الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

بعد الصيام··اللياقة البدنية صداع مزمن في رأس الأجهزة الفنية

26 أكتوبر 2006 00:00
تحقيق - ممدوح البرعي: هل تعوض ''الطاقة الروحانية'' ما يفقده الجسد؟!·· هذا السؤال يطرح نفسه على الملاعب العربية منذ أكثر من نصف قرن في أعقاب شهر رمضان الكريم·· قديماً نطالع عشرات الحكايا التي تشبه الأساطير عن لاعبين كانوا يؤدون المباريات صائمين في رمضان، ويتألقون بدنياً وفنياً ويزرعون المستطيل الأخضر جهداً وإبداعاً كما لو كانوا ''يشعون'' طاقة تعلو فوق الجسد!! واليوم ''يجرجر'' اللاعبون أقدامهم على أرض الملعب في ليل رمضان بعد ساعات من الإفطار، وتشكو كل الأجهزة الفنية من تراجع حاد في المستوى· وبعيداً عن القضية الروحانية، وما فيها من مفارقة قد تنحاز لجيل أو أجيال على حساب أخرى، فإننا نستقرئ الواقع الراهن لنعرف كيف ومتى تعود الحيوية الى ملاعب كرة القدم بعد رمضان·· والقضية الأخطر هي منتخب الشباب الذي يغادر الى الهند مفعماً بالآمال في نهائيات كأس آسيا، وكم يحتاج من الوقت لاستعادة اللياقة قبل أن تدور عجلة المباريات· تناقضت الآراء تناقضاً حاداً بين رأي يرى أن العودة الى المستوى الطبيعي تحتاج الى ما لا يقل عن ثلاثة أسابيع، ورأي يختصر الزمن في أسبوع أو أقل·· أيضاً اختلفت الرؤى حول ''روشتة'' العلاج وكيفية استعادة اللياقة، بين رأي يرى ضرورة تكثيف المران وآخر يرى تخفيفه تماماً والصعود به تدريجياً، ويحذر بشدة من عواقب وخيمة للجهد المفاجئ! لياقة منتخب الشباب في بطولة آسيا أخطر زوايا القضية تكتسب قضية اللياقة بعد رمضان بعداً خطيراً مع منتخب الشباب الذي يستعد هذه الأيام لنهائيات أمم آسيا بالهند حاملاً في حقائب السفر طموح الكرة الإماراتية وتطلعاتها لمنصات التتويج·· من هنا يبرز السؤال الأهم حول ما إذا كانت الأيام القليلة الباقية قبل انطلاق المباريات تكفي لتعويض نقص اللياقة، أم يحتاج الأمر الى وقت أطول بما يؤثر على نتاج الفريق على الأقل في المباريات الأولى للبطولة؟! يؤكد نور الدين بوفلقة مساعد مدرب المنتخب أن الأمر لا يدعو للقلق أو الانزعاج ولنا تجربة سابقة في كأس العالم للشباب التي أقيمت في ضيافة الدولة عام 2003 وكنت وقتها مساعداً للمدرب جودار، وانطلقت المباريات ثالث أيام عيد الفطر المبارك· يضيف: صحيح ان أغلب لاعبي منتخب الشباب في ذلك الوقت أصيبوا بشد عضلي جراء التعب والمجهود المفاجئ في أعقاب شهر الصوم مباشرة·· وصحيح أننا تعرضنا في مباراة الافتتاح لهزيمة قاسية أمام سلوفاكيا 4/،1 لكن لياقة الفريق تحسنت تدريجياً بمعدلات سريعة واكتملت بعد أسبوع واحد من البداية فتطور الأداء وتغيرت النتائج، واستطعنا تحقيق الفوز على بنما 2/1 ثم تعادلنا مع بوركينا فاسو صفر/صفر، وأخيراً فزنا على منتخب أستراليا القوي 1/صفر· وفي هذه النهائيات التي تنطلق بالهند هذا الشهر في أعقاب عيد الفطر المبارك أمامنا مجال أوسع لعلاج نقص اللياقة بعد شهر الصوم حيث نخوض أولى مبارياتنا يوم 30 أكتوبر الجاري أمام تايلاند، وهنا تبرز نقطتان مهمتان·· الأولى ان الفاصل الزمني بين عودة اللاعبين للتدريبات في ثاني أيام العيد وبين المباراة يصل الى ستة أيام، وهي مسافة تكفي لتعويض الكثير من النقص·· ثانياً ان منتخب تايلاند ليس من الفرق الآسيوية شديدة البأس أو بالغة القوة وهو ما يمنحنا فرصة طيبة لتحقيق الفوز واكتساب الثقة والشحنة المعنوية اللازمة لانطلاقة البداية قبل لقاء الصين يوم الأول من نوفمبر ثم أستراليا أقوى فرق المجموعة يوم 3 من نفس الشهر··والملاحظ أن المباريات جاءت متدرجة المستوى وهذا من حسن حظ المنتخب· إذاً نحن أمام مسافة زمنية مناسبة قبل انطلاق المباريات مع تدرج مثالي في مستويات القوى المنافسة، وأخيراً أمام برنامج غذائي علمي مقنن نحن بصدد تطبيقه الآن بعد أن حددناه مع الجهاز الطبي إضافة الى شعور أكيد بين صفوف الفريق وجهازه بضرورة التعويض وتقديم أفضل صورة ممكنة عن الكرة الإماراتية الأمر الذي يدعو للاطمئنان· وعن ذلك النظام يقول نور الدين إن شهر رمضان له تأثير كبير على مستوى جهد اللاعب لأنه عندما يتدرب فإنه يحتاج الى سوائل وفيتامينات وعناصر غذائية أخرى لتعويض السعرات الحرارية التي يفقدها في التدريب·· وفي رمضان تقام التدريبات ليلاً بعد الإفطار لكن اللاعب لا يتناول الوجبات الرئيسية اللازمة وإنما يقتصر الأمر غالباً على وجبتين إحداهما سريعة وهو ما لا يكفي لمجهود اليوم، لذلك يخرج اللاعب بعد 30 يوماً ولديه نقص كبير في السوائل والمعادن والفيتامينات ويفقد من 2 الى 2,5 كيلوجرام من وزنه جراء المباريات والتدريبات·· وفي نهايات شهر رمضان يكون اللاعب قد استهلك كل مخزونه، ويصعب عليه حتى أن يؤدي مباراة كاملة! يواصل نور الدين: لذلك فقد وضعنا خطة متكاملة لمواجهة هذه القضية، وقرر الجهاز الفني انطلاق التدريبات اعتباراً من اليوم الثاني لعيد الفطر، مع تغيير الموعد من المساء الى العصر للاعتياد على تدريبات النهار وهي تختلف عن تدريبات الليل شريطة أن يتبع اللاعبون نظاماً غذائياً دقيقاً ومحدداً قام الجهاز الطبي بتنظيمه ليستعيد اللاعب عافيته سريعاً، وهو نظام تعويضي يأخذ في الحسبان قياسات النقص في عناصر بناء الطاقة وقوة التحمل بحيث يمكن تعويض القدر الأكبر من النقص خلال الأيام الخمسة الأولى من انطلاق التدريبات التي وضعنا لها أيضاً برنامجاً دقيقاً يتناسب مع الظرف الراهن· على وشك إصدار قرار بإقامتها ليلاً الفيفا يبحث توقيت المباريات في رمضان تفجرت قضية الصيام داخل أروقة الاتحاد الدولي لكرة القدم ''فيفا'' حتى صار على وشك إصدار قرار خلال الفترة القليلة المقبلة يقضي بإقامة مباريات التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم ليلاً خلال رمضان إذا ما صادفت المباريات أيام الشهر الفضيل· وإذا ما تم إصدار القرار الذي اقتنع الاتحاد الدولي أنه ضرورة لتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص فإنه سوف يفتح الباب سريعاً لتعميمه بين الاتحادات القارية (آسيا وأفريقيا) سواء على صعيد البطولات الخاصة بالمنتخبات مثل كأس الأمم الآسيوية والأفريقية، أو على مستوى الأندية في بطولات أبطال الدوري والكؤوس وكأس الاتحاد· وكانت القضية قد تفجرت من أفريقيا لدى مواجهات جمعت أندية أفريقية بأخرى عربية خلال رمضان من الأعوام السابقة وأصر الطرف غير العربي على إقامتها نهاراً فيما احتجت الأطراف العربية وطالبت بإقامة المباريات مساء، ثم تكرر الأمر ووصلت القضية الى الفيفا· الطريف أن أطرافاً عربية أيضاً اختلفت فيما بينها حول إقامة المباريات نهاراً في رمضان كما حدث في مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الأفريقي الذي جمع الترجي التونسي على أرضه مع الاسماعيلي المصري حيث كان مقرراً إقامة المباراة عصراً واحتج الإسماعيلي مطالباً بالتغيير وإقامتها بعد الإفطار·· وبعد جدل طويل أقيمت المباراة في المساء! ··وانقسمت الآراء·· في الطريقة والتوقيت والأداء هولمان يرفع راية التغيير السريع ·· والزواوي يحذر: في العجلة الندامة ! في البداية يرى هولمان المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر أن تكثيف الجرعة التدريبية الى ما يزيد عن الضعف هو الطريق الصحيح للعلاج·· لذلك قرر انطلاق التدريبات عقب إجازة عيد الفطر مباشرة على فترتين صباحاً ومساءً بلا تدرج، مع زيادة الجرعة - الزائدة أصلاً - لبعض اللاعبين ممن أخضعهم لبرامج لياقة فردية إضافية بعد أو قبل المران مع الفريق· ويؤكد هولمان أنه بذلك الأسلوب يمكنه استرجاع لياقة لاعبيه في أسبوع واحد بعد أن فقدوا الكثير منها بحدة خلال رمضان نتيجة اختلاف النظام الغذائي ومواعيد النوم والصحيان، وفقدان الجسم للكثير من العناصر الضرورية لبناء ومرونة العضلات وتدعيم طاقة الجسد والذهن· ومع إخضاع الجميع لجرعات مضاعفة من المران يرى هولمان أن برامج التدريب لا ينبغي أن تكون واحدة لجميع اللاعبي، بل إن هناك شرائح وحالات فردية يتحتم التعامل معها على حدة، كل بحسب حالته التي يراها ويقررها الجهاز المعاون والطبيب واختصاصيو اللياقة· وفي هذه النقطة تحديداً يتفق يوسف الزواوي المدير الفني لفريق الشعب مع راينر هولمان في الرأي، لكنه يختلف معه جذرياً في صلب القضية·· يرى الزواوي أن استعادة لياقة الفريق تحتاج الى ما لا يقل عن ثلاثة أسابيع ضماناً للعودة الآمنة بلا شوائب أو اثار جانبية ربما تكون خطيرة! ويقول إن هناك ثلاث دورات ينبغي أن يخضع لها اللاعبون بعد رمضان، تستغرق كل منها أسبوعاً·· وتركز الدورة الأولى على التحمل والثانية على السرعة والأخيرة على التقوية·· ولكل دورة تدريبات وعلاجات ونظام غذائي حتى يتم التعامل مع العضلة بصورة سليمة وصولاً الى تقويتها وإكسابها المزيد من الحيوية التدريجية، مع الأخذ في الاعتبار أن الفريق ليس فئة واحدة، بل يختلف الأمر من فئة لأخرى ومن لاعب للاعب بصورة واضحة تتطلب اختلافات في تطبيق هذه البرامج بين شرائح الفريق· أما النقطة الضرورية التي أسهب الزواوي في التنبيه إليها فهي مسؤولية اللاعب نفسه وقدرته على ضبط حياته وسلوكه الشخصي، إذ ينبغي له أن يأخذ زمام المبادرة وأن يعي أنه المسؤول الأول عن نفسه قبل المدرب والنادي، وأن يكون حريصاً على الالتزام بالبرامج البدنية والنظام الغذائي بعيداً عن النادي، مع تنظيم مواعيد النوم والصحيان وضبط السلوك الشخصي بصورة عامة حفاظاً على الصحة والمكتسبات التي تتحقق من خلال برامج التدريب· وأضاف الزواوي ان السهر والعادات الغذائية السيئة وعوامل الإجهاد ونقص العوامل التعويضية كالفيتامينات وغيرها، كلها من أسباب تأخر عودة اللاعب الى مستوى اللياقة المطلوب، وهنا يبرز دور ''العقلية الاحترافية''، وضرورة أن نصل بها الى مرحلة النضج لتصبح كرة القدم حرفة حقيقية يتعامل معها اللاعبون بما تتطلب من جدية وجهد والتزام حتى يدرك اللاعب أن حفاظه على نفسه سواء في السلوك الشخصي أو السلوك المهني الرياضي هو أساس مستقبله وحياته، وبالتالي نقتطف ثمار الاحتراف كاملة النضج· وأخيراً قال الزواوي عن برامج اكتساب اللياقة بعد رمضان إنها تنقسم الى فروع هي النظام الغذائي وما يسمى بالتدريبات الخفية والعوامل التعويضية مثل الفيتامينات التي لا تدخل في نطاق المنشطات·· وهذه الأمور ليست ضرورية بعد رمضان فقط، بل في أوقات كثيرة من الموسم·· ففي وقت اشتداد الرطوبة يتغير مستوى الأملاح في الجسم ويصبح في حاجة الى كميات معينة من السوائل خلال فترات زمنية قصيرة سواء أثناء المباريات أو بعدها مباشرة·· كما تتغير فسيولوجية الدم ونسبة الدهون بعد المباراة ويحتاج الجسم الى نظام غذائي محدد··؟أيضاً هناك نظم أخرى يجب اتباعها في التدريبات وأثناء فترات الإصابة وبعد رمضان ومع بدايات الموسم·· وهكذا· وعما إذا كان ذلك كله مطبق بأسلوب علمي في ملاعب الكرة الإماراتية قال: إنني أتكلم عن نفسي وليس عن غيري، وفريقي يتعامل بهذا المنهج الذي أتعاون في تطبيقه مع أعضاء الجهاز المعاون واختصاصيي اللياقة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©