الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«آي باد 2» يرسخ وجود «آبل» في الصين

«آي باد 2» يرسخ وجود «آبل» في الصين
19 أغسطس 2011 23:00
حقق “آي باد 2” نجاحاً مدوياً في الصين التي تعد أكبر سوق للهواتف المحمولة، والمنتظر أيضاً أن تصبح هذا العام أكبر سوق أجهزة كمبيوتر محمولة في العالم. ورغم أنه من الشائع وجود طوابير طويلة في متاجر آبل في الولايات المتحدة، إلا أن إطلاق “آي باد 2” في الصين قوبل بإقبال شديد ثم بتكالب على الحصول عليه، بل أسفر عن كثير من الشجار بين العملاء في متاجر بكين. وتعتبر متاجر آبل الأربعة في الصين هي الأكثر ازدحاماً والأكثر إيرادات على مستوى متاجر آبل في العالم أجمع. وقال تشيانج جيونج - وين البروفيسور في الكلية الدولية الصينية لإدارة الأعمال في شنغهاي والذي كثيراً ما يستخدم دراسات حالات آبل في محاضرات التسويق التي يلقيها، منذ أتى آي باد إلى السوق الصينية، أضحت أجهزة آبل ضمن أهم الأشياء المستخدمة كرشوة لمسؤولين أو شركاء أعمال. وقال أحد مديري التسويق في شركة مستحضرات تجميل والذي يملأ صندوق سيارته الخلفي بأجهزة آي باد وآي فون حين يسافر إلى شمال شرقي الصين لكي يحصل على مزايا ترويج بضائع شركته: “أقدم في الشهر 20 جهاز (آي باد) كهدية لتسيير الأعمال”. تشهد آبل نتائج هذا النجاح، ففي ربع العام الأول زادت إيرادات الشركة في الصين وهونج كونج وتايوان إلى ستة أمثالها فبلغت 3,8 مليار دولار. وقد أتى كل ذلك بمجهود قليل نسبياً، ففي الوقت الذي خصصت فيه شركات متعددة الجنسية أخرى موارد مالية وادارية هائلة لاختراق الصين لسنوات لم تبدأ آبل في تعزيز توسعها بالصين سوى العام الماضي. حيث عمدت الشركة في بادئ الأمر إلى زيادة متاجرها في الصين من أربعة متاجر إلى 25 متجراً هذا العام، غير أنها غيرت رأيها لتفتح متاجر ضخمة بدلاً من ذلك. ومن المنتظر أن يكون المتجر الخامس المقرر افتتاحه لاحقاً هذا العام في شنغهاي الأكبر على مستوى الصين. لدى الشركة نحو 1000 متجر إعادة بيع مرخص في البلاد ومع ذلك هناك متاجر تفوقها عدداً تبيع أجهزة أبل المهربة من الخارج إلى داخل الصين. بل إن عدداً متزايداً منها بدأ يتحول إلى متاجر رسمية لآبل. ولم يكن هناك أي من الزيارات الصاخبة لكبار التنفيذيين مثلما تفعل شركات غربية أخرى من أجل تأمين دعم حكومي وجذب الجمهور. ولا يوجد سجل رسمي بزيارات رئيس تنفيذي أبل ستيف جوبز الصين ولم تقم الشركة بتأكيد رحلة تيم كوك مدير عملياتها التي ترددت شائعة مؤخراً عنها. وترى آبل أنه ما يزال هناك مجال كبير لمزيد من النمو أمامها. إلى ذلك قال كوك لبعض المحللين الشهر الماضي: “أؤمن فعلاً بأننا لم نتطرق إلا للسطح حتى الآن وبأن الصين هي في الواقع عبارة عن فرصة سانحة لآبل”. ورغم أن محللين يوافقون على ذلك، إلا أنهم يؤكدون أن الشركة تفقد حصة كبيرة من هذه الفرصة ليستفيد بها آخرون. وقال تشيانج: “تأتي معظم إيرادات آبل في الصين ربما من مبيعات الأجهزة ولكن ليس من إيرادات التطبيقات”. قفزت أحجام التحميل في متجر تطبيقات آي فون في الصين منذ العام الماضي لتجعلها ثاني أكبر سوق بعد الولايات المتحدة بحسب ديستيمو، المؤسسة الهولندية البحثية. غير أن 0,99% فقط من التحميلات الصينية عبارة عن تطبيقات مدفوعة مقارنة مع 2,45% في الهند و6,05% في اليابان، بحسب ما صرحت به ديستيمو في تقرير صدر في شهر يونيو الماضي. وبالنظر إلى أن المستهلكين الصينيين ينعمون بالعديد من عروض الموسيقى والأفلام والألعاب المجانية وغيرها من منتجات برامج السوفتوير على الشبكة، فإنهم لا يريدون أن يدفعوا مقابل محتويات قابلة للتحميل. وبعد سنين من الحروب غير المجدية ضد توزيع محتويات (مسروقة) بدأت شركات غربية في التأقلم والرضا بهوامش أقل في الصين لمجرد الحصول على نصيب من الكعكة. غير أنه نظراً؛ لأن آبل لا تبدي أي دلائل على أنها متوجهة في هذا النهج تنتشر مواقع الشركة التي تعرض تطبيقات آي فون وآي باد مجاناً لأجهزة آبل غير المغلقة. ويشكو مشجعو آبل الصينيون من أنه ليس لدى مخزن تطبيقات الشركة المحلي سوى القليل جداً من التطبيقات المخصصة للصين. وقال زهانج ينج الطالب الجامعي في تيانجين: “لا يوجد سوى القليل جداً من الكتب الإلكترونية التي أهواها، والكتب الإلكترونية الموجودة يمكن الحصول عليها بسعر أرخص في أماكن أخرى”. غير أن الصين ربما تكون أكبر من أن تسمح بأن تتجاهل آبل كل ذلك. وحتى الآن تعتبر تشاينا يونيكوم (أضعف مشغل أجهزة محمولة في الصين) هو المشغل الوحيد الذي يوزع آي فون على مشتركيه. غير أنه من المتوقع أن تبدأ تشاينا تليكوم تقديمه هذا العام كما تعكف آبل على إجراء محادثات بشأن اتفاقية حول آي فون مع تشاينا موبايل أكبر مشغل محمول في العالم. ومتى قدم المشغلون الصينيون الثلاثة الهاتف ستكون آبل مؤهلة للحصول على مصدر إيرادات دائم من عدد من مستخدمي المحمول يقارب المليار شخص. وقال تشيانج: “فقط من خلال مبيعات الأجهزة ستكون السوق أكبر من طاقة أبل لسنين مقبلة”. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©