ولادة ضباع مخططة لأول مرة في صير بني ياس

شهدت المحمية الطبيعية بجزيرة صير بني ياس، ولادة جروين من سلالة الضباع، وهي حادثة نادرة الحصول خصوصاً وأنها تندرج ضمن فئة الضباع المخططة المنقرضة تماماً في الدولة والمهددة بالانقراض عالمياً. جاءت ولادة الجروين كثمرة قطفت بعد نجاح مشروع استيلاد الضباع المخططة الذي بدأ في 25 يونيو 2008، مع برنامج تجريبي لإطلاق اثنين من الضباع المخططة، هما الوالدان الأم “فيري” والأب “آرنولد”، اللذان جلبا إلى المحمية من مزرعة لتربية وإكثار الحيوانات بهدف بدء برنامج استيلاد طبيعي مع حيوانات أخرى تم إدخالها إلى متنزه الحياة البرية العربية، وقد خصصت للزوجين مساحة أولية تقارب 2.5 هكتار، حيث اكتسبا المهارات اللازمة للبقاء على قيد الحياة في البرية، ليتم نقلهما فيما بعد إلى معسكر أكبر بمساحة 8 هكتارات بعد تزويدهما بأجهزة تعقب مثبتة بقلادة حول العنق. وفي أغسطس 2009، تم إطلاق سراح الثنائي في متنزه الحياة البرية العربية لتعيش معتمدة على نفسها، وقد تزاوجا ونجحا في إنجاب الجروين اللذين لم يسميا بعد، بسبب صعوبة التعرف إلى جنسيهما، حيث يظل جرو الضبع متعلقاً بأمه وملتصقاً بها لمدة لا تقل عن 6 أشهر. ومع ولادة هذين الجروين يرتفع عدد الضباع المخططة في جزيرة صير بني ياس إلى ثمانية، حيث يعد الضبع المخطط حيواناً مفترساً، يعتاش على أكل الجيف وبقايا صيد وفرائس الحيوانات الأخرى، لذا لقب بالزبال (Scavenger)، كما أنه يأكل الحيوانات الصغيرة والفواكه والحشرات، إلا أنه صياد ماهر كذلك، وبعض الضباع من الفصائل الفرعية الأكبر حجماً معروفة بقدرتها على اصطياد حيوانات ضخمة مثل الخنزير البري. والضباع المخططة حيوانات رحالة، تنتقل من مصدر مياه إلى آخر، ولكنها لا تبتعد أبداً أكثر من 6 أميال (حوالي 10 كم) عن مصدر الماء. تصطاد الضباع المخططة بشكل منفرد، ولكنها تتجمع أحياناً في مجموعات عائلية صغيرة، ومثل كثير غيرها من حيوانات المناخ الحار، فإن آذانها تخرج الحرارة لتبريد أجسادها. وتجدر الإشارة إلى أن البدء بتطوير جزيرة صير بني ياس التي تبلغ مساحتها 87 كيلومتراً مربعاً، لتكون محمية للحياة البرية كان سنة 1971 بتوجيهات حكيمة من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بهدف حماية الأنواع الحيوانية المهددة بالانقراض في المنطقة العربية. وبهدف زيادة الوعي وضرورة الاهتمام بقضايا الضباع، تدعو جزر الصحراء الناس من مختلف أنحاء العالم لاقتراح أسماء للجراء الجدد، وذلك عبر الدخول إلى “البلوغ” عبر الموقع الإلكتروني www.desertislands.com الذي يشرف عليه فريق المحافظة على البيئة، للمشاركة في اختيار أسماء الجراء، وفي الوقت نفسه معرفة المزيد عن الضباع وغيرها من الحيوانات المهددة بالانقراض، والتي تحظى بحياة طبيعية الآن في الجزيرة.