الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المملكة المتحدة تتجه نحو تبني الطاقة الشمسية

5 سبتمبر 2014 20:50
تحولت بريطانيا، الأرض التي تغطي سماؤها الغيوم وتغمرها الأمطار، إلى بؤرة نشطة في تبني الطاقة الشمسية في أوروبا، ما شجع العديد من المستثمرين في هذه الطاقة المتجددة على التوجه صوبها. وتنتشر على طول المطار القديم في مدينة سوفولك، 80 ألفاً من الألواح الشمسية التي تتجه اسطحها الفضية اللامعة جنوباً. وفي غضون ذلك، تعج ألمانيا بهذه الألواح، في حين قضت النهاية المفاجئة للمساعدات في إسبانيا وبطء الاقتصاد في إيطاليا، على قطاع الطاقة الشمسية. لكن استفادت بريطانيا من الدمج بين المساعدات المستدامة منذ 2011، والدعم الحكومي للطاقة الشمسية وتخطيط السلطات والتمويل اللذين اتسما بالمرونة والإبداع. وحتى العام 2010، لم تتجاوز سعة بريطانيا من الطاقة الشمسية سوى 100 ميجا واط، تكفي بالكاد لتوفير حاجة مدينة صغيرة من الكهرباء. أما الآن، فتتراوح السعة بين 3,2 إلى 4 جيجا واط. وتتوقع مؤسسة سولار بز العاملة في حقل بحوث قطاع الطاقة الشمسية، تفوق بريطانيا على ألمانيا كأكبر دولة في أوروبا من ناحية تركيب الألواح الشمسية، التي تشكل حصتها منها 6% من السعة العالمية. وتمثل ألواح سوفولك، جزءاً من مزرعة كبيرة في قرية جريت جليمهام في الريف الواقع على بعد كيلومترات قليلة من ساحل بريطانيا الشرقي. وتعود ملكية المزرعة لصندوق الطاقة المتجددة لشركة أليانز للمستثمرين العالميين، الذراع التابعة لشركة أليانز الألمانية العملاقة للتأمين. وتلا ذلك، صفقات في قطاع الطاقة الشمسية في إيطاليا وقطاع طاقة الرياح في ألمانيا خلال السنة الماضية. ويقول أرمن ساندهوفيل، المدير الاستثماري في شركة أليانز: “تُعد سوق الطاقة الشمسية البريطانية، واحدة من أكثر أسواق الطاقة جاذبية في أوروبا. وشهد العام الحالي قوة في الطلب واحتدام في المنافسة انطلاقاً من البيئة التنظيمية والداعمة”. وتعتبر هذه الشركة ضمن العديد من الشركات الاستثمارية العالمية الباحثة عن تعويض العائدات الضعيفة في السندات الحكومية. وفي غضون ذلك، تعمل أفيفا للاستثمار، في توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية الخاصة بأسقف المنازل، بينما أكد بنك ماجواير جروب الأسترالي، على دوره البارز في تمويل إنشاء محطات الطاقة الشمسية. ويقدر إجمالي استثمارات الطاقة الشمسية في بريطانيا، بنحو 6,4 مليار جنيه استرليني (10,77 مليار دولار)، في الفترة بين 2010 إلى 2013، وذلك وفقاً للأرقام الواردة عن الحكومة. ويقول بن وارين، مدير تمويل البيئة في آرنست آند يونج: “ربما يحل قطاع الطاقة الشمسية في بريطانيا، في مقدمة رأسمال الابتكارات في قطاع الطاقة المتجددة العالمي. كما يعتبر واحداً من المجالات القليلة التي يبحث فيها مستثمرو المؤسسات، عن إبرام صفقات استثمارية مباشرة”. وقام العديد من المستثمرين بإصدار سندات شمسية بغرض تمويل إنشاء المحطات، بجانب استثمار الأفراد من خلال شركات مثل أبندانس جنريشن، التي تبنت نموذج التمويل الجماعي لربط المستمرين بالمشاريع الصغيرة، التي من بينها وضع الألواح الشمسية على أسقف مساكن طلاب المدارس. وبرزت في بريطانيا كذلك، صناديق التداول المدرجة، التي توفر فرص الاستثمار في الطاقة الشمسية مثل، فورسايت سولار وبلوفيلد سولار للدخل ونيكست أنيرجي سولار وصندوق رينيوابلز للبنية التحتية، التي أُدرجت جميعها في بورصة لندن خلال السنتين الماضيتين. ونجحت بلوفيلد في جمع نحو 130 مليون جنيه استرليني في طرحها الأولي العام. إضافة إلى ذلك، تدافعت الشركات الهندسية المتخصصة في تركيب الألواح الشمسية للعمل في بريطانيا أيضاً، حيث قامت بايوا الألمانية للطاقة الشمسية، ببناء مزرعة جريت جليمهام. لكن لم يخل قطاع الطاقة الشمسية من العقبات، حيث تعثر استخدام الطاقة الشمسية في العالم بسبب الأزمة المالية العالمية في 2008. وعانت أسواق مثل ألمانيا من فائض في الألواح الشمسية، في حين قللت إسبانيا مساعداتها بشكل كبير، ما أدى لفقدان ثقة المستثمرين في القطاع. كما نشأ خلاف كبير بين الشركات الأوروبية لصناعة الألواح والمؤسسات الصينية، نجم عنه انخفاض في أسعار الألواح. ويقول جريج باركر، وزير الطاقة والتغير المناخي: “نحن لم نوقف المساعدات، لكننا بلغنا الدرجة التي تؤهلنا من ادراك المكان الذي يتطلب استخدام حجم أكبر من الطاقة الشمسية. وأكدنا مراراً أن طموحنا الأكبر يهدف إلى توليد الطاقة الشمسية في نفس الموقع”. ويرى بعض الخبراء، أن بريطانيا بلد شديدة الرطوبة والغيوم وأن بلوغ مرحلة متقدمة في قطاع الطاقة الشمسية أمر محفوف بالمخاطر والعقبات. نقلاً عن: وول ستريت جورنال
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©