السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إيفا: سمعة كرة القدم «سيئة».. وفقدنا الثقة في الجميع!

إيفا: سمعة كرة القدم «سيئة».. وفقدنا الثقة في الجميع!
24 فبراير 2016 23:32
زيوريخ (الاتحاد) التجول في شوارع زيوريخ، قبل ساعات من الفيفا، بات أمراً عادياً للعديد من أعضاء الوفود والمكاتب التنفيذية للاتحادات القارية، فأسرة كرة القدم، تجتمع خلال ساعات لاختيار رئيس جديد لعرش الفيفا، ويحاول الكثيرون قبل الدخول إلى قاعة التصويت معرفة ما يدور في الشارع السويسري وانطباعات الناس عن الحدث الكبير، ورؤيتهم للانتخابات وفرص المرشحين. وبات التنافس جلياً بين مرشحين أوفر حظاً، وهما الشيخ سلمان بن إبراهيم، رئيس الاتحاد الآسيوي، والسويسري جياني إنفانتينو الأمين العام لليويفا، ذلك رغم وجود كل من الأمير علي بن الحسين، والجنوب أفريقي طوكيو سكسويل، والفرنسي جيروم شامباني، حيث يرى المراقبون أن حظوظ باقي المرشحين، ليست بالقوة الكافية، للمنافسة على نيل أصوات ناخبين، تمكنهم من الحسم. تجولت «الاتحاد» في شوارع زيوريخ، في محاولة لملاحظة أي مظاهر، تعكس أي متابعة أو دعم للمرشح السويسري «ابن البلد»، الذي يدخل السباق بقوة لنيل مقعد الرئاسة، للاتحاد الدولي للعبة الأشهر، وكانت المفاجأة، أن رجل الشارع العادي هنا في سويسرا، وهو بالطبع لا يملك صوتاً يدلي به، غير مهتم بمتابعة ما يجري في الفيفا، صحيح أن الكثيرين على علم بوجود انتخابات على الأراضي السويسرية، ولكن الأمر ليس مثار حديث لأي تجمع، شبابي أو عائلي، على الأقل في الشوارع والمقاهي الأكثر ازدحاماً بوسط العاصمة السويسرية زيوريخ. وما بين فضائح السويسري بلاتر، والطموحات العريضة لمواطنه جياني إنفانتينو صاحب الأصول الإيطالية، وقف رجل الشارع السويسري، موقفاً متناقضاً بعض الشيء، عما يجري على صفحات الجرائد، وفي البرامج الرياضية، لاسيما في عالمنا العربي، التي تبدو أكثر اهتماماً بمسألة انتخابات الفيفا، دون غيرها. وحتى في الصحف السويسرية، الأوسع انتشاراً، كان الأداء غير موازٍ لقيمة الحدث بالنسبة للسويسريين، فالتغطية لا تزال على استحياء، عبر تقارير هنا وأخرى هناك، وهو أيضا ما يعني أن الأمر بالنسبة لأهل البلد، محتضن المقر الدائم للاتحاد الدولي، لا يبعث على الاهتمام كما قال أحد المارة، عندما سألناه عن متابعته لتفاصيل الانتخابات الخاصة بالفيفا، تلك الحقيقة المرة، باتت واضحة بقوة، مع الاقتراب من عملية الاقتراع، والتي تجرى مساء الغد. السؤال الصعب حملنا السؤال الصعب، ووجهناه للعديد من المارة، في أكثر من شارع حيوي في زيوريخ، حول توقعاتهم للانتخابات، وكيف يرونها، ورغم أننا لم نحظ بإجابة وافية، إلا أن القاسم المشترك بين العديد من الآراء، هو حالة من «الإحراج»، لمجرد ذكر اسم السويسري بلاتر، الرئيس المعاقب من لجنة الأخلاق والقيم في الفيفا بالإيقاف، على خلفية تهم فساد ورشى. ويكفي أن تلك الحالة كانت شائعة بين العديد، ممن استوقفناهم لتوجيه سؤال يتعلق بتوقعاتهم لسخونة المنافسة في الفيفا، فرد أحدهم قائلاً: «بلاتر مصدر إحراج لنا، نحن لا نرغب في متابعة العملية الانتخابية»، وردت أخرى قائلة، أنها انتخابات لن تأتي بجديد، فالأمر سيظل كما هو حتى لو تغيرت الوجوه. الشعور بالإحراج لدى المواطن السويسري مما فعله بلاتر، والتصق باسمه في صحف ووكالات أنباء العالم، واتهامات الفساد والرشى، التي لاحقته أينما حل أو ارتحل، ثم الحكم عليه وإدانته قبل إبعاده عن المشهد وانتخاب رئيس جديد، كلها أمور تجعلك تشعر بحالة «الإحراج»، مع أي شخص تتحدث معه عن الفيفا، وتذكر له الرئيس المستقيل. ناثان شاب في الثلاثينيات، يعمل بأحد المقاهي، التقيناه أمام محطة القطار الرئيسية بوسط العاصمة زيوريخ، حيث كشف أنه من عشاق كرة القدم، ويتابع دوريات عدة، ومن مشجعي البايرن، وبسؤاله عن رأيه في الانتخابات، وتوقعاته للفائز أجاب سريعاً: «أتمنى أن يكون السويسري جياني إنفانتينو، فهو الأكثر كفاءة، من بين بقية المرشحين، من واقع ضلوعه في إدارة الكرة الأوروبية، التي تمثل قمة الهرم بالنسبة للعبة وباقي دوريات العالم». وتابع: «هناك أيضاً مرشح قوي وهو رئيس الاتحاد الآسيوي، نسمع عبر التقارير الإعلامية، أن لديه أيضاً دعم كبير من قارتي آسيا وأفريقيا، وأعتقد أن السباق سيكون محصوراً بينهما». وأضاف: «بعد ما فعله بلاتر، والسمعة غير الجيدة التي لحقت به، أرى أن جياني هو الأمل لإعادة السمعة الطيبة والهيبة، لأي قيادي أوروبي بشكل عام، لاسيما بعد اتهام بلاتيني أيضاً في قضايا فساد، وإعادة سمعة القيادي السويسري على وجه التحديد، وذلك مع كل الاحترام لبقية المرشحين»، وكشف ناثان، عن أمنياته أن تكون الانتخابات سبباً في بداية جديدة للفيفا. فقدان الثقة وقالت إيفا، وهي تعمل طبيبة بيطرية في سويسرا، أن سمعة الفيفا باتت غير طيبة للغاية، ما أفقدته ثقة الجميع، وبالتالي البعد عن متابعة أي جديد يتعلق بتلك المنظمة، وأضافت: «لست مشجعة لكرة القدم، ولكني أتابع ما يحدث، فزوجي وأبنائي يحبون اللعبة، ويشاهدون المباريات من الملعب، هم يتحدثون عن تلك الانتخابات ويتمنون فوز إنفانتينو، المرشح السويسري، ويرونه قادراً على إعادة السمعة الطيبة للفيفا». وعن باقي المرشحين قالت: «نعم هناك مرشحون من الدول العربية، وهم لا يحظون بدعم أوروبا أو دول أخرى، بينما البقية بخلاف إنفانتينو، فرصتهم ضئيلة». وتابعت: «السمعة السيئة للفيفا جعلت الكثيرين يرفضون متابعة تلك الانتخابات، نعم هي تجري على أرضنا وهناك مرشح سويسري نرى أن لديه حظوظ قوية، ولكن الاهتمام الشعبي الكبير غير موجود». رئيس جديد ماتياس بيكر، وهو موظف بإحدى شركات الإنشاء في سويسرا، أكد أن الفيفا يحتاج لدماء جديدة بشكل عام، وقال: «يجب أن نرى وجوهاً جديدة في كل المناصب والمراكز في الاتحاد الدولي»، وكشف ماتياس أنه من المتابعين لرياضات أخرى غير كرة القدم، ولكنه يحب متابعة الأخبار الرياضية بشكل عام. ولفت إلى أنه أن الأوان لتجربة رئيس جديد من خارج أوروبا، وقال: «إنفانتينو مرشح سويسرا وأوروبا، وهو يحظى بدعم كبير، لكن يجب تجربة رئيس جديد هذه المرة، خاصة بعد فاصل من الفساد في الفيفا بقيادة بلاتر، هذا أمر يحرجنا كسويسريين، ولكنه في ذات الوقت، أمر يحتاج لضرورة التحرك». واعترف سايمون بينزر، وهو موظف سابق بأحد البنوك، بأن المنافسة على رئاسة الفيفا لن تكون سهلة على جميع المرشحين، ولكنه في ذات الوقت أكد على أنها منحصرة إلى حد كبير بين الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الأسيوي، والسويسري إنفانتينو، وقال: «ستكون انتخابات صاخبة في رأيي، وأرى أن المرشح الأوروبي جياني إنفانتينو لديه مؤهلات كبيرة لرئاسة الفيفا، وهو قادر على الفوز، لكن في ذات الوقت، سيجد منافسة قوية وشرسة، خصوصاً من البحريني بن إبراهيم». وأضاف: «الفيفا منظمة عالمية، وهي تؤثر في العالم كله، لأن كرة القدم باتت لعبة يعشقها سكان كوكب الأرض، من الطبيعي أن تحظى بمتابعة عالمية». وعن عدم اهتمام السويسريين بالحدث، قال: «هناك اهتمام، ولكن طبيعة سكان زيوريخ، أنهم هادئون، كما أن الكل يتابع بترقب، ويتمنى الفوز للمرشح السويسري، بينما الوضع بات مختلفاً تماماً بسبب شراسة المنافسة وقوة المرشح البحريني».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©