأت نهضتنا في منتصف التسعينيات، أما كوريا فلم تفز باللقب سوى في نسختيه الأولى والثانية في ظل مشاركة 4 منتخبات فقط بعد فوزها على هونج كونج والصين، ووقتها كانت فترة أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات حيث لم يكن للعبة كرة القدم أي حضور في آسيا عموما، باستثناء قوة غرب القارة التي تعتبر الكرة هي «لعبة شعبية أولى»، وهذا هو أحد مكامن القوة في الغرب، والتي يقدرها الاتحاد الآسيوي بكامل هيئاته. أما في الغرب، فيمتلك المارد السعودي، الذي يمر بـ«كبوة» حاليا، سجلاً مشرفاً، وهو حقق لقب كأس آسيا 3 مرات من واقع وصوله للنهائي 6 مرات، ما يعني أنه سيد منتخبات آسيا في المحفل القاري من واقع نتائجه، بينما اليابان لم تصل للنهائي إلا 4 مرات، وفازت فيها جميعا باللقب. ومن واقع مشاركات الشرق في المحفل القاري، لم نر أي بصمة لأي منتخب آخر غير كوريا واليابان، ما يعني أن استخدام مصطلح منتخبات «شرق آسيا» القوية، عبارة عن «تسويق مبالغ فيه»، أدى لبناء حاجز نفسي بيننا وبين منتخبات الشرق وفرقها، وتسبب في تحويل الأمر إلى «بعبع مخيف» في عقولنا فقط، بسبب المبالغة في التضخيم الإعلامي لأنديته ومنتخباته بمختلف المراحل السنية، رغم أن هذا الأمر لا يتم هنا في الشرق، الذي لا يخشى مواجهتنا بنفس القدر الذي ينتابنا عند مواجهته. وإذا كنا نتفوق في دول غرب القارة بالشغف الجماهيري وعشق اللعبة، فهم في الشرق ينفقون ملايين الدولارات سنوياً للعمل على نشر اللعبة في المجتمع، وإن كانت اليابان وكوريا قد حققتا نجاحات في هذا الأمر بفعل الدور الكبير الذي لعبته المدارس في هذا الجانب، والتي تحولت إلى مورد للمواهب والكشف عنها، فنحن لا نزال نعتمد على الأندية للكشف عن المواهب وتقديمها في المراحل السنية». أما من ناحية الميزانيات التي ترصد للعبة، فهم يتفوقون عنا في الإنفاق على مشاريع التطوير والمنتخبات والحكام والأجهزة الإدارية والفنية، حيث ينفق الاتحاد الياباني من واقع مستندات الاتحاد الآسيوي ما يقرب من 130 مليون دولار، وتنفق الصين 110 ملايين، وكوريا 90 مليون دولار، بينما تنفق أستراليا 60 مليونا، وتنفق كوريا الشمالية 20 مليونا، بينما في الغرب تنفق السعودية 30 مليون دولار سنويا في المتوسط على المنتخبات، وتنفق الإمارات 30 مليون دولار أيضاً، وتنفق الكويت أقل من 10 ملايين، وتنفق العراق أقل من 7 ملايين دولار. ويبدو أن مصدر الوقود الحقيقي لقوة منتخبات اليابان وكوريا دون غيرها في شرق آسيا، وحتى أسباب تفوقها علينا في الغرب تكمن في وجود المحترفين خارج الحدود، ليس في دوريات آسيا فقط، ولكن في أوروبا، حيث تمتلك اليابان أكثر من 40 محترفاً في دوريات أوروبا بشكل عام، وتملك كوريا 18 محترفاً، بينما لا تملك دول غرب آسيا قاطبة إلا ما يعد على أصابع اليد والواحدة إذا وجد. دوت: هناك أكثر من كوريا واليابان في آسيا سيدني (الاتحاد) قالت الأسترالية مويا دوت عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الآسيوي: «قارة آسيا كبيرة وضخمة، ولا يجوز سيطرة منتخبين فقط عليها من حيث الألقاب والإنجازات.. آسيا ليست كوريا واليابان فقط، فهناك قوة أخرى موجودة على الخارطة مثل أستراليا وإيران، وأوزبكستان، والسعودية، وقوة ناشئة نتوقع لها تقديم الأفضل في المستقبل من واقع الاهتمام بإعداد النشء ومنتخبات المراحل السنية، مثل الصين، الإمارات، الأردن، قطر». وتابعت: «الاتحاد الآسيوي والمكتب التنفيذي يدركان أن الخلطة السحرية لتطور اللعبة هي الاهتمام بالمستقبل وقواعد الناشئين بشكل علمي وصحيح، مع الاهتمام أيضاً بالاحتراف ليس فقط اللاعبين، ولكن الإداريين أيضا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©