محمد وردي (دبي)بدأت الجلسة الأولى من «برنامج إقامة فناني الوسائط الجديدة»، الذي ينظم في إطار «برنامج إقامة الفنانين الضيوف» مساء أمس الأول في مركز الفن المعاصر «تشكيل» في ند الشبا بدبي، بإشراف الفنانين البريطانيين المقيمين كريس ويفر وفاري برادلي.
واستهلت الفنانة برادلي الجلسة بتقديم عرض مسهب يختزل محاولاتهما التجريبية على ما سمته «جوقة الصوت غير المشذبة»، التي بدأت في حزيران الماضي، وتقوم على استخدام وسائط متعددة كمصدر للأصوات، يجري توليفها في سياق إيقاعات متناغمة، تجعلها مؤثرة على المتلقي، وتبدو وكأنها موسيقى تصويرية أو تعبيرية تختزل حركة الواقع بصورة جديدة أو مغايرة لما هو عليه.
وقدم الفنان كريس ويفر محاضرة قصيرة بعنوان «فن الاستماع»، ملاحظاً أن هناك ضرورة أن يجرب المرء عندما يكون بخلوة مع نفسه، أن لا يسلم نفسه للأفكار والاستغراق بها بشكل متواصل، وإنما يسلم نفسه لأصوات الطبيعة أو حركة الواقع بين الحين والآخر، فهي حتما بمثابة أصوات أخرى غير معهودة بالنسبة له، ولكنها ستجعله يتفاعل معها بطريقة إيجابية، بحيث تجعله يتجدد بذاته من خلال لحظات ربما قصيرات، إلا أنها بالتأكيد مختلفة، على مستوى الأحاسيس والمشاعر، وإذا ما واظب على ذلك قد تجعل منه شخصاً آخر عما كان عليه من قبل.
ولاحظ ويفر أن المسألة ليست سهلة في البداية، وإنما تحتاج إلى تدريبات ومران لفترة ليست قصيرة، لأن الاستماع لصوت الريح أو صوت المطر، أو حركة السيارات والبشر والطيور والحيوانات أو ارتطام الأشياء ببعضها أو بأجسام أخرى يشكل جوقة من الأصوات، تصل بتناغمها إلى مستويات قد تتفوق على توليفات الهارموني الأوبرالية أحياناً، وإذا ما تعامل معها المرء بإحساس مرهف سوف تقوده إلى متعات حسية لم يألفها من قبل.
وطلب من الحضور الانحناء والارتفاع بالرأس (وكأنك تومئ لشخص آخر بالموافقة بحركة من رأسك) لمرات عدة.
بعدها طلب منهم الإبقاء على عيونهم مغمضة أو مفتوحة حسبما يشاؤون، ولكن مع ضرورة الإصغاء بتركيز لمجموعة من الأصوات العادية في الشوارع مثل حركة السيارات والدراجات وأصوات الأطفال الصغار والكبار والشيوخ متداخلة بأصوات الرياح والأمطار وحفيف أغصان الشجر وغيرها
عقب ذلك دعا الحضور إلى الاستماع والمشاهدة بآن واحد لمجموعة مقتطفات من مقطوعات لمجموعة من الفنانين: جون كيج (johncage:fouramericancomposers) وبيتر غرينواي، ودان لين بيرل، وماريانا رو وآندي سبوارت، حول «تعلم الاستماع» (learningto listen)، و(thelisteners) وسارة بلانت.
واختتمت الجلسة بحوار مفتوح مع الحضور، شارك به فنان الصوت الأميركي المقيم جون فارو، فتشعبت الأسئلة والنقاشات حول فن الاستماع، ومواصفات المستمع، والأحاسيس التي شعروا بها خلال تلقي المقطوعات، حيث عبر الجميع عن الشعور بتجربة مختلفة ولافتة للنظر.
وستعقد الجلسة الثانية في 17 سبتمبر الجاري بمشاركة الفنانين ويفر وبرادلي مع عدد من القيّمين على الأعمال الفنية الصوتية والفيلمية والتركيبية بالإمارات.
وسوف تتضمن الأمسية مقاطع من Sonicartboom- theart ofnoisللفنانة سارة جين هول.
ويشارك ويفر وبرادلي في «ندوة الفن الإلكتروني الدولية» في نوفمبر المقبل (ISEA2014) بنسختها العشرين المقررة بدبي، وتتمثل مشاركتهما في أعمال تركيبية، وبحث تقدمه فاري برادلي بعنوان «الظواهر الصوتية في حياتنا اليومية».
عدد اليوم
