الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مبادرة خيرية من «الهلال الأحمر» لتقديم خدمات صحية للصائمين

مبادرة خيرية من «الهلال الأحمر» لتقديم خدمات صحية للصائمين
10 أغسطس 2012
شهدت أبوظبي على مدار يومين متتاليين مبادرة جديدة من مبادرات الخير التي تتعدد أشكالها على أرض الإمارات خلال شهر رمضان المبارك، حيث نظمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالمشاركة مع مجموعة مختبرات البرج حملة مجانية على مستوى الدولة للكشف عن مرض الالتهاب الكبدي الوبائي «فيروس سي»، وتم توجيه المبادرة إلى ضيوف الرحمن داخل خيمات إفطار الصائم المنتشرة في أماكن كثيرة في أبوظبي وغيرها من إمارات الدولة. من داخل إحدى خيمات إفطار الصائم في أبوظبي عايشت «الاتحاد»، المبادرة التي هدفت إلى الحفاظ على صحة وسلامة كثير من المقيمين على أرض الإمارات، حيث أخذت الطواقم الفنية المزودة بمعداتها الطبية الحديثة مكانها في الركن القصي من الخيمة، وقبيل موعد الإفطار بحوالي نصف الساعة، أخذ الصائمون في الدخول إلى الخيمة والاصطفاف من أجل عمل التحاليل الطبية المجانية لهم، وذلك بعد تسجيل بياناتهم الشخصية، بغرض المتابعة والتوجيه للعلاج، في حال اكتشاف إصابة أحدهم بالمرض. جو روحاني ورجوعاً إلى الاصطفاف والتحلق حول الألوان الشهية من الطعام التي توافرت داخل الخيمة، أخذ الصائمون أماكنهم في جو روحاني جميل، ومقدار عال من حسن الضيافة والكرم من قبل المشرفين على الخيمة، ومتطوعي الهلال الأحمر الذي انتشروا في الخيمة لتقديم أفضل الخدمة والرعاية لجموع الصائمين الذين امتلأت بهم الخيمة. وبعد الانتهاء من الإفطار وقضاء صلاة المغرب في مسجد مجاور، عاد ضيوف خيمة إفطار الصائم مرة أخرى إليها للالتقاء بالطواقم الفنية، من أجل آخذ نتيجة التحاليل التي كشفت عن إصابة أعداد قليلة بهذا الفيروس الخطير، ومن ثم تم إعادة توجيه تلك الحالات للجهات المعنية من أجل البدء في الخطوات العلاجية. عن هذه المبادرة يقول راشد مبارك المنصوري نائب الأمين العام للشؤون المحلية بالإنابة في هيئة الهلال الأحمر، إنها تسعى إلى تقديم خدمة طبية مجانية لكثير من الأفراد الذين قد يحتاجون إليها، خاصة أن فحص مرض الكبد الوبائي يتكلف من 300 إلى 500 درهماً، في المستشفيات والمعامل، ولكن يتم عمل الفحوصات المجانية لضيوف خيمات إفطار الصائمين، دون أي أعباء مادية، فضلاً عن أننا أتينا بأرقي المؤسسات الطبية إليهم لإجراء هذه الفحوصات الطبية، وعمل اللازم معهم إذا ما تم اكتشاف المرض لدى أيٍّ منهم. كثافة عددية ويورد المنصوري إنه تم اختيار شهر رمضان لعمل هذه الحملة، كون خيمات الهلال الأحمر المعدة لإفطار الصائمين تشهد كثافة عددية كبيرة، ومن ثم يتم الاستفادة من هذه الحملة على أوسع نطاق، وتصل نتائجها إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور. ويوضح: من أجل ذلك جرى التنسيق مع عديد من الجهات الصحية المعنية، من أجل تقديم هذه الخدمة لإخواننا الصائمين خلال شهر الخير، الذي تتعدد أوجهه وأشكاله داخل الدولة، ولا يقتص فقط على الاهتمام بالدعم المادي والغذاء، بل إلى كافة مناحي الحياة، وعلى رأسها النواحي الصحية والطبية، كون صحة الإنسان هي أغلى ما يملك، ولذلك على الجميع أن تتضافر جهودهم من أجل الوصول بالمجتمع إلى مقاييس ومعايير صحية وطبية عالمية، ولذلك جاءت هذه الحملة في هذا الإطار. مرض الكبد الوبائي وبخصوص مرض الكبد الوبائي (الإصابة بفيروس سي)، يؤكد المنصوري أن هذا المرض يعد من الأمراض الخطيرة، والتي تترك تداعيات سيئة على حياة الإنسان، ومن ثم فإن الكشف المبكر عنه، يساعد في العلاج وبالتالي الحد من آثاره. البتي قد تصيب من يهمل العلاج كونه غير عارف من الأصل بأنه شخص حامل لهذا الفيروس الخطير. ويشير المنصوري إلى أن هذه المبادرة تستهدف الشــريحة الموجودة داخل عديد من خيمات إفطار الصائم التي تشرف عليها هيئة الهلال الأحمر، وذلك من خلال اختيار عينة عشوائية من الخيمات المنتشرة في الدولة بواقع خيمتين عن كل إمارة، بإجمالي عدد 14 خيمة تم تقديم هذا الفحص المجاني لروادها. ويلفت نائب الأمين العام للشؤون المحلية بالإنابة في هيئة الهلال الأحمر، إلى أن الهلال الأحمر يقيم مثل هذه المبادرات طوال العام ولا تقتصر فقط على شهر رمضان المبارك. ويتمتع الهلال الأحمر بمجموعة من الشراكات مع الهيئات والمؤسسات المختلفة في الدولة ومن بينها مختبرات البرج التي ساهمت في حملة الكشف عن مرض التهاب الكبد الوبائي، مشدداً على أن الغرض من كافة هذه الجهود والأنشطة المرتبطة تحديداً بالمجال الطبي والكشف عن الأمراض، تهدف إلى تقديم الخدمات الطبية إلى كافة شرائح المجتمع الإماراتي وباستخدام كافة المنافذ والأساليب المتاحة للوصول بتلك الجهود إلى أكبر قطاع من المستفيدين. الاكتشاف المبكر من ناحيته، يقول الدكتور حسام فؤاد جلاء مدير التطوير في مختبرات البرج، التي ساهمت مع الهلال الأحمر في تنظيم تلك الحملة المجانية، إن الهدف من الحملة هو اكتشاف المرضى حاملي فيروس سي، في مراحل مبكرة، وهذا يساعد المريض في السيطرة عليه، والحد من النشاط المبكر للفيروس ثم البدء في العلاج. ويوضح جلاء أن البرج قد استعد بطواقم فنية على أعلى مستوى وتجهيزات طبية حديثة وتوفيرها داخل خيام الإفطار الرمضانية التي يقيمها الهلال الأحمر خلال شهر رمضان، مشيراً إلى أن الهلال الأحمر الإماراتي يقوم بالتنسيق مع شركات الأدوية والجهات الطبية المختصة لبدء العلاج والذي يتم توفيره مجاناً لمحدودي الدخل وغير القادرين. ويذكر مدير التطوير في مختبرات البرج أن فيروس سي يوصف غالباً بالوباء الصامت حيث يظل مجهول بشكل نسبي وعادة ما يتم تشخيص المرض في مراحل زمنية متأخرة، كما أن فيروس سي يعد من الفيروسات الأكثر شيوعاً وانتشاراً ومن أكثرها تهديداً على الصحة العامة. وينبه إلى أن فيروس سي ينتقل بشكل أساسي من خلال الدم عن طريق نقل الدم الملوث أو استخدام ابر ملوثة أو المشاركة في استخدام الأدوات الحادة كأمواس الحلاقة أو أدوات الوشم. وهو ما يستلزم من العاملين في تلك المجالات أخذ الحيطة والحذر لأن إهمالهم في اتخاذ قواعد السلامة الصحية، ينذر بعواقب خطيرة على صحة الجمهور من كافة الأعمار والأجناس، وهو ما يجب أن يضعه المتعاملين مع هذه الجهات في حسبانهم، حيث يجب أن يون لديهم وعي بكيفية الحفاظ على صحتهم وأنفسهم من الإصابة بأي من الأمراض المعدية. تحويل المصابين ويشدد جلاء على أن مكمن الخطورة يتمثل في أن معظم المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم أعراض مرضية في بادئ الأمر، لذا كان الهدف الأساسي من الحملة هو اكتشاف وجود الفيروس مبكراً عن طريق تحصيل عينة دم أولى تتبع بفحوصات أخرى يتم عملها داخل المختبر، ثم يتم تحويل المرضى المصابين بالفيروس من أصحاب النتائج الإيجابية إلى الطبيب المختص، للبدء مباشرة في العلاج حسب حالة المريض ودرجة إصابته بالفيروس ومدى الضرر الواقع على كبده. إلى ذلك أشاد الأشخاص ضيوف مشروع إفطار الصائم ممن قاموا بعمل تلك الفحوصات، بالمبادرة الكريمة التي أشرفت عليها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مؤكدين أن دولة الإمارات من أكثر دول العالم تقديماً للخير سواء في الخارج أو الداخل، ومشروع إفطار الصائم المنتشر في كافة أنحاء الدولة واحد خير دليل على ذلك، خاصة في ظل جودة الأطعمة المقدمة للصائمين، والأجواء الترحيبية التي تتم فيها مشروع إفطار الصائم، بفضل مجموعات منتقاة من متطوعي الهلال الأحمر، الذين يتعاملون مع ضيوف الرحمن بكل حب وابتسام وترحيب.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©