السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

محمد يوسف: «مصمم الجرافيك» يبحث عن الأفكار الغريبة ويراهن على ابتكار الدهشة

محمد يوسف: «مصمم الجرافيك» يبحث عن الأفكار الغريبة ويراهن على ابتكار الدهشة
20 أغسطس 2011 22:35
عندما يرتبط العمل بالموهبة والرغبة، سيبدأ الإبداع يتلألأ في سماء صاحبه، ويسبح معه في فضاءات واسعة ليأتي بما هو جديد وغير مألوف.. تماماً كما هي الحال مع المصمم الإعلاني محمد يوسف، 24 سنة، الذي تخرج من معهد تصميم في سوريا وحصل على شهادة دولية في تصميم الجرافيك، ويعمل حالياً في إحدى شركات الدعاية والإعلان في أبوظبي. لمسة من الإبداع يعرفنا محمد يوسف بداية بمصمم الجرافيك أو الجرافيك أو الـ “ديزاين” كما هو متداول بيننا، ويقول “مصمم الجرافيك هو من يقوم بإضفاء لمسة من الإبداع والجمال، تتكون من قطعة فنية تجمع بين الكلام والرسومات والاتصال لتوصيل رسالة فعالة من خلال هذا التصميم سواء كان شعاراً، أو بروشوراً أو صحيفة أو ملصقاً أو إعلاناً، بالتالي يقع على عاتقه إظهار التصميم بصورة إبداعية رائعة يرتاح لها الناظر”. ويضيف مبيناً سبب اختياره لمهنة التصميم: اخترتها لأنها هواية قبل أن تكون مهنة أعيش منها، وما جذبني إليها أنها ترضي الحس الفني الإبداعي الموجود لدي، حيث لا مجال للملل أو الروتين فيها، فهي مهنة متجددة وتستفز خيال المصمم ليأتي بأفكار جديدة غير مسبوقة أو يقتبس من أفكار غيره ويطورها بلمساته الفريدة”. لوحة فنية أما عملي فهو محاولة لتحويل الأعمال العادية إلى لوحة فنية معبرة تتناغم فيها الرسومات والألوان والصور والكلام واللمسات التي أقوم بوضعها على التصميم بشكل ترتاح له عين المشاهد أو العميل، وكل يوم أنجز مجموعة من الأعمال منها، بروشورات وكروت وتصاميم شعارات وهدايا دروع كريستال وأقلام وغيرها، وأضع لها التصميم والألوان والصور المناسبة وفق طلب محدد وواضح من العميل أو فكرة اقترحها ويريدها أن تطبق من وحي خياله ولا يدري هل هي ممكنة التطبيق أم لا، أو يطلب عمل تصميم جديد مميز ولا يدري ما هو، فأبدأ أقترح عليه وأبتكر له تصميماً يرضيه. تحديات وصعوبات ويعتقد محمد بأن ميزة عمله تكمن في تجدده والتحديات التي يفرضها على المصمم، فعملية إرضاء العميل ليست سهلة، طالما أنه يريد تصميماً متميزاً وجديداً وغريباً وجميلاً في الوقت نفسه، فتبدأ التحديات تواجه المصمم في إيجاد التصور والشكل المطلوب، وفي حال الوصول إليه تبدأ سعادة المصمم التي لا تنفصل عن سعادة العميل ورضاه، أما الصعوبة في عمل المصمم، فهي بحسب محمد، عدم قدرته أو قدرة مصمم الجرافيك مع تكرار محاولاته على إرضاء عميله، والوصول إلى تصميم مبتكر يثير دهشته وقبوله.. ومن الصعوبات الأخرى. ضغط العمل يذكر محمد: أجد صعوبة أيضاً في ضغط العمل بوجود مجموعة من الأعمال المطلوبة مني بأقصى سرعة ممكنة، وهنا أكون في تصادم مع الوقت، فمن أجل أن أبتكر وأضيف لمسة إبداعية وأنتقي الألوان والخطوط المناسبة أحتاج لوقت كاف. وحول مدى ارتباط الموهبة والخبرة بعمل مصمم الجرافيك، يفيد محمد، بأن الموهبة سبب رئيسي في نجاح أي مهنة أو عمل، وبالأخص مصمم الجرافيك، لان التصميم هواية قبل أن يكون مهنة، فإذا كان لدى الشخص موهبة أو هواية في التصميم فهذا لا شك سوف يميزه عن غيره من المصممين عبر تصاميمه، كما تلعب الخبرة دوراً كبيراً في تميز المصمم أيضاً، حيث يصبح المصمم أكثر سرعة وأكثر تناغماً واندماجاً مع برامج التصميم ويصبح قادراً على ابتكار الأفكار بسهولة. ويؤكد محمد أهمية التصميم الجرافيكي في حياتنا، فهو يدخل في أي مجال وأي شركة وأي محل تجاري أو مطعم أو فندق أو دائرة حكومية، فجميعها تحتاج إلى الدعاية والإعلان لنشر الاسم وإكساب الجهة التي تضع الإعلان شهرة ويعرّف الناس ما هو عمله وما الخدمات التي يقوم بها، هذه الدعاية والإعلان لا يمكن أن تقوم بعملها من دون مصمم جرافيكي، الذي يقع على عاتقه إنجاز العمل وإعطائه نوعاً من التألق والجمال ليرتاح له الناس. والتصميم هو الذي يعكس ما إذا كانت الجهة المعلنة جيدة أو العكس. ويرى يوسف أن مصمم الجرافيك الناجح هو صاحب الموهبة والخبرة والفكرة أيضا، فلا بد أن يكون لديه بعد نظر ولديه قدرة على أن يستوحي أفكاراً من كل شيء حوله ويطبقها في تصاميمه، فإذا ما شاهد التلفاز ووقعت عيناه على فكرة جميلة فيه حفظها في مخيلته وطبقها على حاسوبه، وإذا كان يمشي في الشارع وشاهد لوحة أو إعلاناً أو اسماً لمحل فيه فكرة مميزة استوحى منها فكرة مشابهة، فالتصميم يتطلب الهدوء والتركيز والصبر وروح التحدي وعدم اليأس. تغيير حقائق الصورة قد يستغرب البعض لو علم أن مصمم الجرافيك قادر على تغيير حقائق الصور لكن على النحو الإيجابي الذي يستفاد منه، فالمصمم، حسبما يقول محمد، يمكنه أن يرمم صورة قديمة عزيزة على قلب صاحبها ويعالجها ويخرجها من جديد فتصبح صورة جديدة ملونة. ويتذكر هنا محمد موقفاً طريفاً حصل معه، في سياق ذلك يقول “هنالك الكثير من الأشخاص يخافون من أشياء معينة سواء كانت حيواناً أو جماداً أو غيره، منذ فترة جاءني شخص وطلب مني أن آخذ صورته وأقوم بتركيبها بحيث يبدو وكأنه يمتطي حصاناً كالفارس، فأخذتها وفعلت ما طلب، ولما سألته عن السبب وهل امتطى حصاناً من قبل؟.. أجاب بأنه يخاف من ركوب الحصان، ويريد أن يقنع أصدقاءه الذين يعرفون ذلك أنه امتطى الحصان وسابق به الريح!”.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©