الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المملكة المتحدة تستقطب شركات الطاقة الأوروبية

المملكة المتحدة تستقطب شركات الطاقة الأوروبية
19 أغسطس 2011 22:59
حين أعلنت مؤخراً آر دبليو إي وإيون أكبر شركتي توليد طاقة في ألمانيا تراجع أرباح نصف العام الأول وخطط إعادة هيكلة جذرية، أثارت هذه الأنباء الشكوك حول استثمارات مليارات الجنيهات اللازمة لتجديد بنية الطاقة الأساسية بالمملكة المتحدة. تعتبر الشركتان من أكبر موردي الطاقة الكهربية إلى بريطانيا. ويعتبر فرعاهما البريطانيان ضمن أكبر ست شركات مرافق عامة، وتعتزم الشركتان بناء محطات طاقة نووية، وكذلك منشآت طاقة متجددة ومحطات تعمل بالغاز. غير أنه بالنظر إلى أن الشركتين تواجهان نفقات جديدة في سوقهما المحلية عقب قرار ألمانيا بالتخلص من الطاقة النووية جراء كارثة الزلزال وموجات المد تسونامي الذي ضرب اليابان في شهر مارس الماضي، تثار تساؤلات عن خطط استثمارهما في المملكة المتحدة. صحيح أن بيع أصول سيساعد على تجميع المال ويتفادى العبء المالي لتلك الخطط، إلا أن الشركتين يمكن أن تفقدا أصولاً مهمة. فبالنسبة لحكومة المملكة المتحدة أي إشارة إلى أن الشركتين تعيدان دراسة اتفاقياتهما قد يؤثر سلباً على عروض تجديد بنية طاقتها الأساسية التي تقدر تكاليفها بنحو 200 مليار جنيه استرليني (325,5 مليار دولار) خلال العقد المقبل. وكان اتفاق ار دبليو إي مع “إن باور” فرعها البريطاني خاضعاً للتمحيص. إذ أعلن جورجين كروسمان الرئيس التنفيذي السابق عن خطة زيادة الشركة لبيع موجوداتها من 8 مليارات يورو إلى 11 مليار يورو (11,4 مليار دولار إلى 15,7 مليار دولار)، غير أنه قال إن “إن باور” لم تكن ضمن البرنامج. وذكر أن ذلك الفرع شهد لأول مرة زيادة ربح التشغيل للنصف الأول من العام لأكثر من الضعف إلى 352 مليون يورو مقارنة مع الفترة ذاتها من العام السابق. غير أن بعض المحللين يرون أنه سيكون من المنطقي لشركة آر دبليو إي أن تدرس بيع الفرع بسبب سوء أدائه عموماً خلال السنوات القليلة الماضية. تشير أرقام مستمدة من تقارير الشركة السنوية التي تعود إلى عام 2002 إلى أن الشركة فقدت نحو مليار يورو من قيمتها، بحسب أندرو مولدر محلل شركات المرافق العامة في كريدي سايتس والباحث الائتماني، في مذكرة نشرها الشهر السابق. وهناك إمكانية أخرى في أن تستحوذ جازبروم الشركة الروسية على حصة في بعض محطات ار دبليو إي في المملكة المتحدة ضمن تحالف أكبر تدرسه الشركتان بينهما. وكانت ار دبليو إي وجازبروم قد أعلنتا في شهر يوليو الماضي عن خطط لدراسة إمكانية تشكيل مشروع تحالف مشترك لتشغيل وبناء محطات طاقة كهربية تعمل بالفحم والغاز في ألمانيا ودول اتحاد بنيلوكس (بلجيكا وهولندا ولوكسمبرج) والمملكة المتحدة. وكان التحالف وآثاره المحتملة على المملكة المتحدة ضمن الموضوعات التي نوقشت في اجتماع عقد في شهر يوليو بين الكسندر ميدفيديف نائب رئيس جازبروم وتشارلز هندري وزير الطاقة البريطاني، بحسب مصادر عليمة. ومن المنتظر أن يصدر قرار نهائي بخصوص التحالف بينهما خلال شهر أكتوبر المقبل. ربما تكمن المشكلة الكبرى لهندري وزملائه في مدى التزام آر دبليو إي وإيون ببناء مفاعلات نووية جديدة في المملكة المتحدة مع الوضع في عين الاعتبار المبالغ اللازمة. وأكد كروسمان استمرار شراكة ار دبليو إي مع إيون المسماة هورايزن والتي تخطط لبناء ما يصل إلى أربعة مفاعلات نووية جديدة بين عامي 2020 و2023. وهي رسالة رددتها أيون غير أن محللين يشيرون إلى أن الشركتين لا يلزمهما تخصيص مبالغ كبرى في هذه المرحلة بالنظر إلى أنه لن يحين وقت قرار استثمار نهائي آخر إلا بعد سنتين أو ثلاث سنوات. وسيعتمد الأمر إلى حد كبير على العائدات التي تعتقد الشركتان أنهما يمكن أن تحصلا عليها من بناء مفاعلات جديدة. وانتظاراً لإصلاحات سوق الكهرباء ستشهد المملكة المتحدة استحداث نظام رسوم يضمن سعراً ثابتاً للكهرباء المولدة من الطاقة النووية على نحو يتيح لأصحاب المحطات الجديدة دخلاً مضموناً. سيطبق نظام الرسوم الجديد أيضاً على تقنيات الطاقة المتجددة الأمر الذي يخلق فرصاً أخرى حسب بعض المحللين. وقالت فيريتي ميتشل محللة مرافق الخدمات العمومية في بنك اتش اس بي سي إن اصلاحات سوق الكهرباء في المملكة المتحدة ستعمل على توليد ايرادات لمحطات لتوليد الكهرباء. وأضافت ميشيل: “بالنسبة لشركات الكهرباء الأوروبية تعتبر المملكة المتحدة سوقاً مواتية بالنظر إلى أنها لا تخضع للتدخل السياسي - وهي سوق جاذبة بالنسبة إلى غيرها في أوروبا. وعليهم أن يراجعوا أنفسهم بتأن قبل الخروج من هذه السوق. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©