الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إبراهيم غرايبة يفسّر ظاهرة "التطرف" في سياقها المعرفي والنفسي

إبراهيم غرايبة يفسّر ظاهرة "التطرف" في سياقها المعرفي والنفسي
1 ديسمبر 2018 01:17

محمد عريقات (عمّان)

يواصل الباحث والمفكر الأردني إبراهيم غرايبة، المتخصص في دراسة الفكر الإسلامي والعمل الاجتماعي، اشتغاله بقضايا التطرف والإرهاب من خلال مؤلفاته وأبحاثه ومقالاته في الصحافة الأردنية والعربية، وقد أصدر في هذا المجال مؤخراً العديد من الكتب الأدبية والفكرية، أهمها رواية «السراب»، ومجموعة قصصية بعنوان «منديل أزرق جميل»، إلى جانب كتابه «من الدعوة إلى السياسة»، وكتاب «الخطاب الإسلامي والتحولات الحضارية والاجتماعية».
مؤخراً، صدر لغرايبة كتاب جديد تحت عنوان «التطرف»، والذي تم ترشيحه على اللائحة الطويلة لجائزة زايد للكتاب، عن فرع «التنمية وبناء الدولة».
افتتح غرايبة كتابه بمحاور عدة تناقش تلك الظاهرة من خلال طرحه للعديد من الأسئلة مثل «ما هو الطرف؟»، «من أين جاء هؤلاء المتطرفون؟»، و«كيف نميز بين التطرف والاعتدال؟» و«ما هو الاعتدال؟»، وتضمن الكتاب إلى ذلك تسعة فصول تسعى، وفقاً لغرايبة، لتفسير تلك الظاهرة في سياقها المعرفي والاجتماعي والنفسي، ثم اقتراح سياسات اجتماعية للمواجهة لا تنكر الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية والدينية.
في الفصل الثامن من الكتاب، يتناول المؤلف دور الفنون والثقافة والإعلام في مواجهة التطرف والكراهية، مؤكداً أن الدين والفن يقدمان في بحثهما عن المعنى إلى الآخر معاني ووظائف وآفاقاً يستدل بها على الصواب والجمال بما هو ارتقاء في الروح وإدراك للقبيح والحسن والتمييز بينهما، وهنا يؤكد المؤلف أن في غياب الفنون التشكيلية والموسيقى والنحت والشعر عن عالم الدين سيجعل قصوراً في فهمه، فيمضي به اتباعه إلى التطرف والقتل والكراهية.
ويقول إبراهيم غرايبة لـ «الاتحاد»: «يستعين الإنسان بالدين والفن لأجل الوصول إلى الصواب، وبإدراكه أن ذلك مثال يستحيل الوصول إليه يظل محكوماً بهاجس أنه يتخذ الأدوات الصحيحة ليصل إلى الصواب، والحال أن هذه القدرة هي التي تمنح الإنسان المعنى والارتقاء وليس الصواب بذاته وبغير ذلك فإن الشخصية الإنسانية تغرق في التفاهة والوصاية، فبغير ارتقاء الإنسان بنفسه ستبقى المجتمعات والأفراد ضحية السياسات والأفكار التافهة».
ويلفت هذا الفصل من الكتاب إلى أن المواجهة الثقافية والفكرية مع الكراهية لا تعمل تلقائياً، فهناك شرطان أساسيان أمام الثقافة والفنون حتى تعمل لأجل التقدم والاعتدال لنجاحها في مواجهة التطرف، وهما أن تعكس تفاعل المجتمعات نفسها بمكوناتها وطبقاتها ومصالحها، وبغير ذلك ستكون معزولة، وتعمل ضد نفسها، والشرط الثاني أن تعكس إدراكاً وشعوراً عادلاً بالجمال وقيمة أساسية عليا في الحكم على الأفكار والأشياء المادية وغير المادية.
وحول ذلك يعلق غرايبة في حديثه مع الاتحاد: «إن العلاقة بين الجمال وبين الكراهية والتطرف عكسية، بمعنى أن وجود مستوى جمالي متقدم ومؤثر يؤدي بالضرورة إلى انحسار التطرف والكراهية، وبالمقابل يمكن توقع أن غياب البعد الجمالي أو ضعفه يعني بالضرورة زيادة فرص نمو وانتشار التطرف، الفنون تعبر عن الخيال والحدس والشعور فهي مقياس لوعي أفكار الأمم والأفراد، فهي تجعل هذا الخيال والعقل الباطن ظاهرين ومحسوسين يمكن ملاحظتهما وتقييمهما».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©