الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حرب أوروبية صينية لمكافحة وباء الأدوية المقلدة

25 أكتوبر 2006 01:54
إعداد - محمد عبدالرحيم: في أحد المستودعات النائية في خارج مدينة بروكسل بدأ المستخدمون في عرض صندوق لأقراص الفياجرا التي تحمل العلامة التجارية لشركة فايزر المعروفة غير أن الأقراص مقلدة ولا تحتوي إلا على كمية من السكر المطحون· وتم تصنيع الشحنة، التي تحتوي على 100 ألف قرص من الفياجرا المقلدة وتبلغ قيمتها الإجمالية مليون يورو (1,25 مليون دولار)، في لاوس عاصمة كمبوديا قبل أن تتم مصادرتها في مطار بروكسل الدولي في الشهر الماضي عندما كانت في طريقها إلى سيراليون· وكما ورد في صحيفة ''وول ستريت جورنال'' مؤخراً فقد أصبحت الأدوية والعقاقير الصيدلانية المقلدة تمثل مشكلة متزايدة التعقيدات كما يشير مسؤولو الاتحاد الأوروبي في مجال الجمارك، وبينما يحتوي بعض هذه الأدوية على عناصر غير ضارة فإن العديد منها يتضمن مقادير مهلكة من السميات· ووفقاً للازلو كوفاكس، مفوض الضريبة والجمارك في الاتحاد الأوروبي، فإن الصين هي المصدر الرئيسي للإنتاج في الوقت الذي باتت فيه عصابات التزييف التي تتخذ من آسيا مقراً لها تبيع معظم كميات هذه الأدوية في الدول النامية خاصة في القارة الأوروبية، ونسبة لأن غالبية هذه الأدوية يجري نقلها وشحنها عبر أوروبا فإن الاتحاد الأوروبي دخل في تعاون وثيق مع الحكومة الصينية بهدف شن هجوم كاسح على هذه الأنشطة التجارية في نفس الوقت الذي يعمل فيه الكيانان على تحسين وتسهيل عملية دخول الأدوية الناجعة والأرخص ثمناً إلى الدول النامية· وقد تمكنت السلطات الجمركية الأوروبية حتى الآن من مصادرة أدوية مقلدة تتراوح ما بين العقاقير المنقذة للحياة والمضادة للملاريا انتهاء بتلك التي تتعلق بالأناقة والتحكم في الوزن مثل الفيتامينات· وسوف تعمد المفوضية، الذراع التنفيذي في الاتحاد الأوروبي، إلى نشر أول قائمة لها بالأدوية المقلدة التي تمت مصادرتها في الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي· وأصبحت عمليات التقليد والتزييف تشكل 10 في المائة من سوق الأدوية العالمي حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية التي أشارت إلى إمكانية انتشار بعض الأوبئة بشكل خاص في الدول النامية حيث أن 25 في المائة من الأقراص التي يتم بيعها مقلدة أو مزيفة· وتشير نفس التقديرات إلى هذا الرقم يزداد إلى 50 في المائة في نيجيريا وباكستان كما أن هذه الحصة سوف تتضاعف بحلول العام 2010 ما لم تسارع الحكومات إلى اتخاذ خطوات كفيلة بوقف هذا التدفق·· وكما يقول كريستوف بيرين في منظمة سانز فروتيرز الفرنسية المتخصصة في مجال معونات الأدوية ''إن معظم الأشخاص في الدول النامية ليست لديهم إمكانية الحصول على الأدوية بأسعار مناسبة''· أما مايكل باولز الصيدلي البلجيكي الذي قام مؤخراً بزيارة منطقة بادموندوا في جمهورية الكونغو الديموقراطية فقد اكتشف أن الأدوية المزيفة تباع في المحلات والأكشاك· ومن أجل تخفيف حدة المشكلة بدأت كل من الصين وأوروبا بموجب اتفاقية جديدة للتعاون الجمركي في مراقبة حاويات السفن البحرية في الموانئ المهمة التابعة لهما كميناء روتردام في هولندا وميناء شينزهن في الصين إلا أن مادي راتينت أحد مسؤولي الجمارك في بريطانيا أشار إلى مدى صعوبة الحصول على منتجات غير مشروعة في الحاويات البحرية نسبة لعدم إمكانية فتح جميع الحاويات وتركها تخضع فقط للمعلومات الاستخباراتية أو لمجرد ما يصدر عن الغريزة· وفي الصين تحديداً فقد شرعت الحكومة أصلاً في توجيه الضربات إلى عصابات تزييف الأدوية والعقاقير حيث أمرت الحكومة في مايو 2005 بتفتيش الصيدليات والمستشفيات في جميع أنحاء الدولة بحثاً عن الأدوية التي تنتجها شركة كويكيهار للصيدلة بعد أنباء تواترت عن وفاة ستة أشخاص في مستشفى ولاية جوانج زهو بعد أن تمت معالجتهم بدواء ارميلاسرين المقلد والذي يستخدم عادة في معالجة أمراض الكبد كما ذكرت وكالة أبناء اكسين هاو· أما أوروبا فقد عمدت إلى تبني نظام أطلق عليه اسم ''الممارسة الصناعية الجيدة'' الذي يشجع الشركات الصيدلانية على شراء المكونات والمقادير فقط من المزودين المصادق عليهم من قبل الاتحاد الأوروبي· وفي نفس الأثناء فقد شرعت الحكومات الأوروبية الأخرى في تنفيذ حملات تفتيشية داخل شركات الأدوية والعقاقير الطبية· بيد أن جميع هذه التدابير لا تعتبر كافية من وجهة نظر كريس آولدنهوف مدير شؤون التنظيم الخارجي في شركة دى آس ام الألمانية الكيميائية إذ يرى أنه يتعين على المفتشين الوطنيين القيام بالمزيد من عمليات التفتيش المكثفة وغير المعلنة في المصانع وفي مستودعات الشركات المزودة وبخاصة فيما وراء البحار حيث يتم تعهيد معظم الإنتاج· وكان تقرير لجامعة اوكسفورد في عام 2005 قد شن هجوماً على الصناعة الصيدلانية متهما إياها بتجنب إثارة المشكلة من أجل حماية مبيعات المنتجات التي تحمل علاماتها التجارية· وطالبت الدراسة الحكومات الوطنية بضرورة انفاذ القوانين التي تطالب الشركات بالإبلاغ بشكل فوري من اكتشافات ممارسات التقليد· إلا أن العديد من شركات الأدوية نفت التهم المنسوبة إليها بغض البصر عن هذه الممارسات حيث ذكرت شركة فايفر بأنها ظلت تتقاسم المعلومات بشأن الأدوية المقلدة مع السلطات المعنية في الصين وجميع الأنحاء الأوروبية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©