الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
تكنولوجيا

شركات تتجه لإنتاج أجهزة هجين تجمع مزايا الكمبيوتر الشخصي و «التابليت»

شركات تتجه لإنتاج أجهزة هجين تجمع مزايا الكمبيوتر الشخصي و «التابليت»
17 أغسطس 2013 00:59
ربما يكون فناء الكمبيوتر الشخصي منطوياً على قدر كبير من المبالغة إلا أن الصناعة المرتبطة به تبدو متأزمة. ومن المنتظر أن يفلت الكمبيوتر من الفناء مثله مثل جهاز الكمبيوتر الضخم mainframe الذي قيل إنه سيختفي من بضعة عقود ولكنه ظل ناشطاًَ موجوداً له استخداماته. صحيح أن الأجهزة المحمولة مثل آي باد ستظل تقلص من مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية، ولكنها على الأرجح لن تفي أبداً بمتطلبات متخصصي جداول البيانات المطلوبة spreadsheets ومحرري الأفلام وغيرهم ممن يعتمدون على شاشات كبيرة متعددة وعلى دقة لوحة المفاتيح والفأرة. غير أن هناك رأياً سائداً بين كثير من تنفيذيي التكنولوجيا يذهب إلى أن أهمية الكمبيوتر الشخصي ستقل تدريجياً، وقال هكتور رويز الرئيس التنفيذي السابق لشركة ادفانست مايكرو ديفايسز التي تصنع الرقائق لأجهزة الكمبيوتر الشخصية وغيرها من الأجهزة: «في رأيي المتواضع يعتبر الكمبيوتر الشخصي الذي نعرفه آخذ في الأفول والتحول على جهاز روتيني للشركات». أضحت معنويات صناعة الكمبيوتر الشخصي متشائمة على نحو متزايد، ونشاطها يزداد ركوداً ولا تلوح في الأفق عودتها إلى العافية. ذلك أنه خلال الربع الثاني من هذا العام انخفضت توريدات الكمبيوتر الشخصي العالمية بنحو 11% في خامس انخفاض ربعي متتابع فيما يعد أسوأ تراجع منذ ظهور الكمبيوتر الشخصي منذ ما يزيد على 30 سنة مضت. أعلنت إنتل مورد الرقائق لمعظم أجهزة الكمبيوتر الشخصية ومايكروسوفت التي تطور نظام تشغيل ويندوز في السواد الأعظم من تلك الأجهزة عن نتائج مالية مخيبة للآمال. كما أن التعديل الذي أجري على برمجيات مايكروسوفت المسمى ويندوز 8 لم يعزز المبيعات بل ربما زادها سوءاً. وتخوض شركة ديل التي كانت فيما سبق تتسم بالقوة، والمتأزمة حالياً بتراجع أجهزة الكمبيوتر الشخصية، صراعاً مع مساهميها على خطة تحويلها إلى شركة خاصة سعياً إلى إرضاء المستثمرين. وسعياً إلى ذلك التحويل، ناقش مايكل إس ديل مؤسس ديل وشركة سيلفر ليك للاستثمار تحويل الشركة إلى مؤسسة توريد خدمات برمجيات للشركات. والمتوقع أن يجري قريباً تصويت على مستقبل الشركة. ورغم استمرار ثبات مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية للشركات إلا أن طلب المستهلكين عليها تقلص، ما يعزى في المقام الأول إلى شراء الناس بدلاً منها أجهزة آي باد وكيندل فاير وغيرها من أجهزة الكمبيوتر اللوحية تابليت. وتتنامى مبيعات التابليت نمواً مطرداً. في هذا العام يتوقع أن تزيد توريدات التابليت على 200 مليون جهاز وهو ما يزيد للمرة الأولى على توريدات أجهزة نوتبوك الفئة الأكبر من أجهزة الكمبيوتر الشخصية، حسب مؤسسة جارتنر البحثية. وكان ستيفن بي جوبز الرئيس التنفيذ السابق لشركة آبل الذي توفي عام 2011 قد توقع قبل بضع سنوات بأن تصبح، أجهزة الكمبيوتر الشخصية أقل عدداً بكثير من أجهزة التابليت. وهناك نظرية تقول إن أجهزة التابليت تحمل مشتري الكمبيوتر الشخصية على تأجيل شراء أجهزة كمبيوتر جديدة ربما لسنة واحدة أو سنتين، ولكن في وقت ما سيكون الناس مستعدين لجهاز جديد. وقال طوني ساكوناجي المحلل في مؤسسة برنستاين البحثية: «إن دورة التبديل والإحلال تتسارع». وهناك رأي أكثر تشاؤماً يذهب إلى أن طلب المستهلكين على أجهزة الكمبيوتر الشخصية لن يعود أبداً. وقال أحد الخبراء إن المستهلكين بدؤوا شراء الكمبيوتر الشخصي بأعداد كبيرة اعتباراً من تسعينيات القرن الماضي بسبب عدم وجود جهاز أفضل يدخلهم على شبكة الإنترنت. ولكن الكمبيوتر الشخصي، حسب رأي ذلك الخبير كان دائماً الأكثر ملاءمة كجهاز للمكاتب لإصدار المستندات والبيانات وأعمال أخرى، أما أجهزة التابليت، حسب رأيه أفضل من حيث استهلاك المحتويات سواء مشاهدة نتفليكس أو تصفح الشبكة العنكبوتية. وأضاف ذلك الخبير: «عدد المستهلكين يفوق عدد المنتجين بكثير حتى في عالم به الكثير من محتويات يصدرها المستخدمون». في الربع الأول من هذا العام، كانت نسبة 53% من توريدات الكمبيوتر موجهة إلى سوق المستهلك، بينما وجهت 47% إلى السوق التجارية، حسب مؤسسة آي دي سي البحثية. ويفضل كثير من المستهلكين أجهزة الكمبيوتر الشخصية فيما يخص أعمال بعينها مثل تحرير أفلام منزلية وغيرها. غير أن أجهزة التابليت تغزو بالفعل مجال الكمبيوتر الشخصي في كثير من المجالات المهنية مثل أوراق حجز الرحلات الجوية والحجز النقدي في المطاعم. وقال خبراء إن رد فعل الموجودين في صناعة الكمبيوتر الشخصي - خصوصاً مايكروسوفت وإنتل، بصفتهما المحتكر الثنائي لرقائق البرمجيات والخاسرين الأكبر من تراجع نشاط الكمبيوتر الشخصي، تمثل في تعديل الكمبيوتر الشخصي بحيث يشبه التابليت. حيث قامت مايكروسوفت بتصميم ويندوز 8 ليعمل على الأجهزة المزودة بشاشات اللمس. في الوقت ذاته، قامت إنتل بتعديل رقائقها بحيث تكون أكثر توفيراً لطاقة البطارية بصفتها خاصية مهمة للأجهزة المحمولة. هذه التغيرات تتيح نشوء أجهزة هجين تذيب الفروق بين الكمبيوتر الشخصي والتابليت. ويمكن حالياً تحويل أجهزة التابليت إما عن طريق طي شاشاتها أو من خلال شاشات منفصلة. وهناك كثير من أجهزة النوتبوك العادية تأتي بشاشات لمس للتحول سريعاً بين أوضاع الاستخدام المختلفة. وتراهن مايكروسوفت وإنتل على أن الأجهزة التي ستطرح في الخريف ستعيد متسوقي أجهزة الكمبيوتر إلى المتاجر. وتخطط مايكروسوفت لإطلاق نسخة جديدة من نظام تشغيلها تسمى ويندوز 8.1 تعالج العيوب التي انتقدها عملاؤها في نسختها السابقة. وقال آدم كينج مدير تسويق المنتجات في إنتل: «ما سنشهده خلال الأشهر القليلة المقبلة مزيداً من التصاميم من جميع مصنعي الكمبيوتر الشخصي». وقال أناند تشاندراسيكر مدير التسويق في شركة كوالكوم مورد الرقائق لبعض أجهزة ويندوز المحمولة إنه يتوقع أن تنجح مايكروسوفت في التلاؤم مع تغيرات نشاطها. غير أن البعض يشكك في أن تصنيع فئة جديدة من الأجهزة الهجين سيعمل على إيقاف قوة دفع أجهزة تابليت من آبل ومن شركات تنتج أجهزة مرتكزة على نظام تشغيل أندرويد من جوجل. وقال مارك بنيوف الرئيس التنفيذي لشركة سيلزفورس دوت كوم وأحد منتقدي مايكروسوفت إن العملاء يتجنبون بالفعل أنواعاً جديدة من الأجهزة مثل سرفس Surface من مايكروسوفت. ومهما حدث لنشاط الكمبيوتر الشخصي، لا يبدو أن القبضة الحديدية التي فرضتها شركات مثل مايكروسوفت وانتل على مصنعي الأجهزة من الممكن أن تعود مرة أخرى. تصنع هيوليت باكارد حالياً نوتبوك يستخدم برمجية جوجل المسماة كروم أو إس وتابليت مرتكزا على نظام تشغيل أندرويد من جوجل. كما أن لينوفو أكبر بائع أجهزة كمبيوتر شخصي في العالم تعتبر من أكبر بائعي هواتف وتابليت أندرويد، خصوصاً في الصين وهو أمر كان يعد خيانة في وقت سابق من عصر الحوسبة. عن «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©