الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الشرق الأوسط أكبر سوق للتمويل في العالم

الشرق الأوسط أكبر سوق للتمويل في العالم
25 أكتوبر 2006 23:31
إعداد - أيمــن جمعــة: أصبحت منطقة الشرق الاوسط أكبر سوق لتمويل المشاريع في العالم بفضل الطفرة الاقتصادية الاستثنائية في مشاريع العقارات والبنى الاساسية وقطاع الطاقة والتي وصلت قيمتها حاليا الى نحو 700 مليار دولار· وترى صحيفة ''فاينانشال تايمز'' في تقرير موسع عن هذه الطفرة ''هناك تحديات وفرص أمام أكثر الاسواق نشاطا في العالم''· ونقل التقرير عن احصائيات بنك HSBC أن منفذي المشاريع في الشرق الاوسط جمعوا 33 مليار دولار لتنفيذ أعمالهم خلال النصف الاول من العام الحالي مقارنة مع 24 مليارا خلال عام 2005 بالكامل وسبعة مليارات فقط في عام ·2001 وتقود شركات الطاقة الاقليمية في غالبية دول الشرق الاوسط طفرة الاستثمارات بضخ أموال كبيرة في مشاريع لزيادة طاقتها الانتاجية في كل المجالات بداية من أنشطة المنبع والمصب والبتروكيماويات وصولا الى توليد الكهرباء· وفي الوقت نفسه فان منطقة الخليج التي تنعم حاليا بوفرة نقدية كبيرة بفضل الارتفاعات القياسية في اسعار النفط تتطلع لتنويع اقتصاداتها بعيدا عن ايرادات الهيدروكربونات، وهو ما يشجعها على تطوير البنى الاساسية بما في ذلك توسيع المطارات والموانئ وكذا مشاريع عقارية واسعة، والمتوقع ان تولد كل هذه المشاريع منافسة متزايدة على مصادر التمويل· ويقول دارين ديفيس رئيس قسم تمويل المشاريع والصادرات لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا فيHSBC سوق تمويل مشاريع الشرق الاوسط هو الان الاكبر من نوعه في العالم·'' وكان محسن خان مدير منطقة الشرق الاوسط واسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي كشف في وقت سابق هذا الشهر ان دول مجلس التعاون الخليجي الست تعكف حاليا على تنفيذ مشاريع عملاقة متنوعة بمئات المليارات من الدولارات، أغلبها يقوم به القطاع الخاص وهو ما يتطلب تمويلا طويل الاجل· لكن فاينانشال تايمز ترصد عدة تحديات رئيسية لتمويل المشاريع في الشرق الاوسط· فسعر اتفاقيات اعادة تمويل الشراء انخفضت الى 30 نقطة أساس فوق سعر ''ليبور'' وهو ما يجبر الكثير من البنوك المحلية على الخروج من السوق· ويقول شاندرا سيكاران رئيس قسم تمويل المشاريع والهيكلة في بنك الخليج الدولي ومقره البحرين ''غالبية البنوك الاقليمية صغيرة الحجم نسبيا، وأفضل تصنيف لها هو ء، وليس من المنطقي ان تدخل في منافسة تمويلية بالسوق المحلي الصعب· وهي تختار بدلا من ذلك المشاريع التي تولد ايرادات كبيرة·'' وتواجه البنوك والمؤسسات المصرفية الاسلامية نفس المشاكل التي تواجهها البنوك التقليدية ولذا فان غالبية حصص هذا ''السوق التمويل الاسلامي'' تسيطر عليها وحدات التمويل الملتزمة بقواعد الشريعة في البنوك الدولية العملاقة مثل HSBC وسيتي جروب· ويوافق ديفيس من HSBC على ان نفقات التمويل تجبر غالبية البنوك الاقليمية في الشرق الاوسط على الابتعاد عن سوق التمويل قائلا ''نحن عند أدنى مستوى بشأن تسعير التمويل· لكن هذا ليس بالمشكلة الضخمة للبنوك الدولية الكبيرة، لا توجد أية مؤشرات على تراجع هذه الفئة من البنوك·'' وتسعير التمويل ليس بالتحدي الوحيد في هذا السوق· فهناك أيضا ''نوعية تمويل'' المشروع المطلوب في سوق تهيمن عليه حتى الان طريقة الاقتراض التي تشترك فيه عدة بنوك لتوفير المال اللازم· ولكن مع وصول حجم بعض المشاريع الى عشرة مليارات دولار فان البنوك تجد نفسها وقد وصلت الى أقصى حد تستطيع تقديمه من قروض· ويقول خان من صندوق النقد الدولي ''يطلب المستثمرون الان من البنوك أمورا لم تكن المصارف تفعلها فيما سبق، وهو تمويل مشاريع ضخمة المستوى بسعر تمويل منخفض للغاية· من المعتاد في الدول النامية ان تقوم الشركة باصدار سندات لاجل سبع سنوات، لكن هذا لم يعد كافيا·'' وكانت قطر لجأت الى سوق السندات الدولية في اواخر التسعينيات للحصول على تمويل طويل الاجل لكن السندات لم تلعب سوى دور محدود في تمويل مشاريعها، وأصبحت الانظار متركزة على البنوك لتوفير هذه المبالغ الضخمة، ومع عدم استعداد البنوك الاقليمية لهذا التحدي فان البنوك الدولية تتصدر الصفوف لتلبية مطالب التمويل· وعلى سبيل المثال فقد أعلنت الحكومة القطرية عن مشاريع جديدة بقيمة لا تقل عن 130 مليار دولار وهي تريد تمويل ما لا يقل عن نصف هذا المبلغ من البنوك الاجنبية التي أقام بعضها فروعا بالفعل في الدوحة مثل باركليز كابيتال وكريديه سوسييه وجي بي مورجان· وانضمت الدوحة الى ابوظبي ودبي والرياض والعديد من المدن الخليجية الاخرى التي تتصدر قائمة المدن الاكثر تغييرا في العالم حيث كثيرا ما يجد المقاولون صعوبة في توفير رافعات تكفي لتنفيذ العدد الكبير من المشاريع المطلوبة· وهناك تحد ثالث وهو احتمال حدوث حركة تصحيحية في أسواق العقارات الخليجية التي ربما تكون هي الاكثر جذبا من بين قائمة مشاريع البنى الاساسية، وذلك مع المضي قدما في تنفيذ عدد كبير من المشاريع السكنية الفاخرة· ويقول مسؤول في شركة عقارية خليجية كبيرة ''حتى يومنا هذا فاننا لا نواجه أية مشكلة في الحصول على قروض لتمويل المشاريع العقارية· ولكن مع انطلاق كل هذا العدد الكبير من المشاريع العقارية خاصة في دبي فانني لن أصاب بالدهشة اذا قررت البنوك ذات الاستراتيجيات الحصيفة ان تبدأ في تقديم قروضها على أساس سياسة انتقائية''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©