الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الركود يسرق فرحة العيد من أهالي رام الله

25 أكتوبر 2006 01:52
عانت الأراضي الفلسطينية من تدهور اقتصادي مع تشديد حكومة الاحتلال الإسرائيلي من حصارها العسكري واستمرار وقف المجتمع الدولي مساعدته المقدمة للسلطة الوطنية· وأكد الجهاز المركزي للاحصاء أن 68,5% من الأسر الفلسطينية تعاني من الفقر فيما تعاني ما نسبتها 55,5% من مجموع الأُسر من الفقر الشديد، متوقعا أن تبلغ معدلات الفقر بين الأُسر التي يعمل أربابها في القطاع العام حوالى 75,8% نهاية العام الجاري· وأشار تقرير لوكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن أجواء الركود الاقتصادي الحاد خيمت على أسواق رام الله التجارية عشية عيد الفطر المبارك، وبدت الأسواق على غير عادتها السنوية في مثل هذه الأيام خاوية من أي إقبال للمواطنين· وأعرب الاقتصادي عمر شعبان عن اعتقاده بصعوبة الأوضاع الاقتصادية بفعل الوضع الإنساني الناجم عن الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل والمجتمع الدولي منذ شهور طويلة، مشيرا إلى حالة الإضراب والاحتجاجات التي تعم الشارع الفلسطيني بسبب أزمة الموظفين الذين لم يتقاضوا رواتبهم منذ ثمانية أشهر متتالية وما نجم عنه من شلل تام لكافة مناحي الحياة· وحذر من تدهور خطير في الأوضاع المعيشية والإنسانية في حال استمرار حالة الحصار والشلل الاقتصادي، بينما أجمع التجار على أن الحركة التجارية في المدينة باتت مشلولة تماما بعد طول فترة انقطاع الرواتب وأنه حتى في ظل الحركة المحدودة التي تحدث ما بين الحين والآخر تكون لشراء الحاجات الأساسية وليس للتسوق الفعلي للعيد· وقال جمال هلال -صاحب محل تجاري فى شارع الارسال التجارى بمدينة رام الله: لم أر في حياتي عيدا هكذا، حتى في بداية تفجر الانتفاضة كان هناك بعض الحراك التجاري نبيع ونشتري، أما هذا العام فالوضع واضح للعيان''· وعلق الشاب رياض الذي يعمل في محل تجاري لبيع الأحذية على الوضع التجاري عشية العيد قائلا: ''لا يوجد وضع من أصله فالحركة معدومة وحتى لو دخل أحد للمحل فإنه يسأل عن السعر ويغادر حتى من غير فصال''، مشيرا إلى أنه يغلق محله يوميا عند التاسعة والنصف مساء على نقيض الأعوام الماضية في رمضان حيث كان يغلق بعد منتصف الليل بداية من النصف الثاني للشهر، وفيما اكتظت الأسواق المحلية بالباسطات المتنقلة والباعة الساعين للاستفادة من مناسبة عيد الفطر لتحصيل بعض الرزق إلا أنها افتقدت اكتظاظ المواطنين السنوي الذين منعتهم الظروف الاقتصادية المتردية من التسوق · ومن أمام بسطته الخشبية وقف خالد وهو ينسق المكسرات وقطع الحلويات، وقال ملوحا بيديه فى غضب: لا يوجد سوق هذا العام·· انقضى النهار وأنا أنادي على الحلويات دون جدوى، وقديما كان الزبائن يحتشدون أمام البسطة حيث نسترزق من المناسبة''· وبين رواد السوق القلائل علت صيحات الطفلة سهاد خضر وهي تطالب والدتها بإكمال كسوة العيد لها، وقالت وهي تمسك كيسا وبداخله فستان أزرق: من أول رمضان وأبي يعدني بشراء كسوة العيد عند قبض راتبه، ولم أشتر شيئا منذ سبعة شهور ويقولون لي انتظري الراتب· وأضافت ''العيد الماضي اشتريت كسوتين، وهذا العيد أسمع وعود الراتب والسلفة، أنا أريد ملابس جديدة وبس''· من جانبه ظل عبد الرحمن محمد سعيد أحد أفراد الأمن الوطني يتأمل بزيه العسكري ما يعرض على واجهات المحلات التجارية دون أن يقدم على دخول أي منها·· فهو لم يتقاض ، مثله مثل 165 ألف موظفي حكومي، راتبه الشهري منذ 8 شهور باستثناء بعض السلف المالية التي ذهبت لتغطية ديونه المتراكمة كما يقول·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©