الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من قاموس النجاح

17 أغسطس 2013 21:11
كم مرة قلت لنفسك: «لا أستطيع»، أو «ليس الآن»»، أو «لقد فات الوقت»، أو «مستحيل»، أو ما شابه ذلك من الأفكار التي تجعلك تتوقف، أو تتراجع حتى فاتتك فرصة، وربما العديد من الفرص؟ يقول واحد من أشهر الخبراء العالميين في استثارة الفكر ودفعه للإبداع «برايان تراسي»: «إن حياتك الخارجية هي انعكاس لما بداخلك، فهناك تطابق مباشر بين الطريقة التي تفكر وتشعر بها داخليًا وبين طريقة تصرفك وتجاربك خارجيًا». في نفس الاتجاه، يقول المفكر العربي الراحل عباس محمود العقاد: «الإرادة كالسيف يصدئه الإهمال، ويشحذه الضرب والنزال، فمن لا يستخدم إرادته ويركَنُ إلى الخمول والكسل، يفقد قوته وقدرته على الحركة». أتذكر حلقة تليفزيونية لخبير الموارد البشرية الراحل الدكتور إبراهيم الفقي، ينصح إحدى المشاهدات التي طلبت منه أن يخلصها من إدمان شرب المياه الغازية، وخلال هذه المكالمة تمكن أن يرغب المتحدثة في شرب المياه الغازية، ثم بدأ في تقليل النسبة تدريجياً لتكرهها، وقال لها: «الآن لا تتكلمي، لكن فقط ركزي على ما أقول واشعري به، وتخيلي نفسك وأنت تتناولين الطعام وأنتِ جائعة وعطشانة جداً، وأنك أكلت كمية كبيرة من الأكلات الشهية حتى امتلأتِ تماماً، الآن تشعرين بالعطش وأمامك زجاجتك المفضلة خذيها في يدك واشعري بها أنها ساخنة جداً، ولاحظي أن الطقس بارد جداً، وأنك لا تجديها شهية على الإطلاق، لكنك قررت الشرب على أي حال، واشعري بطعمها الساخن، وأنك وجدتِ أن رائحتها سيئة جداً وكأن بها عفونة، فانظري بداخلها ستجدين بها ذبابة، وبقايا صرصار في فمك، والرائحة الكريهة تزداد قوة، وشكل الذبابة منتفخة متعفنة بداخلها، وبقايا جناح الصرصار في فمك، وتشعرين بأنك على وشك أن تتقيئي كل الطعام الذي تناولتيه». هنا أغلقت الخط وبعدها اتصلت مرة أخرى وقالت: «أعتذر.. لقد أغلقت الخط لأنني تقيأت كل ما في بطني فعلاً، ولا أطيق كل ما يذكرني بالمياه الغازية الآن». لذا إذا أردت فعلاً أن تحدث تغييراً إيجابياً في حياتك وكنت جاداً في ذلك، وكانت رغبتك قوية وقررت قراراً قاطعاً أنك ستبدأ الآن، وأنه مهما كانت التحديات ستستمر حتى تحصل على هدفك. كي نحسن حالتنا النفسية السيئة، بإمكاننا تغييرها بأن نعترف أننا نعاني من حالة نفسية سيئة، وأننا المسؤولون دائماً عن شعورنا السلبي، وأننا نحن سبب الداء، وإن بدت أفكارنا سلبية نكون بذلك قد ألزمنا نفسنا بالتعاسة. خبراء العلوم السلوكية ينصحون بضرورة مواجهة التحديات التي تواجهنا، ولا نحاصر أنفسنا بالأوهام التي تدمرنا، وعلينا التريث برهة من الزمن للتفكير في ضرورة حل المشكلة التي تجابهنا، فقاموس النجاح لا يحتوي على كلمتي «إذا، ولكن»، والأولى تعني الركون إلى التسويف والكسل، وأن ننتظر الفرصة حتى تأتي إلينا لتطرق بابنا بدلًا من أن نبحث نحن عنها، أما «لكن» فتعني أن تخلق من كل فرصة مشكلة وصعوبة، لا أن ترى في كل مشكلة فرصة للتعلم والمحاولة. المحرر | ‏khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©