المفروض ان المذيع أو مقدم البرامج التليفزيونية يعكس - حين يظهر على الشاشة - المبادئ التي تربى عليها من صغره وأن يدرك ان الظهور على التليفزيون ليس مدعاة للفخر والاعتزاز بقدر ما يمثل هذا الظهور مسؤولية واختبارا لشخصه أمام المشاهد وما اذا كان أسلوبه وتقديمه مقبولاً لدى الناس من عدمه·
أقول ذلك، بعد ان استفزني تصرف أحد المذيعين الذي يعمل في قناة خاصة فصاحبنا يقدم برنامجا يوميا تعتمد فكرته على اختيار موضوع اجتماعي دارج عند الشباب ثم يناقشه مع المتصلين الذين يشاركون بآرائهم المختلفة على المشاهدين من طول وقت البرنامج·
ومرة اتصلت فتاة للمشاركة برأيها حول الموضوع المطروح في الحلقة وقبل ان تنهي المكالمة أمطرت المذيع بوابل من عبارات الاعجاب والثناء على تميزه وخفة ظله في التقديم ثم طلبت رقم الموبايل لتتمكن من التواصل معه وهو الأمر الذي رفضه مقدم البرنامج لأن القنوات الفضائية عموما تمنع اعطاء أرقام العاملين لديها اثناء البث المباشر لمن يطلبها من المشاهدين والمعجبين·
والحمد لله ان قنواتنا الرسمية والحكومية تضم كوكبة من المذيعين ومقدمي البرامج الذين يرفضون مسايرة المتصلين على أي فعل لا يتناسب مع ذوق المشاهد لا يدفعهم لذلك سوى تقديرهم لقيمة العمل الإعلامي، واحترامهم لعقليات الجالسين أمام الشاشات فليس سهلاً ان تستهين بعقلية المشاهدين في زمن يشهد ولادة مئات القنوات يومياً، وكلها تسعى للمنافسة في جذب أكبر عدد من المشاهدين·
وصدق من قال:
''إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا''
سعيد الملاحي
عدد اليوم
