الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الشاهنامة» أشهر منظومة للشاعر الفردوسي

«الشاهنامة» أشهر منظومة للشاعر الفردوسي
5 سبتمبر 2014 20:10
أبو القاسم الفردوسي، هو أشهر شعراء الفارسية الإسلامية، تلك اللغة التي ورثت البهلوية القديمة بعد أن أمدتها اللغة العربية بنصف مفرداتها تقريبا. ورغم شهرته التي طبقت الآفاق بسبب منظومته الشهيرة ذات الألف بيت والمعروفة لليوم باسم الشاهنامة أو كتاب ملوك الفرس الأقدمين، إلا أن المؤرخين اختلفوا حول اسمه، فمن قائل إنه المنصور بن الحسن إلى من ذكر أن اسمه هو الحسن بن إسحاق شرف شاه. وكذلك يحيط الغموض بتاريخ مولده وإنْ كان الاعتقاد بأنه عاش فيما بين عامي 935 و1020م. الدولة الغزنوية وشاءت الأقدار أن يعيش الفردوسي في نهاية عصر الدولة السامانية وبداية عصر الدولة الغزنوية في خراسان، ليكتوي بتقلبات السياسة وهو يبحث عن مكافأة لأشعاره حتى إذا ما نالها في نهاية المطاف أصيب بالسكتة القلبية ومات. ففي عهد السامانيين وبسبب اشتعال المنافسات الشعوبية بين العرب والفرس، طلب منه أبو منصور حاكم طوس الفارسي أن يكتب ألف بيت من الشعر يمجد فيها الفرس ويحط من شأن العرب على أن يدفع له ديناراً ذهبياً لقاء كل بيت. اختار الفردوسي أن ينظم سير ملوك الفرس الأقدمين التي جمعها بعض المؤلفين من أمثال أبي منصور، لا سيما أن الشاعر الدقيقي الذي شرع في القيام بذلك كان قد قتل قبل أن يتم عمله، وبدأ بمنظومة قصة أفريدون مع الضحاك العربي، فأعجب الناس بنظمه ولكن من سوء حظه أن الوالي الفارسي الذي وعده بالألف دينار كان قد توفي وانتقل الحكم للغزنويين، وهم من الترك الذين يناصبون الفرس العداء تاريخياً، فخمدت روح الشعوبية وأخذ الشعراء وكذلك الأمراء يغرون السلطان محمود الغزنوي بالفردوسي الذي ذهب إلى العاصمة غزنة ليلقي أبياته على مسامع السلطان طمعاً في مكافأة الألف مثقال ذهب. روايات أسطورية وبعد أن سمع السلطان الألف بيت العامرة بالروايات الأسـطورية حول ملوك الفرس، قال إنه لم ير فيها شيئاً يســتحق الالتفـات سوى أخبـار البطــل رســتم، وأن فـي جيشـه ألفاً مثل رستم، ومع ذلك أمر له بالألف مثقال، ولكن وزيره قال أخشى عليه أن يموت فرحاً بتلك الثروة على أبيات لا تستحق كل تلك المكافأة، فخفض السلطان المكافأة إلى 60 ألف مثقال من الفضة، فلما تلقاها الفردوسي غضب ووزعها على عامل الحمام وبائع شراب، وفر هارباً بعد أن ألف قصيدة هجاء لاذع في السلطان محمود الغزنوي. وسار الفردوسي بعد ذلك إلى بغداد وقابل الخليفة العباسي الذي سمع مدحاً له في قصيدة ألفها الفردوســي بالعربية، ثم أعجب بمنظومته الفارســية عن قصة يوسف وزليخا، فأمر له بمكافأة وما أن تلقاها الفردوسي حتى توقف قلبه وفارق الحياة. وفي التوقيت ذاته كان السلطان محمود قد ندم على سماع الوشايات بحق الفردوسي، فأرسل له هدية مالية كبيرة، فأبت ابنته أن تقبلها، فوجهت لتشييد سد طوس الذي كان الفردوسي يحلم بتشييده من الحجر لتخليد اسمه في مسقط رأسه، ومنها أيضاً شيد مدفن الشاعر الكبير في طوس وسط حديقة غناء. (القاهرة- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©