الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تقارب أميركي أوروبي لتفادي الرسوم الجمركية

تقارب أميركي أوروبي لتفادي الرسوم الجمركية
1 ديسمبر 2018 01:18

يسعى المفاوضون التجاريون الأميركيون والأوروبيون لتحقيق انتصارات سريعة تعزز التوصل إلى تفاهمات في يوليو المقبل لإيجاد صيغة مشتركة لتجنب حرب تجارية بين الجانبين، وإلا أن التحدي الأكبر أمامهم هو أن تنفيذ هذه التحركات يستغرق وقتاً طويلاً.وقد اتفق الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر في البيت الأبيض في 25 يوليو الماضي على العمل سوياً من أجل التوصل إلى صيغة مشتركة لتفادي حرب تجارية بين الجانبين، والعمل على إلغاء التعريفات المفروضة بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشكل كامل، بالإضافة إلى إزالة العقبات كافة التي تحد من عمليات التبادل التجاري بين الجانبين، مع ضمان عدم تقديم أي دعم للصناعات التي قد تحد من المزيد من الانفتاح التجاري بينهما، مع الاستمرار فقط في تقديم الدعم لصناعات السيارات.
وقال وزير التجارة الأميركي ويلبر روس: «إن الرئيس ترامب يريد مفاوضات سريعة تحقق نتائج ملموسة». وقال: «هذا ليس المقصود منه أن نستمر في عمليات التفاوض لخمس سنوات». محذراً الاتحاد الأوروبي من اختبار صبر الرئيس الأميركي في التأخير في التوصل إلى اتفاق.
ويركز المفاوضون حالياً، بعد الاختلاف الذي طرأ بين الجانبين حول نطاق صفقات التجارة البسيطة والسريعة، على مواءمة الأنظمة الأميركية والأوروبية بشأن السلع والخدمات، حيث يأمل الممثل التجاري الأميركي روبرت لايتايزر أن يتم التوصل إلى عدد كبير من الاتفاقات في أقرب وقت من أجل إزالة الحواجز كافة التي من شأنها أن تقوض عمليات التبادل التجاري بين دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقد أدى عدم التوصل إلى اتفاق خلال المحادثات التي جرت في يوليو الماضي إلى تهديد إدارة الرئيس ترامب بفرض رسوم جمركية أميركية على واردات السيارات، وهو ما يشكل مصدر قلق كبير بين دول الاتحاد الأوروبي. ويقول مسؤولو الاتحاد: «إن المحادثات الخاصة بالتعاون بشأن رسوم الواردات من السيارات يمكن أن تكون مثمرة بشكل خاص».
وبسبب تكلفة ضبط معايير المنتجات لتكون موائمة للتداول في كلا الطرفين، فيمكن عن طريق التنسيق بين الجهات المعنية في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة أن يعمل على تحقيق وفورات ضخمة للجانبين، كما يقول المسؤولون في الصناعة والتجارة. عندما حاولت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مواءمة الأنظمة قبل عقد من الزمان، قدرت شركة الاستشارات الهولندية إيكوري أن اقتصادات الطرفين مجتمعة ستكسب أكثر من 200 مليار دولار سنوياً من خلال إزالة المعايير المزدوجة.
ومع ضبط المعايير بين الجانبين فإن ذلك سيعمل على توفير الكثير من المصروفات التي كانت تُنفق على عناصر تشمل الاختبار والتفتيش والتحليل القانوني والإيداعات. وتعد هذه هي ثالث محاولة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ عام 2007 للقضاء على الحواجز غير الجمركية. وقال إيان ماكفي، المحامي المقيم في لندن في شركة كينج أند سبالدينج، الذي قدم استشارات للعملاء في مجال صناعة المستحضرات الطبية والأدوية والقريب من المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة: «إن العثور على أرضية مشتركة بشأن اللوائح صعب للغاية ولن يحدث بسرعة». وشكك ما يكفي في أن تسفر المفاوضات التجارية عن انفراجه قريبة فيما يتعلق بالتبادل التجاري بين الجانبين.
يمكن أن يكون تعديل المعايير الصناعية معقداً من الناحية الفنية، وأكثر تعقيداً إذا ما تم ممارسة الضغوط على جميع الأطراف. وذلك لأن لوائح التوحيد ليست مهمة سهلة حتى في الصناعات التي يسير فيها المنظمون والشركات في خطوط متوازية، مثل الطيران التجاري.
فقد استغرق الأمر خمس سنوات لواشنطن وبروكسل للتفاوض حول الاعتراف المتبادل بمعايير السلامة الجوية، وتأخر تنفيذ اتفاقهما الذي تم إبرامه في عام 2008 ثلاث سنوات أخرى بسبب الخلاف حول نقطة واحدة.
كما تخلت شركات الكيماويات منذ فترة طويلة عن تنسيق اللوائح عبر المحيط الأطلسي، وهي تسعى الآن إلى اتخاذ خطوات صغيرة لإعادة تصنيف المنتجات الكيميائية، ووضع العلامات التجارية وتعليمات السلامة عليها.


ويُذكر أن إعادة تسمية المنتج نفسه للبيع في سوقين مختلفين يكلف مليارات الدولارات سنوياً. وبالنسبة لمصدري المنتجات الكيميائية في الولايات المتحدة، فتبلغ تكلفة مختلف متطلبات وضع علامات السلامة حوالي 475 مليون دولار سنوياً، وفقاً لتقديرات الخبراء التجاريين في البيت الأبيض.
وسيؤدي القضاء على نصف الحواجز غير الجمركية على المنتجات الكيميائية إلى تحقيق مكاسب اقتصادية إجمالية تزيد على 10 مليارات دولار في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وفقًا لتقديرات شركة الاستشارات الهولندية إيكوري.
وقال رينيه فان سلوتن، المدير التنفيذي للسياسة الصناعية في اتحاد صناعات الكيماويات بالاتحاد الأوروبي: «إن تكاليف الامتثال أعلى من التعريفات الجمركية - حيث إن احتمالات خفض هذه التكاليف فعلاً محدودة لكن مع ذلك جديرة بالاهتمام».
أحد الطرق لتحقيق نتائج سريعة هو إحياء الاتفاقيات السابقة. خلال ثلاث سنوات من المحادثات حول الشراكة التجارية والاستثمارية عبر المحيط الأطلسي المقترحة، والتي انهارت في عام 2016، توصل الجانبان إلى بعض الاتفاقيات الأولية حول المعايير.
وقال مسؤول بالاتحاد الأوروبي: «إن المسؤولين الذين يسعون لتحقيق نتائج إيجابية وسريعة من خلال التفاوض مع الجانب الأميركي قد يستدعون اتفاقات سابقة بين الجانبين تم التوصل إليها من قبل، ولكنها ظلت حبيسة الأدراج، على أن يتم عرضها كصفقة جديدة، الموافقة عليها مضمونة ليتم تنفيذها على أرض الواقع على الفور».
«لقد فعلنا، على مر السنين، الكثير من العمل التحضيري»، هذا ما قالته سيسيليا مالمستروم مفوضة الاتحاد الأوروبي للتجارة. وأضافت: «هناك اتفاقات جيدة تم التوصل إليها مع الجانب الأميركي من قبل ولكنها لم تُنفذ على أرض الواقع حتى الآن».
وما يعد مثالاً على ذلك هو ما تم التوصل إليه بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بشأن الاعتراف المتبادل على ممارسات التصنيع الجيدة للمستحضرات الصيدلانية، والتي من شأنها أن تعمل على خفض التكاليف عن طريق إنهاء عمليات التفتيش المتكررة. وقد تم التفاوض على ذلك الأمر على مدى ثلاث سنوات، حيث وقعت الولايات المتحدة على الاتفاق قبل يوم من تولي ترامب منصبه، وقد تم التوصل إلى صيغة لإحياء اتفاقية تم التوصل إليها في عام 1998، حيث كان يرفض المنظمون الأميركيون تنفيذها بسبب المخاوف من التراخي في بعض معايير دول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بالمستحضرات الطبية والأدوية.
وقد بدأ سريان الاتفاقية منذ نوفمبر 2017، ومن المقرر تطبيقها بالكامل بحلول يوليو 2019. وقال مسؤولو الصناعة والمفوضية الأوروبية: «إنه يمكن توسيع الاتفاقية لتشمل التطعيمات والأدوية البيطرية، وهما مجالان أبرزهما المسؤولون في الاتحاد الأوروبي على أنهما مناسبان للصفقات المحتملة».
وبالنسبة للمفاوضين الذين ينظرون إلى الاختلافات عبر الأطلسي في اللوائح، «ستكون المخرجات في فترة زمنية قصيرة جداً محدودة»، حسبما قالت لويزا سانتوس، مديرة العلاقات الدولية في جماعة الضغط الأوروبية «بزنس يوروب». وأضافت أن «التغيير الرئيس في الوقت الراهن هو أن لدينا قصة إيجابية» في أعقاب اتفاق يوليو.
ويقول السيد لايتيزر الذي يستعد لجولة جديدة من المفاوضات مع السيدة مالمستروم: «إن الإدارة الأميركية عازمة على تحقيق نتائج جوهرية خلال التفاوض بشأن اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي في أقرب وقت مناسب».

بقلم: امري بوكر

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©