الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الاتصالات تراهن على الهواتف الذكية

صناعة الاتصالات تراهن على الهواتف الذكية
28 فبراير 2009 00:26
على الرغم من الانخفاض الحاد في مبيعات الهواتف الخليوية وإعلان الشركات المصنعة عن تسريح آلاف الوظائف، وبعد أن وجدت الشركات الناقلة لخدمة اللاسلكي أن من الصعوبة بمكان الاحتفاظ أو اجتذاب المزيد من الزبائن، فإن هنالك من المؤشرات ما يدل على أن هذا التباطؤ يخفي وراءه أوقاتاً سعيدة تنتظر صناعة الهاتف المحمول، فالتحديات تبدو بسيطة وصعبة في آن واحد، خاصة أن أربعة مليارات من الستة مليارات شخص الذين يعيشون في كوكب الأرض لدى كل منهم هاتف محمول واحد على الأقل· بل وحتى في الدول المتقدمة التي تحتشد أسواقها بالخدمات أصبح المشتركون ينفقون أوقاتاً أقل بكثير في التحدث بالهواتف· ويقول كريج موفيت محلل الصناعة في شركة سانفورد بيرنستين وأحد أكبر المتشائمين ''لا أعتقد أن هنالك شخصاً واحداً غير مقتنع بأن الأيام المزدهرة للصناعة قد ولت إلى غير رجعة''· وأشار إلى أن نمو أعداد المشتركين في أميركا الشمالية قد اقترب من نقطة التشبع قبل أن يستطرد قائلاً ''من الخطأ اعتبار أن هذه المشكلة تتعلق بالدورة الاقتصادية، لأن هذا الأمر من شأنه أن ينطوي على أن معدلات النمو سوف تعود للارتفاع مرة أخرى بعد زوال الركود، ولكن لا يوجد سبب يدعو إلى الاعتقاد بذلك''· وأصدق دليل على صحة هذا الرأي ما خلص إليه تقرير عن الإيرادات أصدرته شركة موتورولا المصنعة لمعدات الاتصالات الهاتفية مؤخراً، ويشير إلى أن الشركة خسرت مبلغ 3,6 مليار دولار في الربع الرابع مقارنة بإيرادات بلغت 100 مليون دولار في نفس الفترة من العام الأسبق· وقد باعت شركة موتورولا كمية بمقدار 19,2 مليون هاتف خليوي في ذلك الربع من العام، أي أقل بنسبة بلغت 53 في المئة مما باعته في نفس الفترة من العام الأسبق· وبرغم ذلك فإن صناعة الهواتف الخليوية ما زالت في حال أفضل بكثير مما هي عليه في صناعة السيارات فيما يبدو، إذ يعتقد بأنه ما زال بإمكانها تحقيق عشرات المليارات من الدولارات نظير بيع الهواتف وتوفير الخدمات خاصة تلك التي تنطوي على البيانات، وكذلك فإن الصناعة بدأت تعلق آمالاً عريضة على الجيل الجديد من الهواتف الذكية الأقوى مقدرة وأغلى ثمناً، حيث نجحت شركة إيه تي آند تي في تشغيل 1,9 مليون هاتف من نوع ''آي فون'' في الربع الرابع، بينما تمكنت شركة فيريزون من إضافة أكثر من مليون جهاز من نوع بلاك بيري إلى مبيعاتها في نفس الفترة· وفي الإجمال فإن هذه الأجهزة شكلت نسبة بحوالي 10 في المئة في سوق الهواتف الأميركية وبات من المقدر لها أن تشهد نمواً مقدراً في شعبيتها وبشكل يدفع الأشخاص على تحسين مقدراتهم ودفع المزيد من الأموال نظير المزيد من البيانات من أجل ممارسة أشياء مثل تحميل الأغاني والبعث بالرسائل النصية· وفي الربع الرابع أيضاً قفزت إيرادات البيانات في شركة إيه تي آند تي بالنسبة لكل مشترك بمعدل بلغ 27 في المئة إلى مستوى 16,30 دولار في المتوسط مقارنة بمبلغ 12 دولاراً فقط في نفس الفترة من العام الأسبق· وعلى المدى الطويل فإن الصناعة فيما يبدو أصبحت عازمة على تفنيد أية حجة مفادها أنها أضحت تقترب من الانزلاق في هوة التباطؤ والركود· وقال ديني ستريجل رئيس ومدير العمليات في شركة فيريزون وايرليس، التي تمتلك فيها مجموعة فودافون حصة بمقدار 45 في المئة: ''إذا كنت واثقاً من أي شيء فإنني على ثقة كاملة من أن قاعدتنا للزبائن تتطلع بشدة إلى امتلاك الهواتف الجديدة''· بل إن بعض المحللين في الصناعة يسودهم اعتقاد جازم بأن البيانات والهواتف الجديدة المبتكرة التي توفر هذه البيانات أصبحت تغري الزبائن وبشكل لن يجعلها تكف عن أن تشهد الارتفاع في معدلات النمو بمرور الوقت· إلا أن أحد أكبر التحديات التي سيواجهها هذا النمو على المدى الطويل سوف يكمن في أن الهواتف الذكية باهظة الثمن، فمتوسط سعر بيع جهاز ''آي فون'' من إنتاج شركة أبل يبلغ 600 دولار باستثناء الدعم الذي توفره الشركة الناقلة، بينما يبلغ سعر جهاز بلاك بيري من إنتاج شركة آر اي ام 370 دولاراً وفقاً لأرقام شركة ''ب رود بينت'' تيك المعنية بالبحوث· وبالمقارنة فإن متوسط سعر الهواتف التي تنتجها موتورولا وشركة سامسونج يبلغ حوالي 120 دولاراً فقط، وفي الوقت الذي لا يتوقع فيه المحللون انخفاض هذه الأسعار تدريجياً بمرور الوقت فإن ذلك يعني أن صناعة الهاتف الخليوي لم يعد أمامها إلا أن تعول على الزبائن الراغبين في تحسين وترقية مقدراتهم التكنولوجية عبر امتلاك المزيد من المنتجات الأغلى ثمناً في السنوات القادمة· عن انترناشونال هيرالد تريبيون
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©