الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إدمان اليافعين للتراسُل النصي يُدخلهم عوالم الكبار مبكراً

إدمان اليافعين للتراسُل النصي يُدخلهم عوالم الكبار مبكراً
15 نوفمبر 2010 20:32
كشف بحث جديد أُعلنت نتائجه خلال الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية للصحة العامة، أن إدمان اليافعين الرسائل النصية وتبادُلها بشكل مفرط له تأثير سيئ على حالاتهم النفسية وعلى شخصياتهم التي تصبح أكثر هشاشةً، فتزداد مخاطر تعرضهم لإدمان عادات أخرى ضارة بالصحة مثل التدخين والمخدرات والكحول والعراك والرغبة المبكرة في ممارسة الجنس. ويصف الباحثون في هذه الدراسة كل من يتبادل أكثر من 120 رسالة نصية في اليوم في أيام الدراسة بأنه حبل على الغارب. قال سكوت فرانك الذي أجرى هذه الدراسة على 4,257 تلميذ بمدارس ثانوية إنه وجد أن 20% منهم مُصابون بهذا النوع من الإدمان. ووجد أن اليافعين الذين يتبادلون الرسائل النصية بكثرة اعترفوا أنه سبق لهم جميعاً التدخين وشُرب الكحول. وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن غالبية هؤلاء اليافعين ينتمون إلى أوساط اجتماعية منخفضة الدخل وممن تغيب عنهم الرقابة الأبوية في المنزل لظروف العمل أو الهجران أو الطلاق. وأقر 11,5% من هؤلاء التلاميذ أنهم يقضون أكثر من ثلاث ساعات يومياً في تبادُل الرسائل النصية عبر المنتديات الاجتماعية. بلوغ مبكر جاء في بيان التقرير الختامي الذي تلاه الدكتور فرانك “إن انعدام الرقابة الأبوية في البيت وعدم الاكتراث بمعرفة أصدقاء الأبناء والأشخاص الذين يقضون الساعات في التراسُل معهم ينعكس سلباً على الصحة النفسية والبدنية للأبناء”. غير أن فرانك يضيف “ذلك لا يعني أن كل طفل أو يافع يتبادل الرسائل النصية عبر المنتديات يُعاني من مشكلات صحية أو نفسية، فليس بين الأمرين علاقة سببية حتمية أو مباشرة بل هناك ارتباط. ولكن الأمر المؤكد هو أن سلوكات وتصرفات مُدمني التراسل النصي الشبكي من اليافعين يكونون أكثر عُرضةً لانحراف السلوك وإدمان بعض عادات الكبار السيئة”. ويقول فرانك كذلك إن الأمر يرتبط في جزء كبير منه بنوع الأصدقاء الذين يتراسل اليافع معهم. فإذا كانوا أصدقاء صالحين وأسوياء فإن اليافع قد يستفيد من التراسل معهم- مع شرط تقييد الوقت المخصص لذلك يومياً- ويمكن أن يعود عليه بالنفع ويُساعده ليكون اجتماعياً أكثر وذا قابلية أكثر للاندماج والتكيف. أما إذا كانوا من أصدقاء السوء وممن يكبرونه سناً، فإنه ينجر في الغالب إلى مشاطرتهم عوالمهم وحضور أنشطتهم والقيام بما لا ينبغي القيام به. ولذلك يقترح فرانك على الأبوين التقرب إلى أبنائهم ومصادقتهم ومحاورتهم ومعرفة نوع الأشخاص الذين يُصادقونهم ويُراسلونهم. خارج القانون يختم فرانك بالقول إنه ليس ضد استخدام التراسُل النصي، فهو أصبح جزءاً لا يتجزأ من وسائل الاتصال الحديثة للصغير والكبير، غير أن الصغير يحتاج إلى ترشيده وتوجيهه حتى يُحسن استخدامها ولا يُكثر منها بحيث تصل إلى حد الإدمان. ويقول بعض المدرسين إن تعامل اليافعين المفرط مع أجهزة الاتصال الحديثة من كمبيوترات لوحية وهواتف آي فون لا يعني بالضرورة زيادة ميولهم الاجتماعية، بل إن منهم من لا يقدرون على التواصل بفعالية وجهاً لوجه مع شخص آخر والنظر في عينيه لمدة طويلة بسبب تعودهم على التعامل بالآلات، فأصبحت تصرفات بعضهم تشبه تصرفات “الروبوتات” وتخلو من المسحات الإنسانية. ويشير عدد من التربويين إلى أن احتفاظ التلميذ أو الطالب بهاتفه المحمول أو كمبيوتره اللوحي يؤثر على تركيزه ويجعل شد انتباهه أمراً صعباً ويؤثر بالتالي على تحصيله الدراسي، كما أنه قد يجعله عُرضة للتنمر المدرسي أو قد يخلق منه متنمراً على باقي زملائه، وهو ما يخلق جواً غير صحي داخل قاعة الدرس. ويضيف هؤلاء التربويون بالقول إن الشخص الذي يُخالف أمر المُدرس بإغلاق هاتفه المحمول ومخالفة القوانين التنظيمية للمدرسة هو نفسه الذي يُخالف القوانين الأخرى التي تسنها الدولة والمجتمع ويتمرد عليها. وقد أثارت نتائج بحث فرانك جدلاً كبيراً، إذ إن البعض وافقوه الرأي وآخرون عارضوه. غير أنهم أجمعوا على أن تقرب الآباء من أبنائهم ومصادقتهم أمر مرغوب ويُساعد على النمو النفسي السوي للطفل واليافع. عن “واشنطن بوست”
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©