قرقاش: مشاركة ناجحة للإمارات في منتدى مكافحة الاتجار بالبشر

أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني أن مشاركة وفد الإمارات في منتدى فيينا لمكافحة الاتجار بالبشر كانت ناجحة بكل المقاييس وأنه حقق الغرض الرئيسي من انعقاده· وأشار إلى أن أعضاء الوفود استطاعوا تكريس أنفسهم تماما لمحاربة الاتجار بالبشر وتوحيد العزيمة والهدف في هذه المعركة المهمة· وأعرب عن أمله في رؤية نتائج إيجابية للمبادرة العالمية للأمم المتحدة لمحاربة الاتجار بالبشر في الأشهر المقبلة· وانتهت أمس الأول فعاليات المنتدى التي استمرت أربعة أيام، ومثل الإمارات فيها معالي الدكتور أنور محمد قرقاش والوفد المرافق له· وكان معاليه نقل في كلمته تحيات الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى المشاركين في المنتدى· وأشار الى ملامح سياسة الإمارات في مكافحة جرائم الاتجار بالبشر· وأوضح معاليه أن التبرع الذي تقدمت به الدولة للمبادرة العالمية للأمم المتحدة لمحاربة الاتجار بالبشر يؤكد جديتها في دعم توجهات المجتمع الدولي نحو تبني مبادرات من شأنها تضييق الخناق على سبل تفشي واستفحال هذه الجريمة الدولية، كما تأتي أيضا في إطار سعيها إلى توفير البيئة المناسبة لتبادل الخبرات الميدانية والمعرفة اللازمة لدعم هذا التوجه· وشهد المنتدى إعلان اللجنة الوطنية عن استراتيجية الإمارات في مكافحة جرائم الاتجار بالبشر والتي تقوم في محتواها على أربع ركائز رئيسية وتدعو في شقها الدولي إلى تعزيز أواصر علاقات التعاون الدولي المشترك لمواجهة هذه الظاهرة المتنامية عبر الحدود· وأكد الدكتور قرقاش أن الإمارات تدعم بكل إمكاناتها بناء شراكة عالمية لتحقيق الأهداف المشتركة في اجتثاث ظاهرة الاتجار بالبشر من جذورها، وأن المسؤولية مشتركة· واعتبر أن الغرض من منتدى فيينا يتمثل في دعم كل الجهود الرامية إلى هذا المسعى· مشاركات شارك أعضاء الوفد الإماراتي الذي ضم أعضاء اللجنة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر في مجموعة من الحوارات الثنائية واللجان الفرعية وجلسات العمل التي تناولت مجالات رئيسية ذات صلة بالموضوع· وكان المؤتمر استهل أعماله بحضور أعضاء الوفد جلسات المنتدى البرلماني الذي حضره أكثر من مائة من أعضاء البرلمانات من دول العالم المختلفة وخصص لمناقشة التشريعات الوطنية المتعلقة بالاتجار بالبشر· ووزع أعضاء وفد الإمارات نشرات خاصة بالقانون الاتحادي رقم '' 51 '' لمكافحة الاتجار بالبشر الذي يعتبر الأول من نوعه في المنطقة العربية، كما اطلعوا على تشريعات دولية ووطنية متعلقة بهذه القضية قدمتها الوفود الأخرى· وأكد الوفد التزام الإمارات وتصميمها على مكافحة كل أشكال العمالة القسرية وأنها حددت الخطوط العريضة لمشاركتها الكاملة في تعزيز الشراكات الثنائية بين الدول المصدرة للعمالة ووجهاتها لمنع هذه الجريمة البشعة في منبعها· وشكل التعاون الدولي موضوعا رئيسيا طيلة جلسات العمل والمناقشات· وقال الدكتور عبد الرحيم العوضي وكيل وزارة العدل المساعد للتخطيط والتعاون والدولي أثناء مشاركته في الجلسة المخصصة لمناقشة مواقف وردود فعل الأجهزة العدلية الجنائية تجاه قضايا الاتجار في البشر إن ''الإمارات تسعى بشكل حثيث لصياغة شراكات في جميع المجالات المتعلقة بمكافحة هذه الجريمة وخاصة في مجال التعاون والتنسيق وتبادل المعلومات''· وعقد ممثلو السلطات التنفيذية من المشاركين في وفد الدولة إلى فيينا مجموعة من الاجتماعات المثمرة مع نظرائهم في وحدات محاربة الفساد وخبراء مكافحة الاتجار بالبشر على مستوى العالم وذلك للوقوف على التجارب الدولية والتعرف على أفضل الممارسات والتقنيات والبرامج الخاصة بمكافحة الاتجار بالبشر· وأكدت عفراء البسطي مديرة مؤسسة دبي الخيرية لرعاية النساء والأطفال أن الاتجار بالبشر يعد جريمة متشعبة ومتعددة الأطراف بين البلدان المصدرة والمستقبلة للضحايا وبلدان أخرى تربطها علاقات عديدة بهذا الشأن· وأشارت الى انه لا يمكن لعملية إعادة تأهيل الضحايا أن تكون ذات فاعلية وتأثير دون توفر صلات قوية على مستوى الحكومات والمنظمات والهيئات المعنية في جميع أنحاء العالم· كما أجرى ممثلو مركز أبوظبي لإيواء النساء والأطفال مباحثات مع مجموعة واسعة من العاملين في القطاع نفسه حول العالم· وتركزت النقاشات في هذا السياق على آفاق تبادل الخبرات المشتركة وإمكانية تطبيق مجموعة من الممارسات والتجارب الدولية في هذا المجال· شراكة وتعاون أتاح المنتدى أمام أعضاء الوفد الإماراتي الفرصة لتعزيز جهودهم في مجال تطوير تقنيات مكافحة جرائم الاتجار بالبشر، وذلك من خلال مجموعة من صيغ الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات المشتركة· وقد معالي وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني والوفد المرافق عدة لقاءات ثنائية على هامش المنتدى مع بعض كبار المسؤولين الدوليين مثل أنطونيو كوستا المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة ورؤوساء وحدات مكافحة الاتجار بالبشر في منظمة العمل الدولية ومنظمة الهجرة الدولية، بالإضافة إلى مدير مركز مكافحة الاتجار بالبشر في المملكة المتحدة· وعلى صعيد الجهود المبذولة في رعاية ضحايا المتضررين من هذه الجرائم من النساء والأطفال عقدت مراكز الإيواء في الإمارات المشاركة في وفد الدولة إلى فيينا مجموعة من صيغ التعاون والشراكة مع نظيرتها الدولية، وذلك في توجه يؤكد أن دعم وإعادة تأهيل ضحايا الاتجار بالبشر ركيزة رئيسية من ركائز استراتيجية الإمارات لمكافحة هذه الجريمة·