الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الجيش الحر» يجهض أعنف هجوم نظامي في حلب

«الجيش الحر» يجهض أعنف هجوم نظامي في حلب
9 أغسطس 2012
تمكن الجيش السوري الحر أمس، من دحر هجوم واسع شنته القوات النظامية في حي صلاح الدين بمدينة حلب التي شهدت أعنف المعارك منذ 3 أسابيع استمرت 12 ساعة، وذلك بعد أن زج نظام دمشق نحو 20 ألف جندي، مقابل 8 آلاف من عناصر المعارضة للمعركة الحاسمة بين الطرفين التي يرى كثيرون أنها ستحدد مآل الانتفاضة المتصاعدة منذ 17 شهراً ضد نظام الرئيس بشار الأسد. واستعاد الجيش الحر 3 شوارع من أصل 5 سيطرت عليها القوات النظامية، ليتراجع وجودها إلى 15% في الحي نفسه مما أضطر القوات الأمنية للجوء مجدداً للقصف المدفعي بعد تراجع عن مكاسب أعلنت وسائل الإعلام الرسمية عن تحقيقها لدى بدء الهجوم. وحصدت المعارك الوحشية في حلب أمس، 42 قتيلاً مدنياً، بينهم 10 أطفال و5 نساء، مقابل 10 مقاتلين معارضين و10 من القوات النظامية مع دمار شديد، بحسب المرصد السوري الحقوقي، بينما أفادت حصيلة للهيئة العامة للثورة السورية بمقتل 190 سورياً في الأنحاء كافة السورية من ضمنهم 41 عسكرياً نظامياً و27 من مسلحي المعارضة. ارتفاع عدد شهداء اليوم إلى 122 شهيد معظمهم في حلب منهم 19 طفل و8 سيدات 8/8/2012، وبحسب إحصائية نشرتها الهيئة العامة للثورة السورية، فقد سقط ما مجموعه 122 قتيلاً مدنياً بالعمليات الأمنية للقوات النظامية في حلب وإدلب ودرعا ودرعا وريف دمشق وير الزور وحمص وحماة واللاذقية بينهم 19 طفلاً و8 سيدات و8 ضحايا توفوا تحت التعذيب في درعا، إضافة إلى ممرض. بينما أسفرت الاشتباكات والمعارك عن مصرع 41 جندياً نظامياً و27 مقاتلاً للمعارضة المسلحة. وشهد حي صلاح الدين في حلب أمس، معارك وصفت بأنها “الأعنف” منذ 3 أسابيع بين الجيش النظامي والمقاتلين المعارضين تخللتها هجمات وهجمات مضادة بين الطرفين للسيطرة على الحي. وهاجمت القوات الموالية للرئيس للأسد معاقل للمعارضة بالمدينة في واحد من أكبر هجماتها البرية منذ سيطرت قوات المعارضة المسلحة على أجزاء من أكبر المدن السورية قبل 3 أسابيع. ويحتاج الأسد إلى الانتصار في معركة حلب، لأنه سيعيد توطيد سيطرته على البلاد رغم أن توجيه القوات العسكرية إلى حلب لاستعادة السيطرة هناك، سمح بالفعل لمقاتلي المعارضة بالاستيلاء على مساحات واسعة في الريف الشمالي بالمنطقة. وبعد نحو 12 ساعة من المعارك الضارية التي تخللها إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا” إحكام القوات النظامية “سيطرتها الكاملة” على حي صلاح الدين، أفاد قائد ميداني في الجيش السوري الحر من صلاح الدين بأن المقاتلي المعارضة استعادوا بعد ظهر أمس، أجزاء من الحي بعد هجوم مضاد. وأوضح قائد كتيبة “نور الحق” في الجيش الحر النقيب واصل أيوب في اتصال هاتفي مع فرانس برس، من حي صلاح الدين أن الجيش الحر “استعاد 3 شوارع من أصل 5 سيطرت عليها القوات النظامية”. وأشار إلى أن الهجوم المضاد لقوات المعارضة “أتى بعد وصول تعزيزات قوامها نحو 700 مقاتل من أحياء السكري وبستان القصر والشعار ومساكن هنانو” التي يسيطر عليها المعارضون المسلحون شرق وجنوب مدينة حلب. وأضاف أن “الجيش الحر يقوم بعملية التفافية حول دوار صلاح الدين تمهيداً لتنظيفه” من الجيش النظامي. واستشهد أيوب على تراجع جيش النظام بالقصف المدفعي الذي لجأت إليه القوات النظامية والذي بدأ يستهدف الحي”، مضيفاً أن “3 مروحيات وطائرة نفاثة تشارك في عمليات القصف”. كما أفاد قائد كتيبة “درع الشهباء” في الجيش الحر بحلب النقيب حسام أبو محمد “فرانس برس” من حي صلاح الدين بأن “الجيش الحر شن منذ العاشرة صباح أمس، هجوماً لمدة 7 ساعات واستعدنا معظم السيطرة” على صلاح الدين. وأوضح أن “هناك هجمات كر وفر في المنطقة الواقعة مقابل ملعب الحمدانية بين الجيش الحر والجيش النظامي”. وكان ضباط في الجيش الحر بمنطقة حلب نفوا قبل ساعات منذ ذلك انسحاب قواتهم من حي صلاح الدين وسيطرة القوات الحكومية عليه، لكنهم أقروا بحصول اقتحام للحي بالدبابات التي انتشرت في بعض الشوارع. وأكد رئيس المجلس العسكري بمنطقة حلب التابع للجيش السوري الحر عبد الجبار العكيدي أن “الهجوم همجي وعنيف، لكن النظام لم يسيطر على الحي”، بينما أكد قائد كتيبة “نور الحق” لـ”فرانس برس” اقتحام القوات النظامية حي صلاح الدين، لكنها “موجودة في مساحة تقل عن 15% من صلاح الدين” فقط. في المقابل، أفاد مصدر أمني في دمشق لـ”فرانس برس” بأن الجيش “يتقدم في حي صلاح الدين ويسيطر على المحاور الأساسية”، متوقعاً أن “يستمر تنظيف جيوب المقاومة حتى صباح الخميس”. وأشار إلى أن الجيش السوري كان يسيطر قرابة الساعة 13:00 (10:00 ت غ) على 3 أرباع الحي “الذي يسقط بسرعة”. وكشف المصدر الأمني النظامي نفسه، أن “خطة الجيش النظامي تقضي بالسيطرة على حيي صلاح الدين وسيف الدولة غرب مدينة حلب، تمهيداً للهجوم على الأحياء الشرقية من المدينة” التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون. وبدوره، أكد المرصد السوري الحقوقي أن حي صلاح الدين يشهد معارك وصفها بأنها “الأعنف” منذ بدء المواجهات في حلب قبل 3 أسابيع. ولفت عبدالرحمن إلى تعذر التوثيق السريع والتأكد من عدد القتلى بسبب شراسة المعارك. وذكرت مصادر أمنية سورية، أن الجيش النظامي حشد نحو 20 ألف جندي، مقابل ما بين 6 إلى 8 آلاف من عناصر الجيش الحر، حيث يعتبر الطرفان معركة السيطرة على حلب بأنها “حاسمة”، خصوصاً مع وقوع مناطق ريف حلب شمال المدينة في قبضة الجيش الحر وصولاً إلى الحدود التركية. وبدأ الهجوم على صلاح الدين غداة إعلان الرئيس الأسد أمس الأول تصميمه على المضي قدماً في الحل الأمني حتى “تطهير البلاد من الإرهابيين”. وطوال يوم أمس، تفاوتت التقارير عن السيطرة الميدانية على حي صلاح الدين البوابة الجنوبية لحلب. ولدى وصول صحفيين من “رويترز” إلى الحي صاح فيهم مقاتل “تراجعنا.. اخرجوا من هنا”. وأزيلت نقاط تفتيش قريبة كانت تحت سيطرة مقاتلي المعارضة طوال الأسبوع الماضي. وقال التلفزيون السوري، إن القوات الحكومية التي دخلت حي صلاح الدين، قتلت أغلب مقاتلي المعارضة هناك كما دخلت أجزاء أخرى بالمدينة في هجوم جديد. وأضاف أن عشرات “الإرهابيين” قتلوا في حي باب الحديد بوسط حلب قرب القلعة القديمة وباب النيرب في الجنوب الشرقي. لكن متحدثاً باسم المعارضة المسلحة في صلاح الدين نفى تحقيق قوات الأسد للسيطرة الكاملة. وقال أبو محمد “القوات السورية تتمركز في جانب واحد من صلاح الدين لكنها لم تدخل والاشتباكات مستمرة”. وقال ناشط في الجيش السوري الحر لـ”رويترز”، طلب عدم الكشف عن هويته، إن المقاتلين تراجعوا إلى حي سيف الدولة القريب الذي يتعرض الآن لنيران الدبابات داخل صلاح الدين ومن طائرات مقاتلة. وفي وقت لاحق، أكد نشطاء سوريون إن قوات الحكومة السورية انسحبت من أجزاء من حي صلاح الدين بعد اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المعارضة. وقال عمر وهو نشط من المنطقة لـ”رويترز” عبر برنامج سكايب على الإنترنت “حدثت حرب شوارع. أوقع مقاتلو المعارضة خسائر فادحة وسط قوات الأسد التي انسحبت الآن. صلاح الدين تحت سيطرة الجيش السوري الحر”.” وأكد مقاتلون آخرون من المعارضة روايته. وذكر قائد كتيبة “درع الشهباء” في الجيش الحر بحلب النقيب حسام أبو محمد أن “هناك هجمات كر وفر في المنطقة الواقعة مقابل ملعب الحمدانية بين (الجيش الحر) والجيش النظامي”، مشيراً إلى أن “عدداً من قناصة النظام ما زالوا يتمركزون في مبنى عند شارع الإشارات المؤدي إلى دوار صلاح الدين”. وقال إن الجيش النظامي “كان أعلن ساعة الصفر وبدأ هجومه على صلاح الدين نحو الساعة الخامسة فجر الأربعاء ووصل إلى دوار صلاح الدين، حيث نشر عربات (بي ام بي) وعدداً من الجنود”. ولفت إلى قصف بالمدفعية “المتوسطة والبعيدة” على أحياء صلاح الدين.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©