الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

"ملايين" على مقاعد البدلاء!

"ملايين" على مقاعد البدلاء!
1 ديسمبر 2018 00:04

عمرو عبيد (القاهرة)

تتجاوز أسعار بعض لاعبي كرة القدم في الحقبة الحالية مئات الملايين من الدولارات، ويشهد كل من ميركاتو صراعاً هائلاً بين الأندية لخطف أصحاب المواهب والمهارات الخاصة، لتدعيم الصفوف وحرمان المنافسين من الحصول على خدماتهم، وقد يواجه بعض اللاعبين مشاكل تتعلق بالانسجام مع فرقهم، أو عدم رضا المدربين عن مستواهم، أو بسبب أزمات إعلامية ومالية مختلفة الأنواع، وهو ما يدفع بهم نحو البقاء كبدلاء أو ابتعادهم التام عن قوائم الفرق في مختلف البطولات، لتضيع ملايين الدولارات فوق مقاعد الاحتياط!
ولعل المثال الأبرز في الفترة الأخيرة، هو نجم خط الوسط الإسباني إيسكو، الذي دخل في حرب باردة مع مدربه الجديد، سانتياجو سولاري حسب وصف صحيفة ماركا، وبرغم أن إيسكو كان أحد أسباب تفوق الريال الأوروبي في الموسم الماضي، واعتمد عليه الفرنسي زيدان كثيراً خلال قيادته للفريق الملكي في العامين الماضيين، إلا أنه لم يشارك في الموسم الحالي سوى 12 مرة، منها 7 مباريات كأساسي و5 كبديل، كما ظل فوق مقاعد البدلاء خلال 6 مباريات، أغلبها مع سولاري، ولم يسجل النجم الإسباني الموهوب سوى هدفين وصنع هدفاً واحداً في كل مشاركته مع الريال هذا الموسم، والغريب أن إدارة الريال جددت تعاقده مؤخراً ووضعت شرطاً جزائياً في عقده يبلغ 700 مليون يورو، حسب تقارير الصحافة الإسبانية، لكنها بدأت مؤخراً في التكهن بإمكانية رحيل اللاعب بعد أزمته الأخيرة مع المدرب.
وتصدرت أخبار رغبة أليكسيس سانشيز في الرحيل عن يونايتد، جميع أغلفة الصحف الإنجليزية خلال الأسابيع القليلة الماضية، برغم أن انتقاله أحدث ضجة كبرى بسبب قتال جوزيه مورينيو للحصول على خدماته، قادماً من أرسنال، ليحصل على أعلى راتب أسبوعي في البريميرليج، يتجاوز ما يقارب نصف مليون يورو في‏‏ الأسبوع، وبعد إصرار سبيشل ون على انتقال سانشيز بأي ثمن، ها هو يجلس فوق مقاعد البدلاء في أغلب المباريات، قبل أن يتعرض لإصابة تبعده طويلاً، حيث ظل حبيساً لها في 8 مباريات، وشارك كبديل 5 مرات، وأحرز المهاجم اللاتيني هدفاً واحداً فقط وصنع هدفين خلال 633 دقيقة لعب.
واعتاد المدرب البرتغالي هذا الأمر في السنوات الماضية منذ توليه قيادة يونايتد، حيث أصر على التعاقد مع المدافع الإيفواري إيرك بايلي، بمقابل تجاوز 34 مليون يورو، قادماً من فياريال، في بداية ولايته التدريبية، لكن بايلي بات مستبعداً من حساباته، ولم يشارك المدافع الإفريقي هذا الموسم سوى 7 مرات فقط، بينما ظل فوق مقاعد البدلاء في 9 مباريات، وبينما ظل مورينيو يصرخ طالباً التعاقد مع المزيد من اللاعبين، خاصة المدافعين، في بداية الموسم الجاري، واجهته إدارة يونايتد بحقيقة إهداره الأموال التي ينفقها لجلب لاعبين لا يشركهم بصفة أساسية، وهو ما تكرر مع البرازيلي فريد الذي تعاقد عملاق أولد تراوفورد معه مقابل 53 مليون يورو من شاختار، لكنه لعب 10 مباريات فقط وأحرز هدفاً واحداً، بينما ظل احتياطياً في 11 مباراة أخرى!
وبرغم أن الفرنسي عثمان ديمبيلي بات مؤثراً بصورة إيجابية مع برشلونة هذا الموسم، إلا أن مشاكله الخارجية وعدم التزامه، دفع فالفيردي إلى عدم الاعتماد عليه كأساسي في بداية مسيرته مع الفريق في الموسم الماضي، وكاد الأمر أن يتكرر هذا الموسم، وقامت الصحافة الكتالونية بالهجوم عليه مؤخراً، مع التلميح بإمكانية التخلص منه بالبيع في الميركاتو القادم، وهو اللاعب الرابع في ترتيب أغلى صفقات الانتقال عبر التاريخ، عندما تمرد على فريقه السابق بروسيا دورتموند الألماني، ورحل إلى البارسا مقابل 105 ملايين يورو، لكن يبدو أن الجلسات الأخيرة أعادت ديمبيلي إلى رشده، وبدأ في اللعب بجدية مع الفريق، خاصة في المباريات الأخيرة، ورفع رصيده هذا الموسم إلى 7 أهداف بجانب 3 تمريرات حاسمة.
لكن ديمبيلي بدا محظوظاً عندما أفلت من مقصلة فالفيردي، التي عانى منها أليكس فيدال الذي تألق لسنوات طويلة مع البافاري الألماني، وبقي لاعب الوسط التشيلي حبيساً في مقاعد البدلاء لفترة طويلة، دفعته لإبداء الغضب والاعتراض على قرارات مدربه، ولعب فيدال 16 مباراة هذا الموسم، منها 12 كبديل، علماً بأنه انتقل إلى صفوف الفريق الكتالوني مقابل 16 مليون يورو، وتحسن وضع المقاتل التشيلي مؤخراً وبدأ فالفيردي في الاعتماد عليه، وهو ما لم يحدث مع مالكوم، البرازيلي الشاب الموهوب صاحب الـ 21 عاما، وتعاقد البارسا معه مقابل 37 مليون يورو قادما من بوردو ، إلا انه لعب 7 مباريات ، شارك كأساسي في اثنتين فقط منها، وسجل هدفاً واحداً.
أما الغريم التقليدي، ريال مدريد، فقد فعل الأمر ذاته مع النجم المهاري، ماركو أسينسيو، الذي لعب كبديل 6 مرات وبقي على مقاعد الاحتياط في 7 مباريات، برغم أنه أحرز هدفين وصنع 3 أهداف خلال مشاركاته في جميع البطولات، إلا أن صاحب الشرط الجزائي في عقده مع الملكي بقيمة 442 مليون يورو، لا يزال يقاتل من أجل الحصول على فرصته الكاملة، خاصة بعد الانتقادات التي وُجهت إليه مؤخراً، واضطر للرد بقوة من خلال الصحف الإسبانية، رافضاً كل المحاولات للتشكيك في طموحه حسب تصريحاته الأخيرة، وقام الميرنجي بالتعاقد مع المهاجم الشاب، ماريانو دياز، لاعب ليون السابق، بقيمة 19 مليون يورو، إلا أنه ظل بديلاً في أغلب المباريات أيضاً!
وبالعودة إلى فرق البريميرليج، تظهر أسماء مثل فابينيو البرازيلي الذي حصل ليفربول على خدماته في بداية الموسم، مقابل 40 مليون يورو، قادماً من صفوف موناكو، إلا أنه شارك في 9 مباريات فقط، منها 4 كبديل، ولم يحرز أي هدف وكذلك لا يمتلك أي تمريرة حاسمة، وبرغم البداية الجيدة للغيني نابي كيتا مع يورجن كلوب، إلا أنه عاد لقائمة الاحتياط، ليشارك حتى الآن في 12 مباراة، لعب نصفها كبديل، وانتقل كيتا من لايبزج الألماني مقابل 54 مليون يورو، أما تشيلسي فكرر الأمر ذاته مع المهاجم جيرو الفرنسي، المنتقل من أرسنال بـ 15 مليون يورو، ولعب بطل المونديال الروسي 7 مباريات كبديل من إجمالي 13 مشاركة، وابتعد الإيطالي زاباكوستا عن التشكيل الأساسي في عهد ساري، حيث لعب مباراة واحدة فقط في البريميرليج كبديل مقابل البقاء احتياطياً في 14 مباراة، أما الصفقة المحيرة والغريبة جداً في صفوف البلوز، فهو الإنجليزي دانيال درينكووتر، الذي انتقل في الموسم الماضي من صفوف ليستر سيتي في صفقة كلفت تشيلسي 34 مليون يورو، لكنه لعب مباراة واحدة فقط كبديل، لمدة 30 دقيقة فقط، وجلس فوق مقاعد البدلاء 3 مرات، وبعدها اختفى حامل لقب البريميرليج مع الثعالب تماماً!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©